ذُلت مكائد العدوانِ في اليمن ، وعُطلت حِيَله ، ورُدّ شَرّه الى نحرِه وقصورِه الرمليةِ حينَ نطقَ الحقّ في الميدانِ وراكمَ الجيشُ واللجانُ الانجازاتِ تلوَ الانجازات.
هو اليمنُ الذي اذابَ اُباتُه حديدَ السعودي والاميركي في فيافي نجرانَ القاحلة، في جبالِها الصُمِّ الخاضعةِ لجنودٍ فدَوا اهلَهم وبلدَهم بالدمِ والصبر ، وفي البردِ والحر، وبما تَسلحوا من شموخٍ وإقدام..
كيفَ لليمنِ اَنْ لا يَنتصر، وهي سننُ اللهِ في ارضِه : اِن تنصروهُ يَنصُرْكُم ، ويُفرحْ ثَكالاكم ، وايتامَكم، ويشفي صدورَ جرحاكم، وجَوْعاكُم ، ومَرضاكُم ، والمحاصرينَ الذينَ لا يتاخرونَ عن رفدِ الجبهاتِ بالجباهِ والقاماتِ تحصيلاً لاوسمةِ الشرفِ وعبوراً الى التاريخِ من ابوابِ التبدلاتِ الكبرى والتحولاتِ الواسعة..
اما حالُ العدوانِ بعدَ ارامكو وعمليةْ نصرٌ من الله ، فهل هو يُحصي ما تَكسِبُ يداه ؟ وهو المتكبرُ بخطاياهُ ، والمتعجرفُ حتى على اسراه : حصدَ منهم مئتينِ في نجرانَ بعدَ استسلامِهم لليمنيينَ وقَطَّعَ اوصالَهم . فعجباً كيفَ يتعاملُ معَ ابنائِه سواءٌ كانوا في الميدانِ كما في نجران ، او داخلَ الديوانِ او في السفاراتِ والقنصليات؟ وهل مقتلُ الحارسِ الشخصي للملكِ السعودي اللواء عبد العزيز الفغم بالامسِ في جِدةَ الا دليلٌ على حالِ البَلاطِ المفتوحِ على المفاجآتِ ومزيدٍ من التصفيات؟.. لا تكادُ فصولُ قتلِ جمال الخاشقجي تتكشفُ تباعا ، ولا تردداتُها تهدأُ حتى يَرِدَ اسمُ بن سلمان في احداثٍ دمويةٍ جديدةٍ تلميحاً وتغريدا ، وكذلك في طياتِ الصحافةِ الاجنبيةِ باعلانِه الصريحِ عن استعدادِه للتعاملِ معَ الكيانِ الصهيوني من اجلِ مغانمَ ضدَّ ايران ، وتلبيةً لارادةِ ترامب وصهرِه في صفقةِ القرنِ وتصفيةً القضيةِ الفلسطينية.
في لبنان ، تتشابكُ القضايا وتتفاعل ، جديدُها في ساحاتِ الاعتصامِ ضدَ غلاءِ الدولارِ وشُحِّهِ بفعلِ التوصياتِ والتوجيهاتِ الاميركية، وفي الكواليسِ بحثٌ عن حلولٍ للازماتِ المتلاحقة ، وما الاسبوعُ الطالعُ الا مساحةٌ لاجتراحِ المعالجاتِ بعدما بلغَت الصعوباتُ مَبلغَها وعَقَّدَت المشهدَ الداخلي . فهل يجتازُ بلدُنا الامتحانَ وتُفتحُ ابوابُه على التفاهماتِ والحلولِ الجذرية؟.