تشير آخر التوقعات إلى أن عام 2016 سيكون الأكثر حرا مع زيادة قياسية قدرها 2.3 درجة فهرنهايت عن المعدلات الوسطية للسنين الماضية ليقترب كوكبنا أكثر فأكثر من خطر الاحتباس الحراري.
وقال غافين شميت، عالم المناخ ومدير معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا :”لا يمكن إيقاف ظاهرة الاحتباس الحراري حتى لو انخفضت انبعاثات الكربون إلى الصفر”.
فعلائم تغير المناخ يمكن أن تدوم لعدة قرون حتى لو توقفت انبعاثات الكربون، الأمر الذي لن يحصل، وكل ما يمكن فعله في الوقت الحالي هو محاولة تبطيء هذا التغير.
ويدور السؤال حاليا حول ما يمكن أن يحدث لكوكب الأرض خلال الـ100 سنة القادمة، باستثناء القفزات الهائلة في مجال الطاقة المتجددة وتكنولوجيا احتجاز الكربون.
إن متوسط درجة حرارة سطح الأرض لا يعبر وحده بالكامل عن تغير المناخ، حيث يمكن أن تتأرجح أو تتغير درجة حرارة منطقة معينة وترتفع فوق الحدود الطبيعية ارتفاعا كبيرا. على سبيل المثال، ارتفعت درجة الحرارة في دائرة القطب الشمالي فوق حدود التجمد لمدة يوم كامل خلال الشتاء الماضي، الأمر الذي جعل المنطقة القطبية الشمالية في حر شديد، وهذا الأمر سيحدث مجددا في الكثير من الأحيان.
وخلال سنوات من الآن سيكون تشكل الجليد في أدنى معدلاته على الإطلاق، ما يعني أن الصيف في منطقة غرينلاند قد يصبح خاليا من الجليد بحلول عام 2050.
ولا يمكن المقارنة بين عام 2015 و2012 عندما ذاب 97% من الغطاء الجليدي في غرينلاند خلال الصيف، وهذا الأمر يتكرر مرة واحدة في القرن، ولكن يمكن أن نشهد مثل هذا النوع من التغيرات كل 6 سنوات بحلول نهاية هذا القرن.
ومن ناحية أخرى، سيبقى الجليد مستقرا نسبيا في القطب الجنوبي الأمر الذي يسهم في الإبقاء على حد أدنى لارتفاع مستوى سطح البحر.
وفي حالات أخرى سنشهد ارتفاع مستوى سطح المحيطات بحوالي 2 إلى 3 أقدام في عام 2100، وإن ارتفع المستوى بأقل من 3 أقدام فلن يحول ذلك دون وصول مياه البحر إلى مناطق ساحلية يقطنها حوالي 4 ملايين شخص.
كما ستكون في المحيطات في كلا القطبين نسبة قليلة من الجليد، ولكن مياهها ستستمر بالتحمض في المناطق المدارية حيث تمتص المحيطات نحو ثلث ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي، مما يجعلها أكثر دفئا وبحيث تصبح أكثر حمضية بفعل اغتنائها بحمض الكربونيك H2CO3.
وإن استمر التغير المناخي دون هوادة فيمكن أن تدمر الشعاب المرجانية، حيث لا يفتأ نصف هذه الشعاب في المناطق الاستوائية مهدداً منذ الآن.
ويذكر أن فصل الصيف يمكن أن يزيد من أيام الحر الشديد في المناطق المدارية بعد عام 2050 حتى لو قمنا بالحد من انبعاثات الكربون، وستبقى درجات الحرارة في المناطق الاستوائية في حدودها الطبيعية طوال فصل الصيف، كما يمكن أن ترتفع الحرارة بنسبة 30% في المناطق المعتدلة.
وتشير موجات الحر الشديد والجفاف الحاصل بين عامي 2015-2016، إلى أن الكوارث الطبيعية يمكن أن تمتد على نطاق واسع كما ستشتد العواصف وتزداد حرائق الغابات وموجات الحر ابتداء من قرابة عام 2070.
لذا لا بد من ابتكار الحلول الناجعة للحد من انبعاثات غاز الكربون الناتج عن نشاطات الإنسان، وكذلك خلق نماذج تكنولوجية جديدة من أجل الحفاظ على كوكب الأرض وإنقاذ الملايين من الأرواح.