أكد نائب أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسين الديهي، اليوم الأحد، أن ما يجري في البحرين من إجرام واستهتار لا يعكس إلا داعشية أخرى، داعياً إلى إجراء استفتاء حُر يعكس أصالة شعب البحرين وخياراته الوطنية.
وفي بيان أصدره الشيخ حسين الديهي قال إن “ما يجري اليوم في البحرين يكشف للقاصي والداني، للداخل والخارج، لمن يقف مع الحكم ومن يقف مع الشعب، ولكل منصف وحتى لكل من يغمض عينه عن الحقيقة.. لقد بات واضحاً أمام الجميع من حلفاء أو أصدقاء أو عبيد للسلطة، حجم ومستوى الإستهتار والإجرام الذي يرتكب بكل بشاعة في حق المواطنين الشيعة من مستوى التعدي على عقائد وفرائض وشعائر وعلماء الشيعة وعلى المواطنين الشيعة رجالا ونساء، فعشرات العلماء يجرجرون يوميا إلى مراكز التحقيق والاعتقال وإن تغيرت المسميات إلا أنها تنتمي لنفس المصدر”.
وقال الديهي: “إن ما يواجهه الشيعة في البحرين بتشخيص دقيق من كبار العلماء هو استهداف رسمي في وجودهم وعقيتهم وشعائرهم وفرائضهم، لا يعكس كل ذلك سوى داعشية أخرى، تحارب الشيعة وتستبيح حقوقهم”.
ودعا نائب أمين عام الوفاق البحرينية إلى إجراء استفتاء شعبي حر “لمعرفة أصالة وخيارات شعب البحرين، وأصالة ونزاهة آية الله قاسم”، ليتبين من الدخيل ومن الأصيل ومن السارق ومن النزيه في البلاد. وذكّر أن آية الله الشيخ عيسى قاسم “قائد بحريني أصيل، جذوره وجذور أجداده ضاربة في هذه الأرض منذ آلاف السنين وبشهادة كل الدنيا، والغالبية الساحقة من شعب البحرين تعتبره قائداً لها”.
وتابع: “آية الله قاسم لم يسرق فلساً واحداً ولم يستحوذ على أراضي الوطن ولم يسرق البحار ولم يتاجر بالسلطة من أجل الاستحواذ على أموال الشعب ولم يقتل المواطنين بسبب مطالبتهم بحقوقهم ولم يفتح البحرين بلد الإسلام للعهر والعربدة والدعارة والمجون. وآية الله لشيخ عيسى قاسم لم يتاجر بالدِّين ولم يتاجر بقضايا المسلمين والعرب كقضية القدس.. لكن من فعل كل هذه الأفاعيل والجرائم والموبقات هو من يستهدف آية الله قاسم ويحاصره ويرتكب الجرائم والفضاعات أمام مرأى العالم.”
وأشار الشيخ حسين الديهي إلى حجم ومستوى العزلة والإنفصال والقطيعة بين الفئة الحاكمة وبين شعب البحرين، خصوصاً بعد أن استولت هذه الفئة على البر والبحر والتجارة والملك والأرض والسماء، شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وعلى القرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي.
وقال إن “دستور الحكم ليس هو دستور الشعب وجيشهم ليس جيش الشعب وأمنهم ليس أمن الشعب ومصالحهم ليست مصالح الشعب، والمواطنة لديهم ليست المواطنة الحقيقية المرتبطة بالبحرين وتاريخها وجغرافيتها.. فهم باعوا هوية الوطن ووزعوا جنسيته على الأجانب وتاجروا بهوية الوطن وحولوا كل مؤسساته العسكرية لمؤسسات أجنبية مليئة بغير أبناء الوطن الذين لن يدافعوا عن أرض ليست أرضهم وعن مصالح ليست مصالحهم.”
وأكد الديهي أن شعب البحرين لم ولن ينكسر وأن مطالب الناس لن تتغير ولن تتبدل ولن تتراجع، وتوجه للبحرينيين بالقول إن هناك “المزيد من الجنون سيقوم به الاستبداد والديكتاتورية ولا يعتقد أحداً أنه بمعزل عما يجري، ولكن خصمكم سيُهزم وسيركع وسينهار في نهاية الطريق، ولا مجال إلا للصامدين والصابرين والأقوياء الذين بصبرهم وبحكمتهم وشجاعتهم سيهزم هذا النمر الكارتوني”.
وجاء بيان نائب أمين عام الوفاق بمناسبة بيان ذكرى إستقلال البحرين عن الاستعمار البريطاني في 14 آب/اغسطس 1971، فذكّر أنّ “الشعوب والانظمة تختلف في جزئيات تفصيلية وتعمل على بناء التوافقات عليها من اجل أن تسير السفينة في الإتجاه الصحيح، لكن في البحرين الخلاف في الأمور الأساسية والمفصلية التي تشكل أساس الدولة ومنها موضوع الاستقلال فحتى موعده وتوقيته تم تحريفه من قبل السلطة وسعت الى طمس التاريخ الحقيقي له وهو الرابع عشر من أغسطس، وقس على هذا الكثير من الملفات والقضايا الجوهرية في موضوع الاستقلال والسيادة والمواطنة التي يفترق فيها الشعب عن هذه السلطة مسافات كبيرة وتزداد بشكل كبير وكأنها إيذانا باللاعودة. فالبحرين استقلت في العام 1971 وعادت السلطة لإستيراد الجيوش والقرار السياسي والأمني وحتى الاقتصادي من الخارج في مواجهة عزلتها عن الشعب وغياب الشرعية عنها.”