يربط معظم الناس الكافيين بالقهوة. بيد أن هذه المادة المنشطة موجودة أيضا في مشروبات الطاقة والشاي الأخضر والأسود والكولا وحتى مشروب الكاكاو. وفي حين يعتمد الكثيرون على القهوة من أجل الاستيقاظ في الصباح أو البقاء مستيقظين وتحسين أداء العمل، يجادل البعض أن الكثير من الكافيين مضر للصحة.
يحتوي الكافيين على تأثيرات صحية ايجابية وسلبية أيضاً، لكن تأثير الكافيين على أداء الجسم لا يبدأ مباشرة، بل يستغرق حوالي 30 دقيقة حتى تظهر فعاليته، وذلك بحسب ما نشرته مجلة شتيرن الألمانية.
وفي حين أثبتت العديد من الاختبارات فوائد للقهوة، وبأنها منشطة وتقلل مخاطر الموت المبكر والإصابة بأمراض القلب وقدرتها على مقاومة الاكتئاب، ومساعدتها في حرق الدهون في الجسم، يرى الخبراء أن ذلك يأتي فقط من خلال شرب القهوة باعتدال وبدون مبالغة.
فالذين يستهلكون القهوة بكثرة معرضين لخطر الآثار الجانبية لها مثل الأرق، العصبية، الغثيان، ضربات القلب السريعة أو تشنجات العضلات. وهناك أيضا لدى بعض الناس حساسية لمادة الكافيين، وهو ما قد يسبب العواقب الوخيمة بعد تناولها، لاسيما أن احتساء القهوة بعد تناول أدوية معينة مثل المضادات الحيوية، له تأثير على طريقة عمل الكافيين في الجسم، وهو ما قد يكون خطرا على صحته.
بحسب المجلة الالمانية، فإن الاعتدال مختلف من شخص إلى آخر من ناحية عمره، ووزنه وصحته التي يتمتع بها، وتعتبر حوالي 400 ملليغرام يومياً جرعة آمنة للبالغين الأصحاء. وهذا يعادل حوالي ثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة. ومحتوى الكافيين يعتمد على نوع القهوة ودرجة تحميصها. ولا ينبغي أن تتجاوز جرعة واحدة من الكافيين 200 ملليغرام.
ومن أجل حساب دقيق لكمية الكافيين المناسبة في الجسم، قام المركز الاتحادي الألماني للتغذية (BZfE) بإنشاء حاسبة خاصة إلكترونية. ويقوم المهتم بأدراج اسمه ووزنه وكمية المشروبات التي تناولها، من قهوة أو شاي أو عصير أو حتى شوكولاتة، لتقوم الآلة بفحص الكمية واعطاء النسبة التقريبية للكافيين بها.
ويصدر موقع الآلة الحاسبة نصائح للزوار، بأن يشربوا القهوة أو يتوقفوا عن شربها بحسب كمية الكافيين الموجودة في الجسم. وتوجد أيضاً معلومات إضافية على الموقع الإلكتروني حول كيفية عمل الكافيين في الجسم وتأثيره ومقدار الكافيين المسموح به أثناء الحمل والرضاعة. ومع ذلك، فإن الآلة الحاسبة لا تنطبق على النساء الحوامل.
المصدر: dw.com