انتهت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان السادسة إلى لبنان، كسابقاتها دون أي تقدم جديد يذكر، بعكس التوقعات الإعلامية. وبحث الموفد في لقاءاته مع المسؤولين في بيروت، فكرة عقد مؤتمر حوار لبناني ـ لبناني في باريس لحل الأزمة اللبنانية.
وجاءت زيارة الموفد الفرنسي إلى لبنان بالتنسيق مع نشاطات اللجنة الخماسية، التي تسعى بحسب السفير المصري في بيروت علاء موسى، لتجاوز العقبات من خلال التفاعل مع القوى السياسية اللبنانية، الذي أكد على أهمية التكاتف والتعاون لتحقيق الهدف المنشود.
وشكّلت لقاءات الموفد الفرنسي مع القوى السياسية مفاجأة للودريان، كما وصفها لدى من تحدث معهم، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، التي أشارت إلى ان أولى المفاجآت كانت في عين التينة حيث لمسَ الموفد الفرنسي من رئيس المجلس ليونة في ما يتعلق بمبدأ الحوار.
وقال بري للموفد الفرنسي إنه «لا خلاف على التسمية. اختاروا الصيغة التي تشاؤونها. حوار أو تشاور أو نقاش»، فردّ لودريان «نريده تشاوراً»، سائلاً عن «مدى ميل الثنائي الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى سحب اسمه من بورصة الترشيحات». وأجاب بري: «لا نتحدث عن سحب مرشحين ولا نضع شروطاً على أحد، فلنذهب الى التشاور، وقد نتفق على أكثر من اسم ونذهب بها الى جلسة ونرى النتيجة».
ووجدَ لودريان في كلام بري إيجابية، وخصوصاً بعدما أكد الأخير أنه سيعلِن ذلك بتصريح رسمي يثبت الموقف قبل مغادرة ضيفه، وهو ما حصل.
حزب الله يؤكد
وفي اللقاء مع حزب الله، سمع لودريان أكثر مما كانَ يتصور في ما يتعلق بنقطتين أساسيتين: تأكيد حزب الله أن لا ربط بالمطلق بين الحرب في غزة وجنوب لبنان وبين ملف الرئاسة، ورغبته في انتخاب رئيس قبل نهاية تموز، ما دفع لودريان الى التساؤل عن هذا التاريخ.
هذه الإيجابية لم تبدّدها لقاءات لودريان مع فريق المعارضة. ففي زيارات سابقة، اصطدم بسلبية مفرطة لم يلمسها هذه المرة. وهو لفت إلى أن لقاءيه مع النائبين سامي الجميل وميشال معوض يُبنى عليهما، «وكان موقفهما مقبولاً. صحيح أنهما وضعا شروطاً للحوار، لكنهما لم يُبديا تشنجاً»، ما يشير إلى أن موقفيهما يحتاجان الى شيء من الـ«ركلجة».
من العائق ؟.. قالها لودريان
إذاً أين تكمن المشكلة؟ قالها لودريان بصراحة ووضوح، إن سمير جعجع هو العائق. ووصف الموفد الفرنسي اجتماعه في معراب بأنه «الأكثر سلبية. لا يريد جعجع حواراً ولا تشاوراً ولا أي شيء. لا يريد أن يفعل شيئاً. يؤكد على رفض الحوار ويتحدث بسلبية كبيرة عن بري، ويرفض القبول بأي دور يقوم به رئيس المجلس». وكشف لودريان أيضاً أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون «زارت معراب بعيداً من الإعلام، وكان الجو سلبياً إلى أبعد الحدود».
مبادرة للنائب تيمور جنبلاط
رغم كل ما تقدم فلا جديد بشأن حل أزمة الفراغ الرئاسي في البلاد، الأمر الذي دفع رئيس” اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط الى الإعلان عن جولة سيقوم بها بدءاً من اليوم وفق لقاءات محدّدة بالتوقيت يبدؤها مع حزب الله لبحث ملفات عديدة.
ولن تقتصر على الملف الرئاسي فقط، بل ستشمل قضايا اخرى ابرزها الوضع الامني في الجنوب والوضع الاقتصادي، وأيضاً تحت عنوان التواصل للوصول الى حلول، مع ضرورة التقارب من قبل الجميع لانّ الوضع لم يعد يحتمل الانقسام والخلاف بين القوى السياسية.
وتشير مصادر”اللقاء الديموقراطي” الى ان هذه المبادرة ستتناول فصل الرئاسة عن الجنوب وغزة، والالتزام باتفاق الطائف وبالتوازنات في مجلس النواب، مع التأكيد على الحوار والتشاور بين جميع الافرقاء.
وسيزور النائب تيمور جنبلاط معراب للقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع، والمركز الرئيس لـ “التيار الوطني الحر” في ميرنا الشالوحي، للقاء رئيسه جبران باسيل، على ان يواصل زيارة باقي الاطراف غداً الاربعاء.
وتأتي هذه ال مبادرة بعد زيارة النائب السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور الى الدوحة بدعوة من قطر، التي ارسلت دعوات الى أفرقاء سياسيين آخرين، وعُلم ايضاً بأنّ المبادرة المذكورة اتت بدعم وطلب من لودريان، بالتزامن مع جولة اتصالات داخلية من شأنها ان تحلحل الخلافات.
باسيل مع التوافق
وفي السياق اشار رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل أن اللقاء مع السفير الفرنسي كان جيّدًا، ومن الواضح أن هناك “فهم” للوضع اللبناني والخيار الثالث هو التوافق، ونحن شعب قادر على التأقلم بالرغم من كل الأزمات وهذا أمر جيد وسيء في آن واحد. وتابع “لم نكن بحاجة إلى اللجنة الخماسية للتشاور والتوصل إلى انتخاب رئيس، وأنا مع التوافق وليس الإنتخاب لأنه عبر الإنتخاب سيُحارَب الرئيس.
واردف باسيل “نحن والاشتراكي وكتلة الاعتدال وكتل عدّة رأينا ان التوافق هو الخيار الافضل، واذا لم يحصل نذهب الى انتخاب بدل الفراغ”.
وعن الدعوة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل التشاور لانتخاب رئيس، قال: “أولا يجب أن نعلن بأن هذا الامر إن حدث هذه المرة فهو لن يتحول الى عرف في المستقبل”.
المصدر: موقع المنار+وكالات