زار وكيل الإمام السيد علي الخامنائي في سوريا آية الله السيد أبو الفضل الطبطبائي تجمع العلماء المسلمين، والتقى أعضاء المجلس المركزي، ووجه اليهم دعوة للمشاركة في “لقاء الملتقى العلمائي الإسلامي” الذي سيعقد في دمشق.
ورحب رئيس مجلس الأمناء الشيخ القاضي احمد الزين بالضيف قائلا: “نحن في تجمع العلماء المسلمين نعتز ونفتخر بحمل رسالة الإسلام والدعوة الى الوحدة الإسلامية والى تحرير القدس الشريف والقضية الفلسطينية، مؤكدين حبنا وتقديرنا للجمهورية الإسلامية الإيرانية الكريمة، إننا إذ نرحب بالسيد الطبطبائي، نؤكد له أننا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لما تعتمده وتؤمن به من عقيدة ومن سياسة شرعية ترفع من خلالها راية القضية الفلسطينية وتحرير القدس الشريف، إننا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إلتزامها شريعة الله والقضية الفلسطينية. ثم إننا في تجمع العلماء المسلمين، ندعو العلماء في سائر أنحاء العالم العلماء المسلمين ليأخذوا دورهم في توعية العالم الإسلامي من أجل التزام الإسلام ومن أجل الدعوة الى الوحدة الإسلامية والقضية الفلسطينية”.
كلمة التجمع
ثم ألقى رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبدالله كلمة التجمع، قال: “أريد أن أتطرق إلى الجانب العملي من العلاقة بيننا وبين الممثلية، العلاقة ليست وليدة اللحظة، وليست من اليوم، كما تعلمون خصوصا الإخوة الذين واكبونا في بدايات إنشاء التجمع أن علاقة التجمع كانت مع ممثل الإمام الخميني في ذلك الوقت آية الله السيد أحمد الفهري، رحمة الله عليه، واستمرت هذه العلاقة إلى اليوم”.
وأضاف: “نحن عندنا عناوين واضحة: العنوان الأول هو نشر الإسلام المحمدي الأصيل، وهذا هدف من أهداف الثورة الإسلامية منذ أن وجدت. الهدف الآخر الذي نسعى اليه هو موضوع الوحدة الإسلامية، وطبعا هذا من صلب عمل تجمع العلماء المسلمين، وأيضا من الاهتمام الكبير لسماحة السيد وللممثلية في سوريا، وهناك أعمال تطورت ووصلت إلى مراحل مهمة نحتاج إلى تطويرها وتأكيدها والعمل عليها، وخصوصا أن الآن هناك فكرتين أساسيتين يعمل على مواجهة تطور محور المقاومة وهي فكرة نشر فكر العلمنة في مواجهة الفكر المتدين، أي فشل نظرية التكفيريين في بناء الدولة، أرادوا منه أن يقولوا أن الإسلام السياسي فاشل وهو غير قادر على بناء الدولة، متعامين عن دولة إسلامية كبرى أسمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تجربة نجحت واستمرت وبنت دولة حضارية ومتقدمة، ووصلت إلى الفضاء، فبالتالي نريد مواجهة حركة العلمنة هذه، وفي الوقت نفسه موضوع الإلحاد. الآن هناك محاولة لنشر الإلحاد على مستوى واسع في العالم الإسلامي، الأمر الآخر والذي هو مهم جدا والذي يحفظ كياننا هو موضوع محور المقاومة بكل المستويات. محور المقاومة أمر مهم حقق إنجازات ضخمة، اليوم هو في ما أعتقد في إرهاصات الانتصار النهائي وخصوصا بعد الإنجازات الكبيرة في اليمن، وبعد فشل الولايات المتحدة الأميركية في الضغط على إيران لجلبها الى بيت الطاعة فإذا بها تجلب أميركا إلى بيت الطاعة. لذلك ما يجب أن نسعى إليه هو تكريس مفاهيم محور المقاومة، أنا قدمت اقتراحا الى سماحة السيد وهم يدرسونه من أجل بروتوكول تعاون مشترك في ما بيننا نأمل أن نوقعه الآن”.
