أعلن الرئيس البوليفي ايفو موراليس الخميس فوزه في الانتخابات الرئاسية التي تسببت بأعمال شغب واضراب عام بعدما اعتبرت المعارضة انه يحاول التزوير للفوز بولاية رابعة. لكن بعد ساعات قال موراليس انه منفتح على اجراء دورة ثانية اذا لزم الامر، كما يطالب منتقدوه.
وأعلن مسؤولو الانتخابات انه بعد فرز 98.54 بالمئة من الأصوات اثر الانتخابات التي جرت الاحد، نال موراليس 46.85% مقابل 36.68% لاقرب منافس له الوسطي كارلوس ميسا، وفارق عشر نقاط بين المرشحين يعني فوزا صريحا بدون اجراء دورة ثانية. وقال موراليس في مؤتمر صحافي في العاصمة لاباز “فزنا من الدورة الأولى” مضيفا “هذه أنباء سارة”، ولم يتسن الحصول على تاكيد لفوز موراليس من المحكمة الانتخابية العليا.
لكن موراليس قال في وقت لاحق “إذا لم نحقق الفارق المحدد بعشر نقاط (عن المرشح التالي) فسنحترم النتيجة”، مؤكدا أنه “إذا كان يجب الذهاب إلى دورة ثانية فسنفعل ذلك”. من جهته يصر ميسا على اجراء دورة ثانية بينه وبين الرئيس داعيا مناصريه الى مواصلة التظاهر في الشوارع. وعبر مراقبون من منظمة الدول الأميركية عن قلقهم ازاء نتيجة فرز الاصوات التي أظهرت في بادىء الأمر ان موراليس وميسا متقاربان في الاصوات ويتجهان نحو دورة ثانية ثم تغيرت بشكل مفاجىء الاثنين لتعطي الرئيس تقدما كبيرا.
احراق مكاتب
وعبر الاتحاد الاوروبي والبرازيل والارجنتين وكذلك الولايات المتحدة عن قلق ازاء عملية فرز الاصوات. وقامت وزارة الخارجية الاميركية بتحديث توصيات السفر الى بوليفيا وحضت رعاياها على “التيقظ اكثر بسبب العنف الاهلي”.
وجرت مواجهات الاربعاء بين مناصري ومعارضي الرئيس موراليس في مدينة سانتا كروز (شرق)، العاصمة الاقتصادية وأبرز مدينة في البلاد كانت نقطة انطلاق الاضراب العام. ومساء الاربعاء وقعت حوادث جديدة في لاباز بين قوات الأمن ومتظاهرين قرب الفندق الذي يؤوي أعضاء المحكمة العليا الانتخابية. وردد المتظاهرون هتافات “فليرحل موراليس”. وقال لويس فرناندو كاماشو رئيس منظمة تجار ومقاولين ومواطنين للحشود “هذه الحركة ستستمر الى أن نؤكد اجراء الدورة الثانية”. والتزمت مختلف مناطق البلاد بالاضراب. ولم يتقبل قسم كبير من البوليفيين قرار موراليس الترشح لولاية رابعة فيما كان الناخبون عبروا عن معارضتهم ذلك خلال استفتاء في 2016.
نحن الغالبية
وكان موراليس وصف الإضراب العام بمثابة “انقلاب” مدبر من قبل اليمين وعبر عن “ثقته التامة” بانه سيعاد انتخابه من الدورة الاولى بفضل “تصويت المناطق الريفية”. وردا على ذلك، نزل آلاف العمال وعمال المناجم وعدد من السكان الاصليين الاربعاء بهدوء الى ساحة سان فرانسيسكو في لاباز. وقالت جوستينا لوزا (43 عاما) “ميسا ليس الى جانبنا (نحن السكان الاصليين) لن نسمح بوقوع ذلك، نحن الغالبية، يتحدثون عن فساد لكنهم عنصريون ويعاملوننا بتمييز، في السابق لم يكن بوسع السكان الأصليين الدخول الى المكاتب واليوم لم تعد الحال كذلك لا نريد العودة الى الماضي”.
من جهته دعا كارلوس ميسا (66 عاما) مناصريه الى “التعبئة الدائمة”. من جهتها اعتبرت بعثة مراقبة الانتخابات من منظمة الدول الأميركية في بوليفيا الاربعاء أن “أفضل حل” هو إعلان عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على الاصوات الكافية واجراء دورة ثانية. كما أن الكنيسة الكاثوليكية تشاطر هذا الرأي معتبرة ان دورة ثانية “هي الحل الوحيد السلمي”. وقدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو دعمه لايفو موراليس منددا هو ايضا “بانقلاب معلن”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية