تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 23 ايلول 2019 في بيروت العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
* الاخبار
إنذار أخير للإمارات: الانسحاب أو العقاب المؤلم
الفشل المستمر: مصدر الطائرات التي ضربت «أرامكو» غير محدد
ابراهيم الأمين
ليس أمراً عابراً أو تفصيلاً يمكن تجاوزه. إنه عنصر التحدي المهني الاكبر امام الجيوش العالمية التي تقف مع السعودية والامارات في عدوانهما المفتوح ضد اليمن. والسؤال لا يزال من دون إجابة: من أين انطلقت الطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة التي ضربت «أرامكو»؟
الإجابة القائمة اليوم سياسية بامتياز. أصلاً، لا حاجة الى هذه الجمل الطويلة عن السلاح الايراني والدور الايراني والدعم الايراني حتى تبرر السعودية فشلها في مواجهة اليمنيين. لكن الجواب السياسي هدفه، مرة جديدة، العودة الى استراتيجية قامت منذ عامين، ضمن تحالف جمع السعودية واسرائيل والامارات، وجهات حزبية ورسمية عربية اخرى، يحاول من دون توقف إقناع الادارة الاميركية بلا جدوى الحروب الجانبية. صار هؤلاء يتصرفون بأن المعارك في غزة ولبنان وسوريا واليمن والعراق معارك جانبية، وان العلاج يكون بتوجيه ضربة واحدة وحاسمة ضد الرأس المدبر والمشغل، أي إيران.
الاميركيون لا يقلّون حماسة عن جماعتهم لضرب ايران. لكن الحسابات الواقعية تقول عكس ما يفترضون. والرئيس دونالد ترامب، الذي يرفع شعار «أميركا أولاً»، لا يحيد عن المصالح الاساسية لبلاده. وهو لا يرى أن حمايتها تتطلب اليوم حرباً ضد ايران كما حصل في العراق وأفغانستان. وبديله القوي هو برنامج العقوبات والحصار والعزل. وبمعزل عن النتائج الفعلية لهذه السياسات، الا انها البديل الوحيد في غياب خيار الحرب الشاملة. أما افتراض خوض معارك بين حروب، على شاكلة الاعتداءات الاسرائيلية في لبنان وسوريا والعراق، فهو خيار غير متاح، لسبب بسيط، وهو أن ايران لا تقبل به. بل هي تفهم الامر على نحو بسيط: الاعتداء يعني الحرب الشاملة ونقطة على السطر!
في بعض الحالات، تكون مضطراً إلى مساعدة عدوك على شرح حقيقة موقفه وموقعه، لأن التعثر الذي يعانيه يعيق بشكل أكبر عودته الى صوابه. كما يلزمك تصنيع المزيد من السلالم لتأمين نزوله عن الشجرة. أما عندما تصبح سياسة الإنكار قاعدة في تحديد المواقف والسلوكيات، فانك تضطر الى توجيه تحذيرات تهزّه قليلاً، وإن لم يفهم، فعليك بالمزيد ولو اضطررت الى صفعة تفقده وعيه، وهذه هي الحال اليوم مع السعودية واسرائيل والامارات.
لا يزال الكتمان يحيط بتفاصيل كثيرة ومهمة عن عملية «أرامكو» البطولية والنوعية. وفي حال لم تستجب السعودية للمبادرة اليمنية، فستتكرر هذه العملية، وضد أهداف اخرى. وهذا ما يفرض جانباً من الكتمان حول الجوانب التقنية والعملياتية. لكن العقدة المهنية، هنا، ليست في الفشل الاستخباراتي لدى محور العدوان لناحية عدم اعتراف هؤلاء بقدرة أنصار الله على تنفيذ هذا العمل، بل في عدم التقاط أي مؤشرات عملانية على أن عملية بهذا الحجم يجري الاعداد لها. أما الفشل التقني، فلا ينحصر فقط في فشل منظومات الدفاع الجوي المنتشرة بكثافة في السعودية وعلى حدود اليمن، في اعتراض هذه الطائرات، بل يتعلق، أكثر، بالعجز المستمر حتى اليوم عن تحديد نقطة انطلاق هذه العملية، علماً بأن اليمنيين حاولوا تسهيل الامر بالاشارة الى ثلاث نقاط وليس نقطة واحدة انطلقت منها الصواريخ والطائرات.
في لبنان، وخلال ايام قليلة – حتى ولو تأخر الاعلان أكثر – تم تحديد كل التفاصيل الخاصة بغارة الطائرات المسيرة على الضاحية الجنوبية من قبل العدو الاسرائيلي. وعندما يقال كل التفاصيل، لا يقصد كل ما قيل، لأن ما يجب أن يعرفه الجمهور تم كشفه، لناحية مصدر انطلاق الطائرات، وكيفية الاعداد والتجهيز، وتحديد دقيق للمسارات الهجومية ولمسارات الانسحاب أيضاً، إضافة الى تفاصيل مثيرة عن طبيعة الادوات العسكرية والتقنية المستخدمة في هذا الهجوم من قبل العدو.
الهجوم عقابي يهدف إلى وقف العدوان وإذا لم يستجب الأعداء
يتم حكماً الانتقال الى الهجوم الاستراتيجي
لتغيير كل المعادلات
الحالية
إذا كان بمقدور حزب الله والجيش اللبناني الوصول الى هذه النتائج الحاسمة علمياً وأمنياً وعسكرياً، فكيف لا يمكن لجيوش أميركا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا والمانيا ومصر والسودان والسعودية والامارات أن تصل الى خلاصة حول كيفية تنفيذ عملية أرامكو… ما يحصل حتى الآن، لا ينفي أننا اقوياء، لكن هل نحن قبالة أغبياء أم ماذا؟
هذا يعني، ببساطة، أن التحديات المقبلة لا تتصل فقط بطبيعة القرار الذي يجب اتخاذه على المستوى السياسي في كيفية تعامل اميركا وجماعتها مع محور المقاومة، بل تتصل، اكثر، بكيفية التعامل مع العناصر التقنية والعسكرية والامنية والعملياتية التي اظهر محور المقاومة انه يملكها، مع الاشارة الى أن ما ظهر يبدو أنه لا يمثل حتى رأس جبل الجليد لما تملكه دول وقوى محور المقاومة من قدرات.
استراتيجية محور المقاومة
وفي سياق ما يجري، صار واضحاً أن لدى محور المقاومة استراتيجية جديدة في مواجهة الاعداء. والامر هنا لا ينحصر في ساحة دون اخرى، لكن، بما خصّ جبهة اليمن، يمكن الحديث عن الآتي:
أولاً: قرار محور المقاومة الانتقال من مرحلة الصبر الاستراتيجي الى الهجوم العقابي بات مفعلاً ولا يمكن وقفه إلا بوقف الحروب العسكرية والامنية والاقتصادية التي يشنها العدو الاميركي مع حلفائه.
ثانياً: هذا القرار لصيق بقرار آخر، وهو الجاهزية الكاملة للانتقال الى مواجهة شاملة ومفتوحة إن تطلّب الامر، أو قرر العدو الذهاب نحو الحرب الشاملة كخيار مقابل.
ثالثاً: الهجوم العقابي له أهدافه الواضحة والمعلنة بوقف العدوان القائم. ومتى تحقق الهدف سيتوقف الهجوم. أما في حال لم يستجب الاعداء، فهذا يعني، حكماً، الانتقال الى الهجوم الاستراتيجي الهادف الى تغيير كامل للمعادلات القائمة الآن، سياسياً وعسكرياً، وحتى اقتصادياً.
رابعاً: الهجوم العقابي لا يقتصر على مدة أو زمن أو هدف بحدّ ذاته، بل هو قابل للتوسع نحو كل من هو متورط في هذه الحروب القائمة ضد محور المقاومة، ومن دون استثناء. وهذا يعني أن على المنخرطين في هذه الحرب التحسّب لردود قاسية متى تطلب الأمر.
خامساً: إن الهجوم العقابي بات يتطلب اليوم توجيه ضربات مؤلمة أكثر لدول العدوان المباشرة. ويمكن القول إن عملية «أرامكو» قد تبدو «فركة أذن» أمام ما يمكن القيام به، بحسب برنامج الاهداف المحدد.
سادساً: تم توجيه إنذار أخير الى دولة الامارات العربية المتحدة، صراحة وبواسطة طرف ثالث، وهي أمام مهلة زمنية محددة وغير طويلة: إما أن تخرج من المناورة القائمة الآن، وتباشر عملية الخروج من هذا التحالف والانسحاب من اليمن حرباً وتخريباً، شمالاً وجنوباً، وإما عليها أن تنتظر حصتها من الهجوم العقابي. وهو هجوم سيكون قاسياً على دولة لم يسبق لها أن اختبرت النيران داخل بيتها.
أما البند المتعلق بقدرات القوات اليمنية على تنفيذ مثل هذه العمليات، فإن العمل الاستخباراتي الهائل الذي تقوم به دول العدوان على اليمن، سواء من خلال التجسس التقني المتواصل على مدار الساعة، ويشمل كل شيء في اليمن، أم من خلال شبكات العملاء الجاري تجنيدهم بصورة متواصلة، أم من خلال التقاط الاشارات الناجمة عن أخطاء معينة، كل هذا العمل يقود الفرق العاملة في الاستخبارات العسكرية لهذه الدول الى نتيجة واضحة: ثمة نشاط غير مسبوق يجري داخل اليمن، من أجل إنتاج هذه القدرات، ولم يعد الامر يتعلق بعملية تهريب لأسلحة نوعية من خارج الحدود، علماً بأن عمليات المراقبة جارية لكل المنافذ نحو مناطق سيطرة أنصار الله، ويستخدم فيها محور العدوان كل الوسائل التقنية والبشرية والأمنية، ويجري ذلك جواً وبراً وبحراً، وهذا ما يجعل الامور معقدة أكثر بالنسبة إلى دول العدوان بشأن كيفية وصول أنصار الله الى هذا المستوى من التقدم التقني غير المتناسب مع تاريخهم العسكري من جهة، ومع قدرات اليمن الحالية من جهة ثانية…ولذلك، يكون هؤلاء أكثر راحة وهم يفركون رؤوسهم الحائرة، ويصرخون: إنها إيران!
ما يجب أن يعرفه هؤلاء، أن لدى قيادة أنصار الله تصورات وقواعد وروادع وحسابات تحدّ من قدرة قواتها العسكرية على العمل في أماكن شديدة الحساسية عند الأعداء. لكن هذه القواعد تسقط تباعاً، متى صارت الضرورات مبيحة للمحظورات… وعندها لا تبقى هناك خطوط حمر ولا ما يحزنون!
«سفّاح المصارف» في بيروت
وصل مساء أمس الى بيروت مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال مارشال بيلنغسلي، في زيارة تستغرق 24 ساعة، يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري و حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف. ومن المعروف أن بيلنغسيلي يشغل الموقع الذي يتولى شاغله «قطع رؤوس» المصارف وكل الذين تقرر الإدارة الأميركية معاقبتهم، لسبب أو لآخر، قد يكون بينها رفض تحوّلهم إلى مخبرين لدى الاستخبارات الأميركية. زيارة بيلنغسلي وُضعت في سياق الضغط الأميركي على لبنان، والذي تمثل أخيراً في فرض عقوبات على «جمال ترست بنك» أدّت إلى إعدام المصرف، بعد رضوخ مصرف لبنان لقرار الإدارة الأميركية منع شراء «جمّال بنك» من قبل أي مصرف لبنان آخر. وتحمل الزيارة في طياتها المزيد من التهديدات للبنان، بحجة منع «تسهيل أنشطة مالية لحزب الله». وجرى التداول بمعلومات عن أن زيارة الموفد الأميركي تأتي في إطار التأكد من «مسار تصفية جمال ترست بنك والتثبت من أنه أصبح خارج المنظومة المصرفية»، وخاصة لجهة ضمان تجميد الحسابات التي صنّفتها بلاده «غير شرعية» في البنك المذكور. ومن غير المعروف كيف سيتصرّف مصرف لبنان مع الطلبات الأميركية الإضافية، بعدما امتثل سابقاً لجميع الأوامر الصادرة عن واشنطن.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر رئاسية لبنانية أن «لا معلومات أو مؤشرات بشأن فرض عقوبات إضافية على مصارف جديدة».
وتجدر الإشارة إلى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عيّن نائبه السابق، محمد بعاصيري، للإشراف على تصفية «جمّال ترست بنك»، علماً بأن بعاصيري يُعدُّ «وديعة أميركية» في مصرف لبنان.
من جهة أخرى، ينتظر أن يتلقّى لبنان في غضون أسبوعين إجابة بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة. وبحسب مصادر مطلعة «ليس معلوماً ما إذا كان المبعوث الأميركي ديفيد شينكر سيزور لبنان عمّا قريب لاستئناف البحث في هذا الملف»، لكن الأكيد أن «لا جديد سلباً ولا إيجاباً، والأمور لا تزال كما هي حيث انتهت مع سلفه، المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد». ومن المنتظر أن ينقل الموفد الأميركي رأي العدو بشأن شروط لبنان المتمسّك بعدم الفصل بين الحدود البرية والبحرية في الترسيم، وبأن تكون المفاوضات برعاية الامم المتحدة. وسبق لساترفيلد أن نقل إلى بيروت موافقة العدو على الشروط اللبنانية، قبل أن ينقلب على تعهّداته في هذا الصدد، لتعود المفاوضات إلى النقطة الصفر
بستاني تنفي أي توجّه لرفع تعرفة الكهرباء قبل زيادة الإنتاج
مجلس الوزراء يعتدي على مهام إدارة المناقصات
يخضع دفتر شروط مناقصة الكهرباء، بدءاً من اليوم، لجولة مكثفة من النقاشات في اللجنة الوزارية، تمهيداً لعرضه على مجلس الوزراء. لكن هذا المسار، الذي تعد وزيرة الطاقة بأن يؤدي إلى رفع معدلات الإنتاج في العام المقبل، تتخلله ثغرة، سبق أن حذر منها عشرات النواب. إدارة المناقصات غائبة رسمياً عن الملف الذي لن يصلها إلا بعد إقراره من مجلس الوزراء، بينما كان يفترض بحسب القانون، وبحسب توصية مجلس النواب، أن تضع الإدارة ملاحظاتها على دفتر الشروط فور إنجازه من قبل الوزارة، لا بعد إقراره سياسياً
إذا سارت الأمور كما تتوقع وزيرة الطاقة ندى بستاني، فإن سنة 2020 لن تمر من دون زيادة معدلات التغذية بالتيار الكهربائي. أما ما يقال عن ضغوط على لبنان لرفع الأسعار منذ بداية العام المقبل، فترد عليه بقولها لـ«الأخبار»: قرار مجلس الوزراء واضح في هذا الصدد، زيادة التعرفة مرتبطة بزيادة التغذية، ولا يمكن فصل الأمرين.
لمزيد من الدقة في تحديد التوقيت، تدعو بستاني إلى انتظار النقطة الصفر، أي لحظة توقيع عقود بناء معملي سلعاتا والزهراني. وهذا عنصر مرتبط مباشرة بما يسبقه من إجراءات قانونية وإدارية، أبرزها إقرار مجلس الوزراء لدفتر الشروط، ومن ثم تحويل وزارة الطاقة الملف إلى إدارة المناقصات. هناك تحتاج الإدارة إلى أسبوعين للإعلان عن المناقصة في الجريدة الرسمية، تليها ثلاثة أشهر لتقديم الشركات لعروضها، التي ستعمد «المناقصات» إلى فضّها وتقييمها ثم إرسال النتيجة إلى الوزارة، التي تنقلها بدورها إلى مجلس الوزراء لإقرارها قبل تفويضها بالتوقيع. وهذا يعني، بحسب تقديرات وزارة الطاقة، أن المدة بين إقرار دفتر الشروط وإقرار نتيجة المناقصة ستكون خمسة أشهر ونصف شهر، يُفترض، بحسب الخطة، أن تبدأ بعدها الشركات الرابحة فوراً بإعداد الحل المؤقت لإنتاج الطاقة، وفي مهلة أقصاها سنة… عندها فقط يمكن الحديث عن زيادة التعرفة.
كل تلك المحطات التي تسبق لحظة بدء الإنتاج المؤقت مرتبطة بعوامل متغيّرة زمنياً، أبرزها:
اتفاق اللجنة الوزارية (المكلفة بدراسة ملف معامل الكهرباء) على دفتري شروط معملي سلعاتا والزهراني، علماً بأنها عقدت اجتماعها الأول الأسبوع الماضي، وتبدأ منذ اليوم سلسلة اجتماعات لإنجاز المهمة، ومن ثم تحويل الدفتر إلى مجلس الوزراء.
وضع رئيس مجلس الوزراء بند دفتري الشروط على جدول أعمال المجلس، ثم الاتفاق على مضمونهما لإقرارهما، خاصة أن التجربة تُبيّن أنه بالرغم من وجود معظم الأطراف الممثلين في الحكومة في اللجنة، إلا أن ذلك لا يعني إقرار المجلس للدفترين كما وردا بالضرورة.
احتمال أن تتأخر الإجراءات المتعلقة بالمناقصة لأسباب قانونية أو إجرائية، كأن لا تكون العروض مستوفية للشروط، أو أن تطلب الشركات توضيحات، أو أن تخلص المناقصة إلى وجود عارض وحيد…
تأخر المعاملات والإجراءات التي تؤدي إلى تأمين الطاقة في المرحلة المؤقتة لأي سبب كان.
في ما يتعلق بإدارة المناقصات، يبدو جلياً أنها حتى الآن لم تضطلع بأي دور رسمي يتعلق بالمناقصة. تؤكد بستاني أنها سترسل إليها الملف كاملاً فور إقراره من قبل مجلس الوزراء، مشيرة إلى أنه لا خشية من أي خلاف مع «المناقصات»، لأن الوزارة على تنسيق تام معها.
في ما سبق، يتضح أن الوزارة لا تضع في الحسبان احتمال أن تضع الإدارة ملاحظات على الدفتر، عندما يصلها بشكل رسمي. لكن بحسب تجارب سابقة، فإن إقرار مجلس الوزراء لدفتر الشروط، لا يعفي «المناقصات» من إبداء رأيها فيه، وبالتالي فإن أي ملاحظات جوهرية ستؤدي إلى مزيد من التأخير، لأن الملف يُفترض أن يعود ثانية إلى مجلس الوزراء.
ثمة إجراء يوفّر الكثير من الوقت ويُفترض أن يكون بديهياً، لكن الوزارة لم تلجأ إليه. بحسب قانون المحاسبة العمومية، ليست الإدارة المعنية (وزارة الطاقة في هذه الحالة) مضطرة لأخذ موافقة مجلس الوزراء على دفتر الشروط. في الأساس ليس مجلس الوزراء، ولا اللجنة الوزارية، مرجعاً صالحاً لوضع دفتر الشروط. فهذا عمل إجرائي يجري بين الإدارة المعنية وإدارة المناقصات، بحيث تعدّ الأولى الدفتر وترسله إلى الثانية، فإذا كان لها ملاحظات إجرائية تتفق بشأنها مع الوزارة، أما في حال الملاحظات الجوهرية، فقد درجت العادة على أن تُرفع إلى مجلس الوزراء لبتّها.
بأي صفة تناقش اللجنة الوزارية
دفتر شروط مناقصة
المعامل؟
كل ذلك لم يجر، بل فضّلت الوزارة أخذ موافقة مجلس الوزراء على دفتر الشروط، على أن ترسل الملف إلى إدارة المناقصات بعد إقراره، وها قد مرّ أسبوعان منذ أرسلت الملف إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، من دون أن يسجل أي تقدم جدي.
في القانون الرقم 129 (تلزيم معامل الكهرباء) الذي نشر في الجريدة الرسمية في 30 نيسان الماضي، كان البند الثاني ينص على أن «تُطبّق أحكام قانون المحاسبة العمومية وسائر النصوص ذات الصلة لأصول التلزيم للمناقصة، باستثناء تلك التي لا تتفق مع طبيعة التلزيم والعقود موضوعها، في مراحل إتمام المناقصات لجهة عقود شراء الطاقة (PPA)». الاستثناء بدا لكثير من النواب بمثابة القطبة المخفية التي تحرر وزارة الطاقة من سلوك المسار القانوني للصفقة. ولذلك، ركّزت معظم المداخلات على رفض الاستثناء خوفاً من الحد من صلاحيات إدارة المناقصات. وقد عُرضت ثلاثة اقتراحات تعديل مقدمة من النواب بولا يعقوبيان وجورج عقيص وجميل السيد، لكن الأغلبية النيابية أسقطت هذه الاقتراحات. عندها طالب الرئيس نبيه بري بتسجيل تفسيره التالي في المحضر: «هذا النص يعني أن الإدارة أو الوزارة هي من تعدّ دفتر الشروط، فترسل لإدارة المناقصات وتوضع الملاحظات، فإذا كان هناك اختلاف مع الوزارة يرفع الأمر الى مجلس الوزراء الذي يقرر اللازم».
إدارة المناقصات ملزمة قانوناً بوضع ملاحظاتها
على دفتر الشروط حتى لو
أقره مجلس الوزراء
في 3 حزيران، صوّب المجلس الدستوري النقاش أكثر، فأبطل الاستثناء الذي تضمنه القانون 129، «بسبب غموضه»، مؤكداً وجوب تطبيق قانون المحاسبة العمومية وسائر النصوص المرتبطة بأصول التلزيم من دون استثناء.
هذا يقود حكماً إلى نظام المناقصات، وتحديداً في المادة 17 منه، التي تلزم إدارة المناقصات بأن «تدقق في محتويات الملف وتتثبت من خلوّه من المخالفات والنواقص». وإذ تحدد هذه المادة مجموعة من النقاط التي يجب التحقق منها بصورة خاصة، فإن من بينها: «خلو دفتر الشروط الخاص والمستندات من كل ما من شأنه تقييد المنافسة أو ترجيح كفة أحد المنافسين».
وعليه، ولأن وزارة الطاقة قد سلكت الطريق الأطول (تحويل الملف إلى مجلس الوزراء)، فإن ذلك سيسهم في تأخير إضافي له، إذا وجدت إدارة المناقصات أن فيه عيوباً جوهرية. وبصرف النظر عن توقيت إرسال الملف إليها، يُفترض بها، قانوناً، التدقيق فيه. وهذا يعني أنها لن تكون ملزمة بتنفيذ دفتر الشروط، إذا لم تكن موافقة عليه، بل يجب عليها رفع تقرير بالملاحظات، حيث يفترض أن ترفعه الوزارة، مع ملاحظاتها على مضمونه، إلى مجلس الوزراء. وعندئذ، يحق لمجلس الوزراء أن يأخذ ما يراه مناسباً، فتنفّذ إدارة المناقصات المناقصة على مسؤولية السلطة السياسية.
بستاني: أشغال دير عمار2 ستبدأ في كانون الأول
كشفت وزيرة الطاقة ندى بستاني أن الأشغال في معمل دير عمار 2 ستبدأ في كانون الأول المقبل، بعد أن أُنجزت كل الترتيبات القانونية لذلك، وبعد أن أبلغت الشركة الوزارة أنها جاهزة لبدء العمل. وأوضحت أن ذلك مرهون أيضاً بموافقة مجلس الوزراء على العقد، الذي يُفترض أن يكون جاهزاً في نهاية الشهر الحالي. واعتبرت أن واحداً من أسباب التأخير مرتبط بانتظار موافقة مجلس الوزراء على عقدي سلعاتا والزهراني، بما يسمح بوجود عقد نموذجي يُعتمد في كل المعامل التي تُبنى على أساس عقود شراء الطاقة. وعليه، فإن موافقة مجلس الوزراء على عقدي سلعاتا والزهراني سيضمن سرعة الموافقة على عقد دير عمار 2 ذي الطبيعة المشابهة.
ورفضت بستاني التعليق على ما أثارته «الأخبار» عن خلاف بين الشركاء أسهم في تأخير العمل، كما رفضت الحديث عن تركيبة الشركة وأسماء المستثمرين، معتبرة أن الملف سينتقل إلى مجلس الوزراء، الذي سيطّلع عليه ويصدر قراره بشأنه، على أن تُعرف بعدها كل المعلومات المتعلقة بالشركة.
وتجدر الإشارة إلى أن بناء معمل دير عمار 2 كان مقرراً أن يتم لحساب الدولة، لكن الخلاف بين وزارتي المال (حركة أمل) والطاقة (التيار الوطني الحر) قبل نحو 4 سنوات على هوية من سيدفع الضريبة على القيمة المضافة أدى إلى تحويل العقد إلى ما يُشبه الـ bot، إذ ستبني شركة خاصة المعمل، وتبيع إنتاجه من الكهرباء إلى الدولة لمدة تزيد على 20 عاماً، قبل أن تعود ملكيته إلى الدولة.
* اللواء
موفد الخزانة لمراجعة ملف العقوبات المالية.. وأزمة المحروقات تحط في السراي اليوم
لبنان يُشارك في العيد الوطني السعودي وبخاري يعتبر الهجوم على أرامكو إستهدافاً للسلم والأمن الدوليين
الأبرز في المحليات اللبنانية الدولية اليوم هي المحادثات التي يجريها مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب مارشال بللينغسلي، مع السلطات النقدية والمصرفية، على ان يوجز في مؤتمر اعلامي خلاصة ما حمله، وما انتهى إليه وما تزمع الإدارة الأميركية القيام به في إطار حملتها لمكافحة تمويل حزب الله والجهات أو الشخصيات ذات الصلة به.
ومن أبرز الشخصيات التي سيلتقيها الموفد الأميركي الرئيس سعد الحريري الذي عاد من زيارة رسمية إلى فرنسا، جدّدت التزام الرئيس الفرنسي باستقرار لبنان وانعاش اقتصاده.
وقبل انعقاد مجلس الوزراء الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، لمتابعة مناقشة مشروع موازنة العام 2020، يلتقي رئيس الحكومة وفدا من نقابة أصحاب الصهاريج والمحروقات، للبحث بمطلب النقابة توفير الدولار، في الأسواق لشراء النفط والمحروقات.
وعلمت «اللواء» ان هناك صيغة حلّ سيجري التداول فيها، وتقضي بالسماح لأصحاب الصهاريج باستخدام الليرة على نطاق يتيح لهم العمل من دون التعرّض لأية خسائر.
ومن ضمن أجندة اليوم الحكومية، عقد الاجتماع للجنة الوزارية للكهرباء، حيث سيُصار إلى فض عروض تلزيم معامل إنتاج الكهرباء في الزوق ودير عمار.
