لبنانُ سيدخلُ الخارطةَ النفطيةَ في كانونَ الاولِ المقبلِ مع بدءِ التنقيبِ في اولِ بئرٍ نفطية. انه شرحُ وزيرةِ الطاقةِ ندى البستاني لما اعلنَه رئيسُ الجهموريةِ من الامم المتحدة، فأضاءت بصيصَ امل في ظلمةٍ اقتصاديةٍ تعمُ البلادَ والعباد..
اما عمليةُ التنقيبِ الجاريةُ عن حلولٍ اقتصادية في ظلِّ العدوانيةِ الاقتصادية الاميركية، فغيرُ واضحةِ النتائجِ بعد، مع رصدِ الحبلِ السُّرِّيّ الذي يربطُ قطاعاتٍ بعينِها بالاميركي واملاءاتِه، فيقدّمونَ الطاعةَ له من جهة، ويسابقونَ الزمنَ والبلدَ من جهةٍ اخرى للاحتفاظِ بمكتسباتِهم التي هُنْدِسَت لسنواتٍ على قياسِهم ولو على حسابِ الوطنِ واقتصادِه واهلِه..
اهلُ الحلِّ والربطِ ما زالوا عندَ تاكيدِهم بأنْ لا ازمةَ دولارٍ في لبنان، والصوتُ في الشارعِ الى ارتفاع، اما الحكومةُ فرفعت من سرعةِ نقاشِها لموازنةِ العامِ الفينِ وعشرين كعنوانٍ تحملُه للداخلِ والخارج، لعله يُسَاعِدُها في الحدِّ من الخسائرِ وتطويقِ الازمة..
عالمياً أزمةُ الرئيسِ الاميركي الداخليةُ ليست اقلَّ من تلك الخارجية، وبعدَ الغرقِ في خياراتٍ طائشةٍ من الازمةِ النوويةِ مع ايران، وتسخينِ مياهِ الخليجِ الى حدِّ الغليان، وفتحِ حروبٍ اقتصاديةٍ مع الصينِ وروسيا، فُتحَ للرئيسِ دونالد ترامب ملفُ “بايدن غيت” على ابوابِ زمنِ الانتخابات، ملفٌ اِن لم يؤدِّ الى عزلِه، سيؤدي الى اصابتِه بهيبتِه وسمعتِه لكنَ السؤالَ هل سيدفعُه هذا المأزقُ الجديدُ الى الانكفاءِ الداخلي او الى مزيدٍ من التهور والتخبط الخارجي؟
تخبطٌ تترصدُه الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةُ التي أكدت اليومَ انه لا يمكنُ الوثوقُ بالولاياتِ المتحدة، بل اِنَ طريقَ التعاملِ وحتى التفاوضِ مغلقٌ معها ومعَ الكيانِ الصهيوني كما أكد الامامُ السيد علي الخامنئي..
اما الاوروبيون فليسوا اهلَ ثقةٍ كما قال الامام، ففي الظاهرِ يَدخلونَ كوسطاءَ فيما تصريحاتُهم تبقى جوفاء، ومن المستبعدِ ان يتخذوا موقفاً لصالحِ ايران..
المصدر: المنار