أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى أن سوريا تتقاطع فيها كل الرؤى والمصالح بشكل أو بآخر، مشيراً إلى أن أطرافاً كثيرة تتعامل مع هذا الملف ، كما أن التفاهمات الأمريكية – الروسية ومرونة الأطراف الإقليمية التى لها مصالحأ مباشرة فى سوريا يمكن أن تؤدي إلى مخرج للأزمة. وأشار الرئيس إلى أن التوصل إلى حل للأزمة السورية سيحتاج إلى وقت. وفي مقابلة مع رؤساء تحرير صحف “الأهرام” و”الأخبار” و”الجمهورية” الحكومية نُشرت الاثنين، حدد الرئيس السيسى أبعاد الموقف المصري من الوضع فى سوريا ، قائلاً إن “هناك خمسة مبادئ أساسية هي: احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري, إيجاد حل سياسي ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة الإعمار وتفعيل مؤسسات الدولة السورية من جديد”.
وعن تطورات العلاقات مع واشنطن ، قال الرئيس السيسي إن العلاقات المصرية – الأمريكية هى علاقات إستراتيجية تقوم على «ثوابت» يحرص الطرفان عليها، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكى أكثر فهماً اليوم لحقائق الأوضاع فى مصر بعد ثلاث سنوات من ثورة 30 يونيو وهو ما يجعل مستقبل هذه العلاقات “جيداً”. وأكد الرئيس أن مصر على تواصل مع كل النخب والشرائح السياسية فى المجتمع الأمريكي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
من جهة ثانية، أكد السيسي أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “ابلغه استعداده لاستقبال” الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو لاجراء محادثات مباشرة. وقال السيسي”نحن ندعم أي تحرك من جانب الدول المعنية القادرة على التأثير سواء الولايات المتحدة أو اوروبا أو روسيا” للتوصل الى سلام بين الفلسطينيين و”اسرائيل”. يُذكر أنه في 21 تموز/يوليو الماضي، قال الرئيس المصري إن بلاده تقوم ب “تحرك جاد” لتسوية القضية الفلسطينية وتحقيق السلام.
وجاء هذا التصريح بعد عشرة ايام من زيارة قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري الى “اسرائيل” هي الأولى على هذا المستوى منذ تسع سنوات.
وحول العلاقات مع روسيا، شدد الرئيس على أن العلاقات “راسخة” و”قوية” ولها طبيعة خاصة وأبعاد تاريخية وسياسية واقتصادية. وقال السيسي إن حادث الطائرة لم يترك أثراً سلبياً على العلاقات الثنائية، وأن مصر تتفهم الموقف الروسى وحساسية موقف القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها، معرباً عن تفاؤله لعودة السياحة الروسية فى أقرب فرصة. وحول الاتفاق النهائي لإنشاء محطة الضبعة النووية، قال السيسي إن هناك نقاطاً صغيرة يجرى التفاوض بشأنها، قائلاً إنه من المنتظر التوقيع هذا العام على الاتفاق بين البلدين. كما أشار السيسي إلى أن العامين الماضيين “أكدا بوضوح أن أحداً لم يستطع أن يملي على مصر شيئاً غير ما تراه”، قائلاً إن القرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق.
وعن العدوان المستمر على اليمن: عناصر من قواتنا الجوية تعمل مع “اشقائنا في السعودية”
وفيما يخص الموقف المصري مما يجري فى اليمن، قال الرئيس إن مصر لا توجد لها قوات برية في أي بلد فى المنطقة، وإن القوات البحرية المصرية تقوم بتأمين حرية الملاحة فى الممر الملاحي فى باب المندب وتأمين وصول السفن إلى قناة السويس، “فضلاً عن عناصر من القوات الجوية تعمل مع أشقائنا في السعودية”. كذلك، قال الرئيس المصري إنه يتعامل مع الجدل الدائر حول ملف جزيرتي تيران وصنافير في إطار الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة والقضاء وأحكامه، مشيراً الى أنه أمام مجلس النواب فرصة كاملة لدراسة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
وقال السيسي إن تعيين الحدود البحرية يعطي فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة في المياه الاقتصادية وهو ما حدث في الاتفاق مع قبرص ويتيح الكشف عن حقل “ظهر”. كذلك، تطرق السيسي إلى العلاقات مع دول الخليج العربية، وقال إن العلاقة خاصة مع السعودية والإمارات “مستقرة وثابتة”، مضيفاً أن مصر حريصة على ذلك مثلما يحرص الخليجيون على توطيد هذه العلاقة أيضاً. وأكد أنه لا يمكن اختزال العلاقة مع دول الخليج في مجرد الدعم المقدم منها لمصر، مضيفاً أن مثل هذا الاختزال “غير صحيح”.
وحول العلاقات مع القارة الأفريقية، قال الرئيس المصري إن بلاده بدأت عهداً جديداً في أفريقيا خاصة تطوير العلاقات مع دول حوض النيل، موضحاً أن هناك تقديراً أفريقياً كبيراً للتعامل المصري العقلاني مع ملف سد النهضة الإثيوبي، وأن المفاوضات بشأن الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة والتعاون الثلاثي مع السودان وإثيوبيا يسير بشكل مطمئن للجميع.
المصدر: مواقع اخبارية