مجلس الوزراء
إلى ذلك، يستأنف مجلس الوزراء اليوم مناقشة تفاصيل مشروع موازنة الـ2020، في جلسة يعقدها في السراي الحكومي، بعد عودة الرئيس الحريري من زيارة باريس، حيث تصدر موضوع الإصلاحات كأحد الشروط الأساسية لاطلاق مسار قروض «سيدر»، عناوين المحادثات التي أجراها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومع كبار المسؤولين الفرنسيين.
ورجحت مصادر وزارية ان يطلع الرئيس الحريري الوزراء على تفاصيل محادثاته في العاصمة الفرنسية، ويضعهم في أجواء الالتزامات التي تعهد القيام بها بالنسبة للاصلاحات التي يفترض ان تتضمنها الموازنة، سواء على صعيد وضع خطة الكهرباء موضع التنفيذ، كجزء من سلسلة خطوات أخرى يجب القيام بها لخفض العجز، مثل مكافحة التهريب والتهرب الضريبي، وتشكيل الهيئات الناظمة، في قطاعي الطاقة والاتصالات، لافتاً نظر الوزراء إلى ضرورة ان تكون هذه الخطوات وضعت على سكة القرار، قبل موعد اجتماع لجنة المتابعة الاستراتيجية لمقررات «سيدر» في تشرين الثاني المقبل، لكي تكون هناك مصداقية لما تعهد الالتزام به، في مقابل الحصول على قروض «سيدر»، وهو ما ألمح إليه الرئيس الفرنسي، حيث أبقى فتح أبواب «خزنة سيدر» واموالها رهن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دولياً بشكل ملموس وسريع وفاعل.
وبحسب هذه المصادر فإن الرئيس الحريري سيعتبر امام الوزراء، ان الفرصة ما تزال متاحة للنهوض بالاقتصاد الوطني والخروج من الأزمة الراهنة، وانه يجب على لبنان ان يحسن التقاطها لإظهار جدية في تنفيذ الإصلاحات، خاصة وان مجلس الوزراء منكب حالياً على درس مشروع موازنة 2020، ومن المفترض الإسراع في إقراره وفق المواعيد الدستورية في مجلس النواب.
وفي تقديره ان اجتماع اللجنة الاستراتيجية في باريس في تشرين الثاني، يفترض ان يكون المؤشر العملي لمواكبة عملية تنفيذ الإصلاحات، خصوصاً وان مجلس الوزراء يفترض ان يكون قد انتهى من إقرار الموازنة، وباتت في عهدة المجلس النيابي، الذي عليه ان يتعاون مع الحكومة على الالتزام بالوعود المقطوعة للمجتمع الدولي.
وكان الحريري أجرى قبل ظهر السبت اتصالاً من مقر اقامته في باريس بوزير المالية السعودي محمّد الجدعان، تمّ خلاله التشاور في التحضيرات لعقد الاجتماع الأوّل للجنة المشتركة اللبنانية – السعودية، ومناقشة جدول الأعمال الذي يتضمن التوقيع على 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الدولتين والسبل الآيلة لدعم الاقتصاد اللبناني ومشاركة القطاع الخاص السعودي في المشاريع المندرجة ضمن مؤتمر «سيدر».
ويشارك الحريري في 7 و8 تشرين الأوّل المقبل في معرض ملتقى الاستثمار اللبناني – الاماراتي في أبو ظبي.
مدام فساد
وبالتزامن مع حديث الإصلاحات، لفت الانتباه تغريدة جديدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، شكك فيها، وعلى طريقته، بجدية المسؤولين في تحقيق الإصلاحات المطلوبة، سواء في الكهرباء أو الاتصالات أو المعابر البرية، إذ قال: «بعد دراسة الموازنة وبعد الإصلاح يبقى ان نخفف من شهوة مدام فساد التي تريد تركيب ثلاثة معامل تسيل غاز بدل واحد وتتبضع من خلال معابر الفرقة الرابعة التي أقفلت نظرياً، وقد يكون لها حصة في الاتصالات والنفايات»، مشيراً إلى ان هذه «بعض نشاطات مدام فساد والله أعلم».
وكان جنبلاط أوّل من ألمح الى احتمال الاستعانة بباخرة كهرباء ثالثة، يمكن ان تنضم إلى الباخرتين التركيتين الموجودتين في الذوق والجية، كمعمل إنتاج للطاقة مشترك بين القطاعين العام والخاص.
تعيينات مؤجلة
من جهة ثانية، ترددت معلومات عن حصول تعيينات إدارية في بعض المواقع، لكنها مستأخرة لحين عودة الرئيس ميشال عون من نيويورك التي وصلها مساء أمس، لترؤس وفدلبنان إلى افتتاح أعمال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحد.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر وزارية ان التعيينات المطروحة تشمل تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان وثلاثة مديرين عامين في وزارة الاشغال، اثنان مسيحيان والثالث مسلم، إضافة إلى تعيينات في مواقع أخرى مثل شركة «الميدل ايست».
لكن مصادر مطلعة على موقف وزير الاشغال يوسف فنيانوس قالت لـ «اللواء» انه طالما ان التعيينات ستجري وفق المحاصصة والتوافق بين أركان الحكومة، وان يتم اعتماد آلية للتعيينات، كما حصل في بعض المواقع، فإن الوزير قد لا يطرح أسماء المرشحين الثلاثة، ولتجر التعيينات كما يريدون.
معروف ان «القوات اللبنانية» تلح على اعتماد آلية التعيينات منعاً للتفرد والمحاصصة، لكن بعض الأطراف يرى ان تمسك «القوات» بهذه الآلية قد يجعلها خارج نعيم الخدمات التي يتمتع بها باقي الأطراف المؤثرين، لا سيما المسيحيين، حيث الخشية «القواتية» كما «المردة» من مصادرة «التيار الوطني الحر» لكل التعيينات المسيحية ان لم يكن أغلبها، بحيث قد يترك «للمردة» تعيين مدير عام واحد في وزارة الاشغال.
وبالنسبة لتلفزيون لبنان، فإن شيئاً لم يطرح حتى الآن على الوزراء، مع العلم ان وزير الإعلام جمال الجراح أعلن ان تعيينات التلفزيون ستجري قريباً، وأنه سيقترح الأسماء وفق الآلية، ولا مانع ان حصل توافق مسبق، علماً ان التعيينات المتعلقة بالاعلام ستشمل أيضاً المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع، والتي يفترض ان تتم مناصفة بين انتخاب نصف الأعضاء في المجلس النيابي وتعيين النصف الآخر في الحكومة، وهذه العملية غير مطروحة أقله بالنسبة للمجلس في الجلسة التشريعية التي ستنعقد غداً والمضبوطة بجدول أعمال من 19 مشروع واقتراح قانون.
عون في نيويورك
وكان الرئيس عون وصل بعيد العاشرة مساء بتوقيت بيروت، إلى نيويورك، مع الوفد الذي يرافقه ويضم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والمستشارة الرئاسية ميراي عون الهاشم إضافة إلى اداريين وإعلاميين وامنيين، علماً انه سينضم إلى الوفد في نيويورك وزير الخارجية جبران باسيل الموجود حالياً في واشنطن ومندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة امال مدللي والسفير في واشنطن غابي عيسى.
وقالت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس عون لمندوبة «اللواء» كارول سلوم ان رئيس الجمهورية يرغب في ان تكون المشاركة الثالثة له في الأمم المتحدة محطة تضاف إلى المحطتين السابقتين لجهة إبراز قضايا لبنان والمنطقة، مشيرة إلى ان على الرغم من اختلاف الظروف السياسية المحلية للمشاركة الرئاسية في وقتها، فإن التركيز سيبقى منصباً على ملفات تحتاج إلى متابعة دولية، ولا سيما في ملف النازحين السوريين.
وأشارت مصادر الوفد هنا إلى ان البيان الختامي الذي صدر عن القمة العربية التنموية في بيروت والذي تضمن دعوة للمجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح ووضع الأمكانات المتاحة لأيجاد الحلول الجذرية والناجعة ومضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية للعودة مذكرة كذلك بشهادة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية مارك بومبيو في السابع والعشرين من آذار 2019 بعد لقائه عون حيث قال ان عودة هؤلاء الأفراد افضل لهم وعلينا ان نتأكد من ان الشروط مناسبة لعودتهم وهذا الأمر ستكون الخارجية الأميركية في الصفوف الأمامية لتحقيقه، في حين ان دخول الأمم المتحدة على خط تغيير نمط تعاطيها واجراء عملية نقد ذاتي لدورها كان مطلبا يكرره الرئيس عون مع العلم انه قد لا يحضر في كلمته هذا العام لأن رئيس الجمهورية سيتطرق الى ما اعتبرته مصادر الوفد الخرق الأخطر للقرار 1701 متذ تاريخ صدوره ولحالة الأستقرار التي تعيشها المنطقة الجنوبية منذ حرب تموز 2006 وذلك في ظل محاولات اسرائيل منذ شهر لتغيير الوضع القائم واعتدائها بالطائرتين المسيرتين على الضاحية الجنوبية.
واشارت المصادر نفسها الى انه عشية احتفال منظمة الأمم المتحدة بالذكرى ال 75 لأنشائها في 24تشرين الأول 1945 وبعيد اطلاق احتفالات لبنان بمئوية اعلان لبنان الكبير تأتي اطلالة الرئيس عون في الأمم المتحدة بعد غد الأربعاء مترافقة مع فوز لبنان بإنشاء اكاديمية الأنسان للتلاقي والحوار بعد تصويت 186 دولة من اصل 193 في حين صوتت ضده الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل.
وذكرت المصادر بالمبادرات التي اطلقها الرئيس عون في عدد من المحافل ومنها مبادرة اعادة الأعمار في سبيل التنمية في قمة بيروت العربية التنموية في كانون الثاني الماضي. وكذلك توقفت عند مبادرة قمة يريفان الفرانكوفونية في تشرين الأول من العام 2018 لجهة استضافة لبنان للمركز الأقليمي للفرانكوفونية في الشرق الأوسط
وعن موضوع الأكاديمية يتوقع ان يعقد الرئيس عون مؤتمرا صحافيا في مبنى الأمم المتحدة، يشرح فيه اهمية قرار الأمم المتحدة عن الأكاديمية لجهة نشر رسالة التلاقي والتواصل بين الشعوب.
الى ذلك لم يتأكد بعد ما اذا كان رئيس الجمهوريه يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ام لا علما ان هناك سلسلة لقاءات اعدت له سواء في مقر اقامته او في مبنى الأمم المتحدة.
وجدّد الرئيس عون، في تصريح أدلى به بعيد وصوله إلى نيويورك التأكيد «أن لبنان الذي عانى الكثير، ولا يزال، جراء الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية المتكررة، وآخرها المحاولات التي قامت بها اسرائيل منذ حوالي الشهر لتغيير الوضع القائم في المنطقة عبر اعتداءاتها بالطائرتين المسيرتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، لا يمكنه إلا أن يكون صوت الحق في الدفاع عن القضية المركزية الفلسطينية، والدعوة عبر المنبر الأممي إلى اعادة تصويب البوصلة إلى حيث يجب، ورفع شعار فلسطين من جديد».
السيد نصر الله
وبالتزامن مع تركيز الرئيس عون على الخرق الإسرائيلي المتمادي للقرار 1701، لاحظ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في إطلالة تلفزيونية مساء أمس عبر قناة «العالم» الإيرانية، ان الجنوب يعيش حالياً مرحلة من الأمن والسلام والهدوء لم يسبق لها مثيل منذ سبعين عاماً، لافتاً إلى ان السبب في ذلك يعود إلى ان المعادلة تبدّلت وتغيرت، وهذا من بركات انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وقال ان «الجنوب كان دائماً خائفاً، لكن الإسرائيليين هم الآن خائفون وهم يبنون الجدران ويقيمون الخطط الدفاعية»، مشيراً إلى انهم (أي الإسرائيليين) «كانوا في موقع الهجوم والآن هم في موقع الدفاع، ونحن في موقع الهجوم، ونحن نهددهم باننا سندخل إلى فلسطين المحتلة ان شاء الله.
وشدّد على ان الأميركيين لا يستطيعون ان يفرضوا على اللبنانيين شيئاً لا يريدونه، وكل محاولاتهم فشلت والاسرائيليون كذلك.
بللينغسلي في بيروت
في غضون ذلك، وصل مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الارهاب وتبييض الأموال مارشال بللينغسلي الى بيروت في زيارة تستغرق ٢٤ ساعة، يلتقي في خلالها صباحاً حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف.
وعلم ان بللينغسلي سيسأل المعنيين عن الاجراءات التي اتخذت في حق جمال تراست بنك، ليتأكد من أن المصرف اصبح فعلا خارج المنظومة المصرفية اللبنانية، بعدما ادرجه مكتب مراقبة الاصول الخارجية «اوفاك» على لائحة الارهاب التي يصدرها.
وسيبلغ كذلك جمعية المصارف، بأن اي ثبوت لعلاقة لأي مصرف مع اي فرد وضع على لائحة العقوبات الاميركية، سيضعها في دائرة الخطر ويجعل مصيرها كمصير جمال تراست بنك.
واستبقت جمعية المصارف وصول ببللينغسلي، مؤكدة التزام القطاع بتطبيق القوانين الدولية حول مكافحة الارهاب وتبييض الاموال، وتطبيق تعاميم مصرف لبنان التي تصب في هذا الاتجاه.
خلاف القرنة وبقاعصفرين
وعلى صعيد آخر، طرأ تطوّر أمني على الخلاف العقاري الحاصل بين بلديتي بقاصفرين في قضاء الضنية، وبشري، على ملكية بحيرة في القرنة السوداء، تمثل بإطلاق نار تعرض له شبان من بقاعصفرين تجمعوا في القرنة من مختلف قرى الضنية لتأكيد ملكيتهم العقارية للمكان، قالت بلدية بقاعصفرين انه أدى من قبل مجهولين من جهة بشري، الا انه لم يصب أحد منهم بأذى.
وأعربت البلدية عن اسفها لأن هذه الحادثة ستؤدي إلى توتير الأجواء بين الضنية وبشري، ودعت الجيش والقوى الأمنية إلى احتواء الحادثة ومنع تكرارها.
* الجمهورية
«رياح العقوبات» توفد بيللنغسلي
على الخط الإقليمي، هناك مساع ناشطة لاحتواء تداعيات استهداف «منشآت أرامكو» النفطية السعودية، لكنها لم تشهد أي تقدّم. ووفق ما كشفته مصادر دبلوماسية لـ»الجمهورية» فإنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أوفَد مستشاره للشؤون الديبلوماسية الى السعودية وطهران، في محاولة لاحتواء الهجوم، غير انّ الموفد عاد في جَو قلِق وغير مريح. وهناك تخوّف من تصعيد خارج السيطرة السياسية، وأيّ خطوة تقوم بها طهران ستؤدي الى مضاعفات خطيرة». وعلى الخط الداخلي هناك هموم تتراكَم، في غياب أيّ بارقة أمل بانفراج يُنزلها عن كاهِل البلد، تزيد من ثقلها رياح العقوبات الأميركية التي يخشى أن تكون في طور التكوّن لِتهبّ على لبنان من جديد. وتتوازى مع شائعات أربكَت قطاع المحروقات، ومحاولات خبيثة لضرب الاستقرار المالي.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حَمل الملف اللبناني الى نيويورك، لعلّه يتمكن من حشد الدعم للبنان وجَعله يتخطّى أزماته.
باريس… و«سيدر»
أمّا رئيس الحكومة سعد الحريري فعاد من باريس من دون ان يحمل معه مفتاح «سيدر»، الذي رهَن الفرنسيون تسليمه للبنانيين بمُسارعتهم في تطبيق سلة الالتزامات التي قطعوها، ولم يَفوا بها، والتي ستخضع للتقويم مجدداً في تشرين الثاني المقبل.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية في باريس لـ«الجمهورية» انّ الموقف الفرنسي حيال طلب لبنان البدء في تنفيذ بعض مشاريع «سيدر» يختصر في جملة واحدة: «لا مال قبل الاصلاحات». وهذا ما أبلغه المسؤولون الفرنسيون للرئيس الحريري خلال زيارته باريس قبل أيام.
أضافت المصادر: «إنّ فرنسا تقف الى جانب لبنان اليوم أكثر من اي وقت مضى. ونحن معه لأنّ الوضع خطر، لكننا لا نستطيع أن نساعدكم اذا لم تساعدوا أنفسكم. والتقارير التي نقلها إلينا بيار دوكان لا تشجّع على البدء في تقديم المساعدات الى لبنان والاستثمار فيه».
وأوضحت المصادر «أنّ المطلوب وَقف الالتفاف على «سيدر» والالتفاف على الاصلاحات، ومحاربة الهدر والفساد إضافة الى أمور كثيرة تعرفها الحكومة اللبنانية. صحيح انّ فرنسا هي عرّابة «سيدر»، ولكن هذه الاموال تعود الى دول وجهات أخرى، ليست مستعدة لدفع أي مبلغ قبل الاصلاحات. واعتبرت «انّ الموازنة خطوة إيجابية، لكن لا يجب أن تكون هيكلاً فارغاً. هناك إصلاحات مطلوبة لا يمكنكم الهروب منها».
بيللنغسلي
الى جانب ذلك، كان البارز وصول مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، مارشال بيللينغسلي، الى بيروت أمس، وسيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، وكذلك رئيس الحكومة سعد الحريري وشخصيات وزارية واقتصادية ومصرفية.
وتأتي هذه الزيارة غداة الإجراءات العقابية الاميركية التي اتخذتها واشنطن بحقّ جهات لبنانية، وآخرها «جمّال تراست بنك»، وتتزامَن مع حديث متزايد عن إجراءات عقابية تطال «حزب الله» وبعض حلفائه.
والأجواء المرافقة لبيللينغسلي، تُثير غباراً داكناً حيال الاجراءات التي تخبئها الادارة الاميركية حيال لبنان. وبحسب الأجواء التي سبقت وصول بيللينغسلي الى بيروت، فإنّ المسؤول الأميركي سيَتثبّت، خلال لقاءاته، من مدى تطبيق العقوبات الأميركية الأخيرة في لبنان، والتي شملت آخر لوائحها مصرف «جمّال تراست بنك»، وتلك التي فرضت على مجموعات وشركات وشخصيات نيابية واقتصادية وتجارية منذ قترة طويلة.
قلق المصارف
وعلمت «الجمهورية» انّ جهات مصرفية واقتصادية لبنانية، سَعت في الفترة الاخيرة الى الحصول على توضيحات من الجانب الاميركي، حيال بعض الاجراءات التي تردّد انّ الادارة الاميركية قرّرتها، وتطال بعض المصارف في لبنان، في سياق الاجراءات التي اتخذت بحق «جمّال تراست بنك».
وبحسب المعلومات، فإنّ الجانب الاميركي امتنع عن تقديم هذه التوضيحات، بل على العكس إنّ الأجوبة التي تلقّاها المصرفيون والاقتصاديون تَحمل على القلق. وكشفت مصادر مصرفية لـ«الجمهورية» انّ الجانب الاميركي لم يقدّم تطمينات، بل على العكس، أكد على ما مفاده «يجب الّا يكون أحد مطمئناً على الاطلاق. فالقرار المتعلق بالعقوبات هو في واشنطن، وليس في لبنان. ومن هنا، فإنّ أي قرار أميركي يتّخذ في هذا الشأن، سيتبيّن مضمونه لحظة صدوره، وليس قبل ذلك».
وبحسب المصادر المصرفية فإنّ هناك قلقاً كبيراً يسود القطاع المصرفي، منذ صدور القرارات العقابية الاميركية بحق «جمّال تراست بنك»، وما زادَ القلق موجة الشائعات التي ما زالت تطلق حول استهدافات تطال هذا القطاع.
وأوضحت المصادر انّ هذه الأجواء، بقدر ما أربَكت القطاع المصرفي، فهي أربَكت المودعين الذين لوحِظ تَزايُد حضورهم الى المصارف، إمّا للاستفسار وإمّا لسحب ودائعهم. وقالت: بصرف النظر عن صدور اي قرار بعقوبات او عدم صدور مثل هذا القرار بحق اي مصرف لبناني، فإنّ الضرر قد وقع فعلاً على المصارف، وهو ضرر يكاد يكون أكبر حتى من صدور القرار نفسه، لأنه كما يُقال: الخوف من الموت هو أقسى من الموت نفسه.
وسألت «الجمهورية» الرئيس بري عن الجديد في هذا الموضوع، وما اذا كانت الدولة اللبنانية قد تلقّت إشارات سلبية حول استهداف اميركي لبعض المصارف؟ فقال: لا علم لي بوجود مثل هذه الاشارات، وفي أي حال سألتقي بيللينغسلي (اليوم) وسأرى ما سيحمله.
الموازنة
الى ذلك، ينتظر أن تستأنف الحكومة اعتباراً من اليوم، السير في مشوار دراسة موازنة 2020 في مجلس الوزراء، والذي أكدت مصادر وزارية انّ جلسات مكثفة ستعقد أسبوعياً، بين 4 و5، لإنجاز المشروع كاملاً، وإحالته الى المجلس النيابي قبل منتصف شهر تشرين الاول المقبل، أي بعد أقلّ من شهر.
وقالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية»: انّ البحث في جلسة اليوم التي تُعقد في السراي الحكومي عند الرابعة بعد الظهر، سيستأنف من حيث انتهت اليه جلسة الخميس الماضي، والتي بلغت البند الرابع عشر من مشروع القانون.
وأشارت الى انّ البحث سيتركّز حول بعض البنود الأساسية المتصلة، بما يضمن الوصول الى مرحلة متقدمة لتخفيف نسبة العجز ما دون النسبة التي انتهت اليها موازنة 2019، رغم التأخر في البَت بها الى الشهر السابع من السنة الحالية.
وحول كيفية التثبّت من نسبة العجز الفعلية منذ اليوم لإجراء المقارنة الضرورية بين الموازنتين، قالت المصادر انّ بلوغ الشهر العاشر من السنة يمكن ان يعطي مؤشراً قريباً ممّا ستكون عليه هذه النسبة، وتحديداً اذا التزمت الحكومة القواعد التي اعتمدتها في كيفية التعاطي مع مصاريف الدولة منذ بداية العام.
بري والحريري
وعبّر الرئيس بري عن ارتياحه لهذا التوجّه الحكومي بالانكباب على درس الموازنة في جلسات مكثفة في مجلس الوزراء، وقال: هذا أمر مهم جداً، لكنّ الأهم هو أن يُحال مشروع الموازنة إلى مجلس النواب قبل 15 تشرين الاول، عندها يمكن الحديث عن إنجاز.
وقالت أوساط رئيس الحكومة لـ»الجمهورية»: إنّ التوَجّه لدينا هو أن ننتهي من الموازنة في مجلس الوزراء قبل 15 تشرين الاول، ولا نعتقد انّ هناك ما يستدعي التأخير الى ما بعد هذا الموعد. ورئيس الحكومة مُنفتح على النقاش العلمي والافكار الموضوعية، الّا أنّ الأهم هو تجنيب النقاش في الموازنة أيّ مزايدات.
قطع الحساب
وقالت مصادر وزارة المال لـ»الجمهورية»: إنّ موازنة 2020 ستحال الى المجلس النيابي مع قطع حساب العام 2018 الذي تمّ إنجازه، ويُفترض أن يخضعا للتدقيق من قبل ديوان المحاسبة.
المحروقات
على صعيد آخر، يلتقي الحريري اليوم وفد نقابة أصحاب محطات المحروقات وموزّعيها، وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ توجّه قطاع المحروقات تصعيدي، ويلوّح بإضراب مفتوح، ما لم يتم توفير الدولار لمُستوردي المشتقات النفطية من أجل شراء بضاعتهم. وفي حال وصلت المشاورات، التي ستجري مع رئيس الحكومة والمعنيين، الى طريق مسدود، سيعقد اجتماع غداً في تجمّع الشركات المستوردة للنفط، لاتخاذ القرار المناسب.
* البناء
الخطة الإيرانية لأمن الخليج: وقف حرب اليمن… وتنسيق إقليمي… وانكفاء القوات الأجنبية
رئيس الجمهورية لحق المقاومة في نيويورك… والحريري لحل الموازنة في الحكومة
السيد نصرالله: النظام السعودي شاخ بسبب الظلم والتنازل عن الكرامة… وتجربة أنصار الله مثال
كتب المحرّر السياسيّ
كشفت مواقع عبريّة عسكرية حجم الاهتمام على مستوى الخبراء في كيان الاحتلال بهجوم أرامكو، لجهة كونه رسالة عسكرية هامة للقيادتين العسكريتين الأميركية والإسرائيلية، حول ما ينتظرهما في المواجهات المقبلة، من تقنيات وتكتيكات أظهرها الهجوم، وقد تكون مواقع حيوية عسكرية واقتصادية في كيان الاحتلال أو قواعد عسكرية أميركية في العراق وسورية وقطر في وضع مشابه لما حدث في أرامكو، التي تشكل محمية عسكرية أميركية، تحمي أجواءها قبة حديدة من صواريخ هوك وباتريوت، هاجمتها بغتة أسراب من الطائرات المسيَّرة المنطلقة من مواقع متعدّدة وفي أوقات متقاربة، ومن مسافات بعيدة وعلى علوّ منخفض وبتقنيات تشويش على الرادارات، محمّلة بما مجموعه عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات، تساندها أسراب صاروخية صغيرة الحجم من النوع المجنح المنخفض الارتفاع والموجّه، وكلها يتم التحكم بها خلال مسيرها وتخضع لتعديل مسارات وتبديل أهداف. وقالت المصادر العسكرية التي علقت على الهجوم للمواقع العبرية المتخصصة أن عدم الحماس للتورط في أي مواجهة رداً على هجوم آرامكو عائد بصورة رئيسية لحجم الذهول ودرجة الدهشة مما جرى وهول تكراره إذا تم التورط في الرد، خصوصاً أن كل الدفاعات الجوية لم تنجح إلا بإسقاط صاروخ واحد من كل أدوات الهجوم، داعية لتخيّل سرب من خمسمئة طائرة مسيّرة تغزو فضاء الكيان في مواجهة كبرى مقبلة تساندها الصواريخ الدقيقة المجنحة، متسائلة عما يمكن أن يكون بيد قيادة جيش الاحتلال غير دعوة المستوطنين للتسلح ببنادق الصيد لمحاولة التصدّي لمثل هجوم كهذا، ونشر المراقبين على سطوح البيوت بدلاً من الاعتماد على الرادارات، قائلة هكذا تكون العودة بنا إلى القرون الوسطى.
تحت أثر الدهشة والذهول سيستمع الأميركيون وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، الذي قال إنه منفتح على كل الاقتراحات، لما وصفه الرئيس الإيراني حسن روحاني بخطة إيرانية لضمان أمن الخليج. وهو ما قالت مصادر متابعة في طهران إنه تصوّر متكامل لضمان الأمن والسلم ويقوم على ثلاث ركائز تعالج مصادر الخلل في أمن الخليج، الأول ينصبّ على الحرب المتفجرة التي تسبب أكبر فضيحة إنسانية معاصرة، وعنوانه حرب الإبادة والدمار ضد اليمن التي يجب أن تتوقف، وأن يخلفها سعي لحل سياسي يمني يمني دون تدخلات خارجية، بعد انسحاب القوى غير اليمنية وفك الحصار عن الشعب اليمني ومطاراته وموانئه البحرية، والثاني يركز على الحضور العسكري الأجنبي الذي شكل سبباً للتصعيد والتوتر على خلفية العداء لإيران وإيهام دول المنطقة بوجود خطر عليها من إيران بعدما تم توريطها بالمشاركة الضمنية بالعقوبات على إيران وحقها بتصدير نفطها، ومع انسحاب القوات والأساطيل الأميركية، سيكون متاحاً لدول المنطقة الدخول في تنسيق أمني وعسكري لضمان الملاحة والحقوق المتبادلة بتصدير النفط، وستقترح إيران رعاية أممية للخطة إذا قبلتها الدول المعنية بأمن الطاقة والخليج أساساً للحوار.
لبنانياً، مع وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت مصادر في الوفد الرئاسي إن حماية حق لبنان بمقاومة العدوان ستكون النقطة البارزة في كلمة الرئيس، الذي سيؤكد التمسك بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701 محملاً كيان الاحتلال مسؤولية انتهاكه، بينما ينصرف رئيس الحكومة سعد الحريري إلى معالجات وحلول للوضعين المالي والنقدي في إطار بحث موازنة 2020، بعد عودته من باريس والرياض، بوعود عليها الانتظار قبل تحولها إلى نقد في مصرف لبنان، بينما القضية التي شغلت اللبنانيين كانت غياب العملة الصعبة من الأسواق الداخلية، وتجاهل الجهات المعنية التعامل مع هذه القضية بخطط لمعالجتها، خصوصاً أن نصف الطلب على الدولار يتم في الأسواق لتغطية فواتير داخلية لا يتمّ تحويلها للخارج تتقدّمها فواتير الهاتف الخلوي التي تعود للدولة اللبنانية، لتبدو الدولة تضارب على عملتها وتخلق طلباً معاكساً لها، دون أن يحرك أحد ساكناً، ومثل الخلوي كثير من الفواتير والمعاملات تتم بالدولار بلا سبب يفسر ذلك، بينما كما تقول مصادر مصرفية، يكفي أن تصدر الفواتير بالليرة اللبنانية بما فيها أقساط السيارات، والشقق السكنية، والفنادق والمطاعم، حتى يتراجع الطلب على الدولار إلى النصف. وهذا التدبير ينتظر اجتماع الحكومة، التي ستناقش الأمر في جلسة اليوم.
إلى ذلك لخّص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المشهدين الدولي والإقليمي، بمعادلة المواجهة بين النظام السعودي وأنصار الله، معتبراً أن النظام السعودي قد شاخ ومثله منظومتا الهيمنة الأميركية والاحتلال الصهيوني، وبالمقابل حركات فتية صاعدة تحظى بالدعم الشعبي، وتملك العزم والثبات على خيارات الدفاع عن مظلومية شعبها. وقال إن الظلم من جهة وحجم المذلة التي يجلبها التعامل مع الأومر الأميركية، سواء في شؤون سعودية نفطية ومالية وأمنية أو في قضايا المنطقة كحال الموقف من صفقة القرن، تكفي ليدخل النظام في الشيخوخة فيكون في آخر أيامه.
السيد نصرالله
وأطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جملة مواقف عن طبيعة الصراع الحالي في المنطقة والعلاقات الإيرانية السعودية ومسار الوضع في سورية وعناوين مهمة أخرى. وذلك خلال لقاء تلفزيوني مع مؤسسة حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية عبر قناة العالم ، معتبراً ان النظام السعودي قد شاخ وقد يكون في مراحله الأخيرة لأسباب طبيعية. فالظلم خلال المئة عام الاخيرة والفساد المستشري لديه وقمع الحياة واستئثار العائلة المالكة.. لكن ما سيعجل في نهايته هو أداء المسؤولين الفعليين حالياً في السعودية خلافاً لما كان عليه الأمر مع من سبقوهم. فإعلان محمد بن سلمان للحرب على اليمن وما يفعلونه هناك من مجازر سيترك أثراً على مستقبل السعودية. أيضاً تدخّل السعودية الواضح في شؤون الدول الأخرى عبر تقديم نفسها كصديقة لكل الدول خلال العشرين سنة الأخيرة، لأول مرة اليوم نحن نسمع شعار الموت لآل سعود في أكثر من بلد عربي ولأول مرة نرى قوى سياسية وشعبية وحكومات تأخذ موقفاً واضحاً من آل سعود وتدخلاتهم في المنطقة .
ولفت السيد نصرالله الى أن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية وصفقة القرن وهذا الانبطاح والمذلة أمام ترامب أمر يسقط هيبة حكام السعودية الذين قدموا أنفسهم في السابق كمستقلين وأحرار، ولم يمرّ في التاريخ السعودي وضع كالوضع الحالي من المهانة والضعف والانكشاف، لذلك فإنهم لن يبقوا طويلاً بحسب السنن الإلهية والطبيعيّة التي تقول إنه لا يمكن لهم أن يستمروا طويلاً .
وشدد السيد نصرالله على أن أهم عنصر من عناصر قوة حزب الله في لبنان ليس فقط في القوة العسكرية وإنما هذا الالتفاف الشعبي والجماهيري والحماية الشعبية التي يحظى بها اليوم في فلسطين الذي يواجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي وصفقة القرن هو الشعب الفلسطيني، وحركات المقاومة الفلسطينية باستنادها الى الشعب الفلسطيني استطاعت أن تصمد وتقاتل وتقف وتأخذ مواقف قوية، اليوم في اليمن لولا الحضور الشعبي والاحتضان الشعبي لأنصار الله، فهل يستطيع انصار الله بقيادة الأخ العزيز السيد عبد الملك الحوثي ان يدخل الى السنة الخامسة، يقاتل ويصمد لولا الدعم الشعبي؟ .
أضاف: نشاهد في صنعاء وصعدة وفي الكثير من المدن المظاهرات الضخمة جداً، بالرغم من الحرب والمجازر والجوع والكوليرا والأمراض والحصار، ولكن هؤلاء الناس ينزلون رجالاً ونساءً في كل المناسبات. هذا يعني الاحتضان الشعبي هو الذي يجعل القوة لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية وانصار الله ان يصمدوا أمام عدوان بحجم العدوان الاميركي السعودي الحالي على اليمن. وفي العراق الذي استطاع ان يقف بوجه داعش هو الشعب العراقي والحشد الشعبي بعد فتوى المرجعيّة ودعم السيد القائد والجمهورية الإسلامية في إيران، ولولا الموقف الشعبي المساند للحشد الشعبي وللجيش العراقي وللمرجعية ما كان يمكن الوقوف بوجه مخاطر داعش، وهكذا في كل الساحات .
واعتبر السيد نصرالله أن الانتصار العظيم على داعش، الذي ما كان ليتحقق لولا هذا الموقف التاريخي والعظيم للجمهورية الإسلامية وللإمام علي الخامنئي الى جانب العراق والمرجعية الدينية والحشد الشعبي والحكومة العراقية والشعب العراقي .
وأضاف: الآن الجنوب اللبناني هم لا يجرؤون لا ان يقصفوا ولا ان يخطفوا ولا ان يقتلوا ولا ان يدخلوا. هم في درجة عالية من الحذر والخوف، لأن ستواجههم المقاومة وسترد عليه وهذه ما نسميه قواعد الاشتباك الموجودة هناك، ودائماً الجنوب كان خائفاً، اليوم المستعمرون والمستوطنون والإسرائيليون في شمال فلسطين هم الخائفون، وليس أهل بلداتنا وقرانا ومدننا، هم الذين يخافون وهم الذين يبنون الجدران وهم يقيمون الخطط الدفاعية. دائماً كانوا في موقع الهجوم، الآن هم في موقع الدفاع. دائماً كنا في موقع الدفاع، الآن نحن في موقع الهجوم. نحن نهددهم بأننا سندخل الى فلسطين المحتلة إن شاء الله، ولذلك المعادلة تبدّلت وتغيّرت، وأيضاً هذا من بركات انتصار الثورة الاسلامية في إيران وقيادة الامام الخميني وقيادة سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. وهذا الدعم المتواصل والموقف الثابت للجمهورية الإسلامية في إيران الى جانب حزب الله وكل حركات المقاومة في العالم .
شروط سيدر …
الى ذلك تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الفرنسية، وأشارت مصادر مطلعة على الزيارة لـ البناء الى أن الايجابيات التي تظهرت خلال لقاء الرئيس الحريري مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمسؤولين الفرنسيين تعبّر عن حقيقة الأمر، لكنها مشروطة بجملة من الالتزامات التي على لبنان أن يبدأ تنفيذها وتحديداً في ما يتعلق بملف الكهرباء . ولفتت المصادر الى أن ماكرون كرّر على مسامع الحريري الشروط التي استعرضها المسؤول الفرنسي بيار دوكان خلال زيارته الاخيرة الى لبنان . وكشفت المصادر أن اللجنة الاستراتيجية اللبنانية الفرنسية ستجتمع خلال الأسابيع القليلة المقبلة لوضع خريطة طريق للمشاريع الاستثمارية الذي يتضمنها سيدر وآلية تمويلها للشروع في تنفيذها، لكن حتى ذلك الحين وقبل الانتقال الى مرحلة التنفيذ، على لبنان ان يظهر الإيجابية بقرارات جدية . ولفتت معلومات البناء الى ان الفرنسيين أبلغوا الحريري استعدادهم للبدء بتوقيع العقود والاتفاقيات وتأمين دفعة أولى تبلغ قيمتها ملياري دولار خلال شهرين اذا بدأ لبنان بتنفيذ التزاماته والإصلاحات المطلوبة ، وركز المسؤولون الفرنسيون على ضرورة إنجاز خطة الكهرباء كخطوة أولى لوقف النزيف في الموازنة لا سيما أن الفرنسيين بحسب المعلومات غير راضين عن ادارة ملف الكهرباء .
ولم تقتصر الشروط الفرنسية على لبنان على الجانب الاقتصادي والمالي بل أبلغ المسؤولون الفرنسيون الرئيس الحريري بحسب معلومات البناء ضرورة ان تعمل الحكومة الى ضبط حزب الله في أي ضربة اميركية على إيران، وتضيف المصادر: من المحتمل أن تعمد واشنطن الى توجيه ضربة محدودة الى إيران لتصعيد التوتر في الخليج لتعمد بعدها الى ابتزاز دول الخليج مجدداً على قاعدة الحماية الأمنية مقابل المال، لذلك نقل الفرنسيون للحريري مطالب أميركية واضحة لضرورة التحرك لمنع أي دخول لحزب الله على خط المواجهة للدفاع عن إيران .
وعبرت مصادر نيابية في هذا الإطار عن خشيتها من ربط اموال سيدر بشروط سياسية خارجية على لبنان في ظل التصعيد في المنطقة ودعت كل القوى السياسية والحكومة والمجلس النيابي الى اتخاذ خطوات جدية استباقية على المستويين المالي والاقنصادي قبل حصول أي تصعيد عسكري كبير في الخليج، وأضافت المصادر النيابية لـ البناء الى أن الوضع الاقتصادي في لبنان بلغ مراحل خطيرة جداً لكن من الممكن الخروج من الأزمة اذا اتخذت الحكومة بعض الإجراءات الضرورية وصولاً الى تطبيق سيدر ووضع مقررات بعبدا على سكة التنفيذ .
وفي سياق ذلك قالت مصادر محسوبة على مرجع رسمي كبير لـ البناء إن سيدر مؤجل وظروفه لم تنضج بعد ولا أموال فرنسية وخليجية من دون شروط مقابلة سياسية واقتصادية، لا سيما ما يتعلق بوقف الفساد ومكافحة التهرب الضريبي والتهريب والتهرب الجمركي عبر مرفأ بيروت وإصلاح قطاع الكهرباء والادارة واعادة هيكلة النظام الوظيفي، وقد أكد المسؤولون الفرنسيون للحريري، بحسب المصدر، أن تطبيق سيدر لن يحصل قبل اقرار موازنة الـ 2020 مع اصلاحات جدية.
وليس بعيداً يواصل مجلس الوزراء اليوم مناقشة الموازنة في جلسة ثانية في السرايا الحكومية بعد ظهر اليوم. ومن المتوقع ان يبدأ النقاش في المادة 16 وأكدت مصادر البناء ان المشروع الذي قدمه وزير المال علي حسن خليل لم يتضمن اي ضرائب او رسوم ، لكنها تخوفت من أن تضيف الحكومة بعض الضرائب، كالضريبة على القيمة المضافة الامر الذي سيلقى اعتراضاً من اطراف سياسية عدة ما سيدفع برئيس الحكومة في نهاية المطاف الى رمي الكرة الى ملعب المجلس النيابي كما حصل في الموازنة السابقة .
أزمة الدولار
الى ذلك لم تظهر أي بوادر حلحلة لأزمة المحروقات وسط تهديد أصحاب محطات المحروقات بالإضراب المفتوح لمدة ثلاثة ايام اذا لم تجد الدولة حلاً لأزمتهم، واشارت مصادر البناء الى أن أصحاب محطات المحروقات أبلغوا رئيس الحكومة مطالبهم، لكنه طلب مهلة حتى مساء الثلاثاء للعمل على حل الأزمة، وإلا سيتجهون الى الإضراب لأيام عدة . وتوقعت المصادر أن يطرح الحريري هذا الملف على هامش جلسة مجلس الوزراء اليوم المخصصة لمناقشة الموازنة .
وعلمت البناء ان محال تشريج الهواتف ايضاً تعاني من أزمة الدولار وهي امام خيارين: إما ستتوقف عن شراء شرائح تعبئة الخطوط المسبقة الدفع من شركات الاتصالات وإما ستزيد اسعار الشريحة لتغطية فارق صرف العملة، لانها تدفع بالدولار ثمن الشرائح وهي بحاجة لدولار للدفع .
وأعلن مستشار نقابة أصحاب المحطات وممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أن لا إضراب غداً أو بعده ولكنه آتٍ لا محالة وسيكون مفاجئاً ومفتوحاً اذا لم نتوصل لحلّ مع الحريري والمسؤولين .
الليرة مستقرة
ووسط تزايد الحديث عن إفلاس مقبل في لبنان، طمأنت أوساط نيابية الى استقرار العملة الوطنية، مؤكدة ان لا يمكن لأحد اللعب بهذا الأمر لأنه من الخطوط الحمر.
ونقلت مصادر نيابية عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه قوله لـ البناء إنه دعا جميع القوى السياسية الى ضرورة اعتماد لبنان على نفسه وتطبيق مقررات بعبدا الإنقاذية لكي نتوجّه الى الخارج لمساعدتنا، وتخوف بري من التلكؤ في تنفيذ اتفاق بعبدا ، وعن ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية قال زوار رئيس المجلس لـ البناء إنه مجمّد حتى إشعار آخر ولا مؤشرات من الجانب الأميركي لتحريكه ويبدو أن الأمر مرتبط بالانتخابات الإسرائيلية وشكل الحكومة الجديدة.
ملف العقوبات
وعلى صعيد آخر، توقعت المصادر تصاعد العقوبات الأميركية على حزب الله لتشمل حلفاء الحزب من أحزاب وشخصيات سياسية أخرى، كما توقعت إدراج مزيد من المصارف اللبنانية على اللائحة السوداء للضغط على لبنان وحزب الله، وأشارت الى ان هذا الملف موضع عناية ودراسة من رئيس المجلس النيابي وهو في صدد إرسال وفد الى الولايات المتحدة لتوضيح موقف لبنان وتأكيد التزامه بكافة قوانين مكافة الإرهاب وتبييض الأموال ، ودعت المصادر الى وضع خطة حكومية برلمانية لمواجهة حرب العقوبات .
الى ذلك وصل مساء أمس مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الارهاب وتبييض الأموال مارشال بلليغنسلي الى بيروت في زيارة تستغرق 24 ساعة، يلتقي خلالها اليوم حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف.
وبحسب مصادر إعلامية سيسأل بلليغنسلي المعنيين عن الإجراءات التي اتخذت في حق جمال تراست بنك، ليتأكد من أن المصرف أصبح فعلاً خارج المنظومة المصرفية اللبنانية، بعدما أدرجه مكتب مراقبة الأصول الخارجية اوفاك على لائحة الارهاب التي يصدرها. وسيبلغ كذلك جمعية المصارف، بأن أي ثبوت لعلاقة لاي مصرف مع اي فرد وضع على لائحة العقوبات الأميركية، سيضعها في دائرة الخطر ويجعل مصيرها كمصير جمال تراست بنك.
إلى ذلك، رحبت جمعية المصارف من جهتها ببلليغنسلي، مؤكدة التزام القطاع بتطبيق القوانين الدولية حول مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال، وتطبيق تعاميم مصرف لبنان التي تصبّ في هذا الاتجاه.
المصدر: صحف