أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الخميس أن الحرب على تنظيم ” داعش” الإرهابي لم تنته بل تغيرت طبيعتها” بعد أن خسر التنظيم آخر معاقله في منطقة باغوز في سوريا شهر آذار/مارس الماضي. وأوضحت بارلي، خلال مقابلة مطولة أجرتها معها “صحيفة لوفيغارو” الفرنسية اليوم الخميس، أوضحت الرؤية الفرنسية للحرب على داعش. وقالت بارلي “المجتمع الدولي متأهب ويجب أن يبقى متأهبا في سوريا والعراق. يجب أن نعيد خلق الشروط اللازمة لعودة دولة القانون والأمن والتنمية في (ف المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش) من أجل قطع جذور الإرهاب بشكل نهائي”.
وتحدثت بارلي، عن الدور الذي لعبته فرنسا في التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق مثنيةً على عمل القوات العراقية وشاكرةً بشكل خاص قوات سوريا الديمقراطية على “شجاعتها”. وأضافت “الحرب لم تنته بل تغيرت طبيعتها. تنظيم داعش سبق وحضّر نفسه منذ مدة طويلة من أجل العمل بالخفاء. اليوم يحاول التنظيم أن ينهض مجددا. الإرهابيون ما زالوا ناشطين لكن بشكل مختلف عما قبل وسنكون مخطئين في حال أسأنا تقديرهم”.
وشرحت قائلة “الإرهابيون يختبئون في الأنفاق ويكدسون الأسلحة. عندما تسنح لهم الفرصة يهاجون قوات الأمن وممثلي الدولة والمدنيين. هم يعملون بالخفاء كما هي صورتهم أصلا ؛ في الرقة مثلا والتي كانت العاصمة السابقة للبغدادي ما زال هناك بقايا من تنظيم داعش تحاول النشاط مجددا. بين الخامس والسادس من شهر آب/أغسطس الماضي شهدت الرقة 7 انفجارات على الأقل تحمل بصمات داعش”. أما في العراق، قالت بارلي إن تنظيم داعش يحاول “إعادة الانتشار مجددا في بعض المحافظات في الشمال وفي الشرق مستفيدا من وعورة الجبال والمساحات الشاسعة من الصحراء”. وحذرت خطورة التنظيم “الذي يحاول الاقتراب من بغداد” والذي سيستخدم كل الطرق وأبشعها لكي يضرب مجددا كاستخدامه مثلا للطائرات المسيرة التقليدية والمتفجرات المخبأة على ظهور الحيوانات كالماعز والأبقار.
وأكدت الوزيرة الفرنسية على جهوزية واستعداد الجيش الفرنسي للتصدي لتنظيم داعش على الرغم من سحب فرنسا لمدافع “سيزار” من العراق شهر نيسان/أبريل الماضي. وفي هذا الصدد قالت “خفة الحركة والسرعة ليست حكراً على داعش بل نحن نمتلكها أيضا ولدينا قدرة على التأقلم. لقد سحبنا مدافعنا سيزار شهر نيسان/ أبريل الماضي من العراق لأنها لم تعد ضرورية لكننا أبقينا على قدراتنا لتوجيه الضربات بالإضافة لقدراتنا الاستخباراتية”. واعتبرت بارلي أن “السلاح الأنجع الذي يدوم” هو “عمليات تدريب القوات المحلية على الأرض” وشرحت : “في نهاية المطاف، القوى المحلية أي القوات العراقية أو قوات سوريا الديمقراطية هم من يجب عليهم ضمان أمن الأراضي. نحن ندعم هذه القوى في الحرب الجديدة على داعش”. وأثنت بارلي على عملية “إرادة النصر” التي تخوضها القوات العراقية منذ السابع من شهر تموز/يوليو الماضي ضد داعش. وحول هذا الموضوع قالت “القوات العراقية تخوض منذ السابع من شهر تموز/يوليو الماضي عملية طموحة تدعى عملية إرادة النصر من أجل طرد داعش من مناطق نينوى والأنبار وصحراء الجزيرة. منذ شهرين استطاعت القوات العراقية الكشف عن مخابئ التنظيم وتدمير أنفاقهم واعتقال المشتبه بهم والقضاء على المقاتلين وحماية المدنيين.”
وأضافت “سنبقى متيقظين إلى جانب القوات العراقية فطائراتنا المتمركزة في الأردن والإمارات تقوم بعمليات المراقبة لصالحهم. في الخامس من شهر أيلول/سبتمبر الماضي قامت طائراتنا من نوع رافال بقصف ملجأ لداعش يحتوي على أسلحة شمال العراق. ” هذا اعتبرت بارلي أن الواقع الجديد في الحرب على داعش يتطلب صبرا طويلا وتأهبا مؤكدة على تصميم فرنسا على حماية الفرنسيين الذين فقد البعض منهم حياته خلال السنوات الخمس الماضية بسبب الأعمال الإرهابية. واختتمت قائلة “المسألة لا تتعلق فقط بالقيام بضربات جوية أو عمليات التدريب بل أيضا بطريقة إدارة الحكم وبالسياسة في مناخ إقليمي يزداد تعقيدا بسبب التوترات الأخيرة”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية