ليس بعيداً عن الجامع الأموي، يتناغم صوت طرق الأزاميل الصغيرة على النحاس، مع أصوات المارّة، وروّاد مقهى “النوفرة” التراثي المقابل، ليشّكل جزءاً من هويّة المكان السمعية والبصرية.
يرسم أزميل الشاب حماده السيّد على أوانٍ وتشكيلاتٍ نحاسيّة تتنوّع استخداماتها؛ نقوشاً بديعة تعود إلى العصر المملوكي، يملؤها عمر زعيتر بخيوط فضيّة، بينما يراقب الطفل محمد إبداع معلمّيه، كمتدربٍ جديد، يخطو خطواته الأولى بتعلّم أصول مهنةٍ تقاوم الاندثار.
هكذا تتوارث الأجيال أسرار حرفةٍ دمشقيّةٍ عريقة، اشتهر بها أهالي دمشق حتى أواخر القرن الماضي، وتعلمّها منهم حرفيون آخرون، وطوّروها، وعلموّها لحرفيين ناشئين، يواصلون إبداعهم بهذه الورشة الوحيدة المتبقيّة لـ “تطعيم النحاس بالفضّة” في دمشق.