هي صرخةٌ فتحت للبنانَ الآفاق، فمن يريدُها لقطعِ الطرقات؟ وهي عابرةٌ للمناطقِ والطوائفِ والمذاهب، فمن يريدُ تحويلَها الى متاريسَ وخنادق؟
اتركوا الناسَ عندَ صدقِ صرخةِ وجعِها، الذي بدأَ يصنعُ المستحيل، ولا تُحيلُوها مطيّةً في سياساتِ واحقادِ الزواريب.. وللمتظاهرين: انتم لستم قُطّاعَ طرق، ولو كنتم كذلك لما صَنعتُم هذا المشهد، فاقطعوا الطريقَ على المشوِّهينَ الذين أخذَهُم الحنينُ الى مشهدِ النزالِ في الزواريبِ وهم اعجزُ من اَنْ يخوضوهُ في الساحاتِ السياسية..
فلْتَبْقَ صرختُكم كتلكَ التي غَيَّرَت في عقليةِ الحكومةِ ووضعتها على طريقِ الاصلاحِ الالزامي بورقةٍ سيبقى تطبيقُها تحتَ اعينِكُم، وانتم القادرونَ على المحاسبةِ بالحناجرِ الصادقة..
وكما اَتقنتُم رفعَ الصوت، فَلْتُحسِنُوا الاِصغاء للبنانيينَ الموجوعينَ العالقينَ على الطرقاتِ المتروكينَ تحتَ رحمةِ فارضي الخوّات، ولْتُصغوا للمزارعينَ والخبازينَ واصحابِ محطاتِ البنزينِ وموزعي الدواءِ المحذِّرينَ من نفادِ المخزونِ اِن طالَ قطعُ الطرقات، بل اُصغُوا الى آلامِ الموجوعينَ العالقينَ في سياراتِ الاسعاف..
فحافظوا على نقاءِ تحركِكُم وسلميتِه كما نصحَكم البطريركُ مار بشارة بطرس الراعي، وامنعوا أيَ طرفٍ من أن يستغلَّ صرختَكم ويُحوِّلَهَا حركةً انقلابية. واِن كانَ على المعنيينَ سماعُ صوتِكم والبدءُ بالاصلاحاتِ المقرَّةِ كما قالَ البطريركُ الراعي فعليكم التوافقُ فيما بينَكُم على من يحاورُ باسمِكُم معَ المراجعِ المعنيةِ للوصولِ إلى حلولٍ ناجعة..
حلولٌ فُرضت بثورتكم، وأولُها ورقةٌ اقتصاديةٌ بحسبِ الرئيس نبيه بري، الذي لا يخشى سوى الفراغ، فالبلدُ لا يحتملُ ان يبقى معلَّقاً كما قال..
والقولُ من السرايِ الحكومي معَ المشاوراتِ السياسية، الانكبابُ لتأمينِ الآلياتِ والتنفيذِ السريعِ للورقةِ الاصلاحية..
المصدر: قناة المنار