هو الذكرُ الذي لن تُمحُوهُ السِّنِين، والوحيُ الباقي رغمَ جورِ الحاقدين.. أقسمت بهِ زينبُ امامَ الطاغية، ويجددُ احفادُها قسَمَها امامَ كلِّ طغاةِ العصر.. والله لن تمحُوَ ذِكرَنا الذي خَلَّدَهُ الامامُ الحسينُ بالدمِ في كربلاء، ففاضَ على امتدادِ العالمِ رجالاً واجيالاً، لم يَبْقَوا بعدَه، بل معه، فقدسوهُ رسالةَ حياة، وخلَّدَهم اهلَ نصرٍ ووفاء..
بفيءِ قُبةِ مقامِه المقدسةِ استظلَّ ملايينُ المحبينَ في كربلاء، وتحتَ شمسِ الحقِّ كما في عاشوراءَ وقفَ اهلُ صعدةَ وصنعاء، وبموقفِ عابسٍ وشبيبٍ هَتَفَ الايرانيونَ الذين لم يُعطُوا اعطاءَ الذليلِ ولن يُقِرُوا اقرارَ العبيد..
وليسَ ببعيدٍ كانت باكستانُ وافغانستانُ وكشميرُ بجراحِها تهتفُ للحسين، والشامُ وتركيا واستراليا ودولٌ اوروبيةٌ وافريقيةٌ واميركيةٌ تُحيي الذكرى، بل حيثُ طلَعَت شمسٌ ولهجَ لسانُ الحق، كانَ التسبيحُ باسمِ الدمِ العاشورائي ..
اما لبنانُ فبينَه ووبينَ عاشوراءَ رابطُ فكرٍ وموقف، ومنبرٌ كلما اعتلاهُ حفيدُ الحسينِ اعادَ الى الامةِ عزَّها.. من البقاعِ الى بيروتَ ومن الشمالِ الى الجنوبِ احياءاتٌ بكلِّ الالوانِ الحسينية، ومسيراتٌ ضاقت بها الارضُ بما رَحُبَت، ومن الضاحية ِ اطلَّ حفيدُ الحسينِ الامينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله ومعه امواجُ المحبين، فطالَ بكلِّ وجدانِه فلسطين: معها مهما كلفَ الثمنُ قالَ السيد نصر الله، معَ حقِّها وقدسِها، ومعَ اهلِها ضدَّ صفقةِ القرن..
معَ اليمنيينَ المظلومينَ وأهلِ البحرينِ المضطهدين..، معَ الجمهوريةِ الاسلاميةِ واِمامِها الذي يجسدُ حسينَ العصر، لسنا على الحيادِ في معركةِ الحقِّ والباطلِ قالَ السيد حسن نصر الله، وايُّ حربٍ مفترضةٍ على ايرانَ ستُشكلُ نهايةَ اسرائيلَ ونهايةَ الهيمنةِ الاميركيةِ في المنطقة..
وبالمنطقِ الحسينيِّ فانَ العقوباتِ الاقتصاديةَ لن تَثنِيَنا، ومعَ توسعِ هذا العدوانِ ليطالَ آخرينَ في لبنانَ فاننا سنعيدُ النظرَ وندرسُ خِياراتِنا جيداً..
في المعادلاتِ التي يعرفُها الاحتلالُ جيداً، جددَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله تثبيتَ قواعدِ الاشتباك، وتعزيزَ قدرةِ الردعِ الحقيقيةِ امامَ الجيشِ الهوليوودي كما سَمّاه.
وما اسمعَه الرئيسانِ ميشال عون ونبيه بري للمبعوثِ الاميركي الذي يجولُ في لبنان، أكدَه السيد نصر الله: نحنُ جزءٌ من الحكومةِ التي تتمسكُ بالـ1701، ووفقَ بيانِها الوزاري نتمسكُ بحقِنا بالدفاعِ عن انفسِنا وعن كلِّ لبنانَ من ايِّ اعتداءٍ صهيوني.. اما الواقعُ الاقتصاديُ المأزومُ فليس ميؤوساً منه الى الحدِّ الذي يُصوِّرون، فلْنَسْتَعِدِ الاموالَ المنهوبةَ بدلَ الذهابِ الى جيوبِ الفقراءِ قال السيد نصر الله، ولْتَستَعِدِ الدولةُ ثقةَ الناسِ كشرطٍ للعلاج..
المصدر: قناة المنار