السيد الطبطبائي
وقال السيد الطبطبائي: “أتقدم إلى الله بالشكر لأجل النعمة العظيمة التي قد أنعم الله بها في هذا اليوم العظيم وهي نعمة زيارتكم، أيها العلماء أعضاء هذا الحفل، هذا المجمع الكبير العظيم والمفيد إن شاء الله تجمع العلماء المسلمين لي الفخر والشرف،أتوجه إلى الله بالشكر على أنه قد وفقني للحضور في هذا المجلس المبارك، إذا يلتفت عالم الدين إلى مسألة الوحدة ويأتي في مجلس أو مكان اسمه دار تجمع العلماء المسلمين. عالم شيعي يجلس بجوار عالم سني وبالعكس، هذا الحضور في الحقيقة يدعو الناس وأفراد المجتمع والشعب إلى الوحدة والاتحاد، هذه النقطة مهمة، ونحن اليوم في حاجة جدا، في حاجة ماسة إلى وحدة المجتمع، إلى اتحاد أفراد المجتمع، واتحاد علماء المسلمين”.
وأضاف: “أريد أن أقول لكم، أيها الحضور الكريم في سوريا كذلك الشيء نفسه، في سوريا الحبيبة، في سوريا الأبية كذلك علماء الشيعة يجلسون بجوار علماء أهل السنة كذلك علماء أهل السنة يجلسون في جوار علماء الشيعة، وإذا الشخص يدخل في المجلس ولا يلتفت إلى لباس رجل عالم الدين الشيعي. ولا يلتفت إلى لباس رجل عالم الدين السني، لا يلتفت أنه سني وشيعي، العدو يريد التمزيق بين الأمة الإسلامية، العدو يريد التفرقة، يريد الاختلاف، بين العلماء، أولا بين العلماء، إذا نجح في نشر الفرقة والتفرقة بين العلماء قطعا فسينجح في خصوص تأسيس التفرقة وتأجيجها بين الشعب المسلم، لذلك لا بد أن نكون ملتفتين، الإمام الخامنائي حفظه المولى في السنوات الأخيرة يركز على موضوع البصيرة”.
وتابع: “البصيرة تعني معرفة العدو من الصديق، أحيانا في بعض الموارد نحن لا نعرف العدو من الصديق، أو لا نعرف العدو الأصلي من العدو الفرعي، أحيانا يوجد خلاف بين بعض الجهات، ولكن هذه الخلافات هي خلافات عادية وطبيعية بين المجتمع، لا بد أن نكون ملتفتين ومن أهل البصيرة في خصوص معرفة العدو”.
وختم: “لا أريد أن أطيل عليكم، فقط أريد أن أرسل إليكم بطاقتين: الأولى بطاقة السلام من الإمام الخامنئي حفظه المولى.
الثانية بطاقة الدعوة للحضور في الملتقى العلمائي الإسلامي الذي سيقام في نهاية شهر ربيع الأول، ولا بد من أن ننسق الأمر مع الجهات المعنية، وبعد ذلك سنرسل بطاقة الدعوة إلى جميع العلماء، والآن من هذا المجلس أدعوكم، في خصوص الاقتراح الذي اقترحه سماحة الشيخ حيال التعاون المشترك، أنا أعتبر هذا تعاونا مباركا”.
توقيع بروتوكول التعاون
وفي نهاية اللقاء، وقع السيد الطبطبائي والشيخ الزين بروتوكول التعاون المشترك بين ممثلية الإمام الخامنئي في سوريا وتجمع العلماء المسلمين في لبنان، على “أمل إنجاح هذا التعاون لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين في البلدين العزيزين، والمساهمة في بناء روابط متينة بين البلدين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام