من شاطئ بوندي الأسترالي الشهير إلى نيودلهي، مرورا بكل أنحاء آسيا، كثفت السلطات في عطلة نهاية الأسبوع جهودها للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما تسجل موجة ثانية من الإصابات في مناطق كانت تعتقد أن الوباء صار تحت السيطرة. واتخذت تدابير تهدف إلى تقييد التنقل في دول مختلفة مثل ماليزيا حيث انتشر الجيش لفرض العزل. وتجاوز عدد المصابين المسجل في آسيا 95 ألف شخص أي ما يوازي ثلث الإصابات المسجلة في العالم، بحسب تعداد أعدته وكالة فرانس برس.
خارج الصين، حيث أصيب أكثر من 80 ألف شخص بعد ظهور المرض للمرة الأولى في مدينة ووهان، تعد كوريا الجنوبية الأكثر تأثرا بالمرض في آسيا مع تسجيلها أكثر من 8500 إصابة. وفي حين لم يكف عدد حاملي الفيروس في الصين عن التراجع في الأسابيع الأخيرة، تشهد دول أخرى ارتفاعا في أعداد المصابين. وسجلت تايلاند الأحد ارتفاعا مفاجئا في عدد الإصابات مع 188 إصابة جديدة، ما يثير الشكوك حول الأعداد لدى جارتيها بورما ولاوس اللتين لم تبلغا عن أي إصابة.
وبعدما أغلقت حدودها أمام غير المقيمين والأجانب، طلبت أستراليا التي تعد 1300 إصابة من السكان إلغاء رحلاتهم إلى خارج البلاد. وسجلت باكستان 646 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد علما أن عدد الحالات المشتبه بها يبلغ 5.650، وعلقت كل الرحلات الدولية. وخضع ملايين الهنود الأحد إلى حظر تجول وطني تجريبي في إطار مكافحة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص في العالم. وأمرت السلطات في إقليم السند إغلاق المنطقة اعتبارا من منتصف الليل. وفي نيودلهي أمرت السلطات موظفي القطاع الذين لا يعملون في تقديم خدمات أساسية بالعمل من منازلهم هذا الأسبوع، كما أعلنت وقف النقل المشترك.
وقال الملياردير أناند ماهيندرا الذي تعمل مجموعته العملاقة في عدد من القطاعات من السيارات إلى العقارات إن مصانعه ستعمل على تصنيع أجهزة التنفس. وأعلنت شركات “تاتا” و”ماروتي” وسوزوكي” و”فيات” و”هيرو موتوركورب” لصناعة السيارات أنها ستعلق الإنتاج. وتمت زيادة عدد فحوص الكشف عن المرض في الهند التي تعد 1.3 مليار نسمة والتي سجلت 320 إصابة، في عدد يتوقع أنه أقل من الواقع.
وفي سريلانكا فرضت السلطات قيودا على بيع دواءين يستخدمان في معالجة الملاريا في البلاد في ظل مخاوف من حصول إقبال شديد على شرائهما بعدما أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة اعتبر فيها ان الدواءين قد يشكلان نقطة تحول في معالجة فيروس كورونا المستجد.
ودعت منظمة الصحة العالمية دول جنوب شرق آسيا إلى مكافحة “صارمة” للوباء معربة عن خشيتها من أن يؤدي تفشي المرض إلى انهيار أنظمة الصحة الضعيفة أصلا.
وفي الدول التي كانت تبدو مسيطرة على الوباء، باتت السلطات تواجه مرحلة ثانية من الإصابات مرتبطة خصوصا بالأشخاص القادمين من الخارج. ومنعت سنغافورة دخول الزائرين لفترة قصيرة، بعد موجة إصابات مستوردة رفعت العدد الإجمالي للإصابات المسجلة إلى 432.
في هونغ كونغ. حيث يبدو أن الأسوأ قادم، ارتفع عدد المصابين بنحو ضعفين الأسبوع الماضي، إذ إن الكثير من الأشخاص عادوا إلى المدينة التي تعتبر مركزا ماليا مهما.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية