ربما يبدو الأمر على أنه فكرة من فيلم خيالي علمي لكنها قد تكون واقعا علميا حقيقيا.
فالباحث ريتشارد بيرك من جامعة ولاية بنسلفانيا يأمل في التوصل إلى نتائج دقيقة من خلال عمله، طوال عام، على تحليل بيانات عدد هائل من المواطنين في النرويج قامت الحكومة بجمعها وربطها بملف التعريف الشخصي.
وتشمل البيانات ملفات الأطفال وأولياء أمورهم لمعرفة ما إذا كان هناك إمكانية للتنبؤ باحتمال قيام طفل ما بارتكاب جريمة قبل بلوغ سن الـ 18 استنادا إلى الظروف التي ولدوا فيها.
لكن المشكلة التي اعترضت بيرك هي أن حديثي الولادة لم يفعلوا أي شيء بعد، لذلك فإن نتائج تصنيف الباحث لبعض الأطفال كـ “مجرمين محتملين” استنادا إلى الظروف التي ولدوا فيها ستؤدي إلى إدانة الناس بتهم ارتكاب جرائم لم يرتكبوها.
لذلك استند بيرك في بحثه على التعليم الآلي الذي ينطوي على تصميم الخوارزميات التي قام بها علماء البيانات الذين يقومون بتعليم الكمبيوتر على التعرف على أنماط سلوك معينة من خلال مجموعات البيانات الكبيرة.
وبمجرد أن يقوم الكمبيوتر بالتعرف على الأنماط، يمكن أن يطبق ما وجده للتنبؤ بالنتائج، وإذا كانت الخوارزميات المستخدمة في التعلم الآلي يمكنها التنبؤ بدقة بسلوك الإنسان فهي تعتمد على وجود الكثير من البيانات السياقية الممكنة، حيث استخدم بيرك عوامل تنبؤ خاصة بالجريمة والتركيبة السكانية، كما شملت البيانات عدد الاعتقالات السابقة للشخص وعمره عند الاعتقال الأول ونوع الجريمة أو الجرائم التي ارتكبت وأيضا أداء العمل في السجن، والقرب من الحي المرتفعة فيه نسبة الجريمة ومعدل الذكاء والجنس. واستخدم بيرك ما يصل إلى 36 عامل تنبؤ في مجموع دراساته.
وفي كل تجارب بيرك، كانت الخوارزمية قادرة على التنبؤ بدقة كبيرة بالشخص الذي سيكون قليل الخطر. ورغم ذلك، فإن المشكلة تمثلت في أن الخوارزمية كانت بعيدة كل البعد عن الدقة في التنبؤ في من سيكون شديد الخطر.