غرف العزل.. لم يبدُ الأمر سهلاً لمجرد قراءة تلك العبارة، عبارةٌ على لوحة نحاسية وُضعت بباب مدخل القسم المخصص لاحتمالات الاصابة بكورونا. ومع تلك العبارة، يبدأ تدفّق الصوّر من مشاهد الأشخاص المصابين في دول العالم، لكن توجَّب علينا التعامل بإيجابية مطلقة لإتمام المهمة.
هدوء مشفى المواساة بحركته اليومية المعتادة، يوحي بطريقة أو أخرى أن الأمر ما زال طبيعياً، وهذا ما بدأ يخفف عناء المهمة، والتي تبدو للولهة الاولى أصعب من حمل الكاميرات والدخول في ساحة معركة عسكرية، إلى أن فتحت ممرضةٌ الباب بيدها الملونة بقفّاز طبيّ أزرق وحدثتنا بصوتها من تحت كمامة طبية، “تفضلوا من هنا، هذا هو القسم”.
بتفاؤل وبلُغة واثقة عن جميع النتائج السلبية لفحص PCR في سورية، تحدث مدير المدير لمشفى المواساة الدكتور عصام الأمين حيث تجول موقع قناة المنار برفقته على الاماكن المخصصة، لينفي كل ما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام عن وجود هذا وباء كورونا في سورية حيث تحاول بعض وسائل الإعلام وضعه في رؤوس السوريين، قبل الوصول إلى أجسادهم، وحتى الآن لا يوجد اي دليل أو مؤشر لدخوله البلاد، ، مستعيناً بمؤشرات منظمة الصحة العالمية.
يتعامل الأطباء السوريون مع موضوع “كورونا” من منطلق أنه أمرٌ خطير لا داعي لإخفائه أبداً وإلا خرج عن السيطرة، فنفيُ الدكتور عصام الأمين وجود المرض في سورية يأتي بعد دراسة جميع الحالات المشتبهة وفق المعايير الدولية لمنظمة الصحة العالمية، ليشدّد التأكيد بعدها على عدم وجود أي حالة حتى الآن في سورية، معتمداً كل عيّنات الكشف المخبري الدقيق PCR الذي زودوا به من قبل المنظمة، والخاص بوباء كورونا المستجد، ويبقى سيد الموقف عملٌ جادٌّ من أجل منع دخول الوباء إليها.
في إطار ما رصده موقع قناة المنار على الأرض من إجراءات، تكتمل مؤشرات الدعم العملي لما يؤكده الدكتور عصام عن عدم وجود أي حالة، إذ ومنذ اللحظة الأولى لاكتشاف المرض في مدينة ووهان الصينية قامت وزارة الصحة السورية بإرسال تعميم إلى جميع المشافي والمراكز الطبية لديها، يتضمن شرحاً مفصلاً عن الحالات التي يتم الاشتباه فيها والأعراض التي يحملها المرض، ومن حينها تم تخصيص غرف للعزل الصحي في جميع المشافي المنتشرة على الأراضي السورية دون استثناء، تجنباً لانتشار المرض في حال دخل البلاد، فأيُّ حالة مشتبهة توضع في غرفة العزل، لكن جميع الحالات سليمة حتى الآن.
كما أطلعنا مدير المشفى على تنسيق بين جميع الجهات المعنية بقطاع الصحة من مشافي ومراكز إسعاف، و تخصيص مشفى في سورية بمنطقة “دوير” لهذا الوباء في حال وجد مجرد الاشتباه بحالة معينة، لتهتم بها الطواقم الطبية المدربة من أطباء وممرضين للتعامل مع أي حالة تُجنّب الوقوع بالأخطاء التي وقعت في دول العالم خلال العامل مع المرض في بدايات انتشاره في الصين وأجزاء من أوروبا، لكن حتى الآن ما يزال الأمر آمنا في سورية، وهذا ما يتمنى الجميع استمراره مع أخذ كامل الحيطة والحذر منه.
علاوة على أن سورية تعاني تبعات حربها، إلا أنها و حسب المؤشر العالمي للكوارث، ما تزال ضمن اللون الأصفر، أيْ الاحترازي وفقَ ما شرح الدكتور الأمين، وفي حال تطور الوضع أكثر بمؤشرات المرض ودخل البلاد فهناك خطط صارت موضوعة لتوسيع العمل تماشيا مع درجة مؤشر الكوارث.
رغم التشديد على وجوب الالتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية العامة ضد فيروس كورونا المستجد “كوفيد19” التي نشرها الأطباء، وعممتها الحكومة، تم التأكيد على أنه لا داعي للقلق، فأخطر أقسام الكرة الارضية في أي بلد في العالم، ها هو في سورية وأمام أنظار الجميع وكنّا في داخله، خاوٍ تماماً إلا من الكوادر الطبية المدرّبة، والتجهيزات الاحترازية، ما يجعل بعض وسائل الإعلام تظهر بمظهر ماكينة حرب لنشر إشاعات لم تنجع بزعزعة ثقة السورين بما تقوم به وزارة الصحة لحمايتهم في البلاد..
المصدر: موقع المنار