غادر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جنيف عائدا الى بيروت بعدما شارك في المؤتمر العالمي للاجئين الذي انعقد في مقر الامم المتحدة بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية.
وكان باسيل اجرى في جنيف سلسلة اجتماعات مع عدد من نظرائه وبحث معهم موضوع النزوح السوري، كما شارك في الاجتماع الرباعي الخاص بعودة النازحين السوريين الذي ضم وزراء خارجية تركيا، العراق والأردن.
وخلال المؤتمر كانت لباسيل كلمة جاء فيها: “نادرا ما يصبح شعب مضيف للنازحين مهددا هو بالنزوح، وغالبا ما يسقط الأبرياء في تحركات شعبية معترضة على سياسات إقتصادية فاشلة وهذا ما لم يحصل عندنا، فلبنان هو البلد الوحيد الذي لم يتعرض أهله في عز غضبهم المطلبي للنازحين الذين يستضيفهم بسعة صدر بالرغم من أن وجودهم هو أحد أسباب هذه الأزمة الإقتصادية”.
اضاف: “هذا يشير الى رقي الشعب اللبناني بإستضافته لأكبر حالة نزوح تسجل في تاريخ البشرية والمقدرة ب200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد وتوازي نصف شعبه. فلبنان البلد الرسالة، الذي بقي مساحة للتنوع، فتح أبوابه لكل من إضطهد، بدءا من إخوانه الفلسطينيين، وصولا الى إخوانه السوريين. اليوم أناشدكم، أن تقفوا الى جانبه، وأن تمنعوا إنهياره ليبقى الوطن النموذج، لمواجهة كل تطرف، وأن لا تزيد الحروب الإقتصادية مأساته فيصبح أهله وضيوفهم قافزين على أول قارب بحث عن أرض جديدة في بلدانكم، يجدون فيها حاجتهم وكرامتهم. كارثة إنهيار لبنان ستعني أن بلدا في العالم لن يجرؤ بعدها على إستقبال أي نازح”.
وتابع: “مدرك أننا ندفع سياسيا ثمن مقاربتنا للهجرة، بعدم تأييد مبدأ الإندماج وصولا الى التوطين. دعونا دوما الى تنظيم عودة ممرحلة وآمنة وكريمة للنازحين السوريين الى المناطق الآمنة في وطنهم، وحذرنا من تحول الكثيرين منهم الى طالبي عمل وليس الى طالبي أمن، وها نحن اليوم نشهد عودة طوعية متزايدة لهم بمعدل الف في النهار الواحد، بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية في لبنان”.
واردف: “كم جاهرنا سابقا أن إقتصاد بلد واحد لا يستطيع تحمل كلفة شعبين، وكم كنت قد شددت على أن لا ناتج محلي من دون العامل المحلي وبإستبداله بالعامل الأجنبي، فإذا بالعاملين يصابان بالبطالة معا. كل هذه المخاوف أضحت حقيقة، والأكثر خطورة الآن بأن يستعمل النازح الضحية وقودا لحرب الآخرين على ارضنا. تحذيري اليوم أن مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين قد يتوجهون من أرض لبنان اليكم، بسبب ما يخطط لنا. أتمنى أن أكون مخطئا، فننجو معا من مخاطر اللجوء (وأعباء الإندماج) الذي تدفع أوروبا ثمنه تطرفا يمينيا متزايدا، يقابله تطرف آخر يمهد لكافة الصراعات. ماذا سيحل بالإعتدال عندها بعد أن كانت أوروبا إنتهت من النازية والفاشية وكل أشكال العنصرية؟”.
وختم: “الوضع لا يبشر بالخير، ما حصل في سوريا مهدد بتكراره عندنا، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلبة فهل هذا ما يراد للبنان؟ إن مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة، فإما أن تتحملوا أعباءها أو أن تتحملوا نتائجها. حافظوا على لبنان ودعوا شعبه يعيش فهو يستحق الحياة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام