شارك نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب وعضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي، في الندوة الفكرية التي نظمتها جمعية الإمام الصادق لإحياء تراث علماء جبل عامل حول “العلامة المقدس الشيخ علي البغدادي في الذكرى السنوية الأولى على رحيله” في مركز الجمعية في بلدة أنصار الجنوبية، وحضرها عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات والأهالي.
وتحدث الشيخ الخطيب، فدعا اللبنانيين إلى “التضامن لأجل المحافظة على الكيان اللبناني الذي يتعرض لمخاطر حقيقية، وإلى الابتعاد عن سياسة التحريض على هذه الحكومة التي لا يجوز أن نحملها مسؤولية كل ما قامت به الحكومات السابقة”.
وقال:”الحس الديني والوطني هما الأساس في عملية أي تغيير ونهوض، وعندما نفتقد إلى الحس الوطني أو الديني، فهذا معناه سوف نذهب إلى الانحراف والمجهول، وهذا ينسحب على كل شيء”.
وتساءل: “لماذا ذهبت أكثر الأمور إلى الفشل؟ أليس السبب هو غياب الحس الوطني المسؤول، في حين نجد أن المقاومة وحدها، هي التي انتصرت وحققت إنجازات أدهشت العالم؟ وقد كان ذلك بسبب حضور الدافع الديني والوطني في كل مفصل من مفاصلها”.
وختم: “كم نحن اليوم نحتاج إلى أمثال العلامة المقدس الشيخ علي البغدادي، الذي كان مثال العالم القدوة، والذي عمل في أحلك الظروف قساوة إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982”.
البغدادي
وتحدث الشيخ البغدادي، فأكد “ضرورة تضافر الجهود لحل مشاكل اللبنانيين، وفي طليعتها المشكلة الاقتصادية التي بات معها المواطن يئن تحت وطأة الضغط من أجل الحصول على لقمة العيش”. وقال:لم تعد مشكلة اللبنانيين هي العدو الإسرائيلي مباشرة، فقد تمكنت المقاومة من وضع حد لهذا العدو من خلال سياسة توازن الردع معه، وهو معنا يشبه حالة الكفار مع أهل الكهف الذين وصفهم القرآن الكريم: “لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا”.
ورأى أن “المشكلة اليوم هي مع المسؤولين اللبنانيين، الذين دمروا ونهبوا البلاد، وكانوا عن قصد أو غير قصد شركاء مع الأميركيين في محاولة العمل على إخضاع لبنان لصالح العدو الإسرائيلي، ثم إن مشكلة الفساد في لبنان ليست وليدة اليوم، ولا تتحمل الحكومة الحالية مسؤولية سياسة أكثر من ثلاثين سنة من الفساد والتآمر، والذي أوصل البلد إلى ما وصل إليه”.
وقال: “اليوم، عندما نسمع بعض الأصوات ترتفع لتحميل الحكومة مسؤولية إصلاح الوضع أو إعطائها فرصة لفترة زمنية محددة، فهذا يدل على أن هذه الأصوات إما جاهلة لا تعرف ماذا يجري، أو هي من أصوات الفاسدين الذين يؤيدون استكمال الضغط على لبنان كي يرضخ للشروط الأميركية والإسرائيلية”.
واعتبر أن “هناك أمل بأن يصبح لبنان من البلاد المصدرة للنفط، ولكن يجب حماية هذه الثروة من أطماع الخارج سيما العدو الإسرائيلي ومن جشع الداخل، وهذه مسؤولية كبيرة يتحملها المخلصون وفي مقدمتهم “حزب الله”.
وختم: “لقد كان البغدادي مثال العالم القدوة، فوقف إلى جانب إخوانه العلماء في مرحلة أساسية من أواسط سبعينيات القرن الماضي، حيث أسسوا لمواجهة التحديات التي كان منها الإجتياح الإسرائيلي عام 1982”.
المصدر: موقع المنار