لا تعود التمارين الرياضيّة بالنفع على الصحة الجسديّة فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تسهم في الحفاظ على بنية الدماغ في حالة سليمة، حسبما أشارت دراسة حديثة.
خلُص بحث جديد أجراه مستشفى “مايو كلينك” الأميركيّ وشارك فيه أكثر من 2000 شخص في ألمانيا، أنّ من مارسوا التمارين الرياضيّة تمتعوا بنسبة أكبر مما يُسمى “المادة الرماديّة” في الدماغ وامتلكوا أدمغة أكبر حجماً، علماً أنّ هذين العنصرين يرتبطان بالتدهور المعرفيّ والشيخوخة لدى الإنسان.
وذكر خبراء “مايو كلينك”، أن بوسع أنواع التمارين المفيدة لصحة القلب، على غرار المشي السريع والركض وركوب الدراجات، أن تساعد في إبطاء التغيّرات التي تطرأ على الدماغ.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة “مايو كلينيك”، علاقة بين اللياقة القلبيّة التنفسيّة من جهة وبين صحة الدماغ من جهة أخرى. يُذكر أن المادة الرماديّة هي خلايا عصبيّة وشعيرات دمويّة، يرتبط حجمها بمستوى القدرات الإدراكية لدى المرء.
قال رونالد بيترسون، وهو طبيب أعصاب في “مايو كلينيك” والباحث الرئيس في الدراسة، إنّ السمة الأبرز في الدراسة كانت إظهارها مدى التأثير الذي خلّفته التمارين في بنية الدماغ المسؤولة عن الوظائف المعرفيّة، بدلاً من مناطق الدماغ المنوطة بالوظائف الحركيّة.
أظهرت نتائج الدراسة أن الكمية الكبيرة من المادة الرماديّة المرتبطة بالتمارين الرياضيّة، موجودة في مناطق الدماغ المسؤولة سريرياً عن التغيّرات الإدراكيّة في مرحلة الشيخوخة، بما في ذلك بعض المناطق ذات العلاقة بالإصابة بداء آلزهايمر.
ولكن مع ذلك حذّر العلماء من الاستنتاج أنّ التمارين الهوائية أو الأيروبيكس يمكنها أن تؤثِّر في الآلزهايمر.
أخيراً، يوصي خبراء “مايو كلينك” بممارسة التمارين الرياضيّة المعتدلة الشدة والمنتظمة حوالي 150 دقيقة أسبوعياً، إلى جانب اتباع نظام غذائيّ صحيّ وعدم التدخين وخسارة الكيلوغرامات الزائدة والحفاظ على ضغط دم طبيعيّ.
المصدر: الاندبندنت