على مرمى كلمةٍ لرئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون في توقيتٍ استثنائيٍ تمرُ به البلاد، يحاولُ البعضُ إمرارَ رسائلِه عبرَ الشارعِ وامتطاءِ مطالبِ الفقراءِ حيناً، وحيناً عبرَ الاتصالاتِ واللقاءاتِ التضامنيةِ والسياسية.
فيما التقاءُ جميعِ الآراءِ على انَ الوقتَ لا يحتملُ اشتباهاً بالتقدير، ولا ترَفاً في التفكير، ولا اللعِبَ باوراقٍ قابلةٍ لاشعالِ البلد، فضلاً عن حريقِه الاقتصادي والمالي..
وان كانت استقالةُ الرئيسِ سعد الحريري هي مَضيعةٌ للوقتِ المتاحِ لتنفيذِ الاصلاحات، بحسبِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة، فانَ اسئلةً مشروعةً فرضتها هذه الاستقالةُ سواءٌ حولَ الاسبابِ الحقيقيةِ والمبررات، او حولَ التوقيتِ والاهداف.
والاملُ بان تسلكَ الاستشاراتُ النيابيةُ مسارَها الطبيعيَ لتسميةِ الرئيسِ المكلفِ وتشكيلِ حكومةٍ نزيهةٍ ذاتِ صدقيةٍ كما جاءَ في بيانِ الكتلة..
حكومةٌ تلبي صرخاتِ وحاجاتِ الناسِ لا اطماعَ البعضِ من السياسيين، وتُقنعُ المواطنينَ بقدرتِها على تلبيةِ المطالبِ المحقةِ بعيداً عن املاءاتِ السفارات، كما قالَ رئيسُ المجلسِ التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، فحزبُ الله تحمّلَ الكثيرَ على مدى اُسبوعينٍ ليحميَ لبنانَ لا ليَحميَ افراداً وجهاتٍ كما قال، واستمرارُ الاختباءِ وراءَ التجييشِ الطائفي، لا يُمكِّنُ الحكومةَ من حلِّ مشاكلِ البلد..
مشاكلُ وازماتٌ ما زالَ يستثمرُ الاسرائيليُ فيها بكلِّ ما امكنَ من قُدُرات، وابعدَ من الاصواتِ التي باتت تَتَعَالى من الحراكِ رفضاً لاحراقِ العلمِ الاسرائيلي ، وكلامٌ لم يكن ليتجرأَ على قولِه احدٌ علناً – واِن فعلَ أكثرَ منه البعضُ سراً – فانَ الموقفَ الصهيونيَ المتمثلَ برسائلَ الى الاميركي والمجتمعِ الدولي تَطلّبَ اشتراطَ معالجةِ الازمةِ الداخليةِ في لبنانَ بعملِ الحكومةِ اللبنانيةِ ضدَّ برنامجِ حزبِ الله الصاروخي، وابعادَ الحزب ِ عن مراكزِ القرارِ في الحكومةِ الجديدة، كما كشفت رسائلُ الدبلوماسيةِ الصهيونية..
اما رسائلُها العدوانيةُ المباشرةُ في السماءِ اللبنانية، فقد ردَّت عليها المقاومةُ بتصدي مجاهديها لطائرةٍ مسيّرةٍ معاديةٍ في سماءِ الجنوبِ، وَاَجبروها على مغادرةِ الاجواء..
وحولَ الاجواءِ السياسيةِ السائدةِ في ظلِّ استقالةِ الحكومة، وآفاقِ المرحلةِ المقبلة، سيتحدثُ غداً الامينُ العامّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله في الاحتفالِ التأبيني الذي سيقامُ للعلامةِ الراحلِ المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي..
المصدر: قناة المنار