تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 10-09-2019 في بيروت العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي..
الأخبار
نصر الله: لن نترك إيران!
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “تشهد الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم مسيرة حاشدة بمناسبة العاشر من محرم، يتحدث في نهايتها السيد حسن نصر الله، الذي أعاد في خطابه أمس التأكيد على وحدة محور المقاومة، معلناً الوقوف إلى جانب إيران في معركتها الرامية إلى فك الحصار عنها.
أعاد الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله، أمس، التأكيد على وحدة محور المقاومة في المنطقة. ومن بوابة الربط بين معركة كربلاء وموقف إيران وما تتعرّض له من حربٍ أميركية، قال إن «قائد مخيمنا اليوم هو الإمام الخامئني ومركزه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحاول أميركا أن تحاصره». كما توجه إلى الخامنئي بالقول: «في وجه أميركا وإسرائيل ما تركناك يا ابن الحسين»، مستنداً إلى الشعار الحسيني لمراسم عاشوراء هذا العام «أنبقى بعدك؟».
وبالرغم من أن خطاب أمس لم يتطرق إلى القضايا السياسية، بعكس ما هو متوقع لخطاب العاشر اليوم، إلا أنه توجه برسائل للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، قائلاً فيها: «نقول لترامب ونتنياهو الليلة وغداً (ليل أمس واليوم) نحن قومٌ لا يمس بإرادتنا لا حصار ولا عقوبات ولا فقر ولا جوع».
ميدانياً، أسقط حزب الله أمس طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق بلدة رامية، مكتفياً بعدها ببيان مقتضب، أعلن فيه إسقاط المسيّرة «بالأسلحة المناسبة» في خراج البلدة، مشيراً إلى أنها أصبحت في يد المقاومين. وإذ تعمّد الحزب عدم تحديد نوع السلاح المستخدم ولا نوع الطائرة، فقد تعمّد أيضاً عدم تضخيم العملية، بدليل عدم تطرق السيد حسن نصر الله إلى الموضوع في كلمته خلال إحياء الليلة التاسعة من عاشوراء، أمس. لكن مع ذلك، فإن العملية ذهبت إلى تأكيد انتفاء الخطوط الحمر في المواجهة مع العدو. فكما ثبّت الحزب معادلة الرد على الاعتداءات عبر الأراضي الفلسطينية بدلاً من الأراضي اللبنانية المحتلة، فقد ثبّت أمس معادلة حق الرد في أي منطقة في لبنان، وبينها منطقة جنوب الليطاني المشمولة بالقرار 1701، من دون أن يعني ذلك بالضرورة أن ما جرى أمس هو «نهاية الرد» على الاختراق الاسرائيلي الخطير للضاحية الجنوبية فجر 25 آب.
أما في رامية التي استفاق أهلها على خبر العملية التي نُفّذت في بلدتهم، فلا أحد يعلم أين موقع سقوط طائرة الاستطلاع الإسرائيلية. فقط عبر وسائل الإعلام، انتشرت الأنباء بين الأهالي بأن حقول التبغ في ناحية مرج المزرعة المتاخمة للحدود المتحفظ عليها لبنانياً، هي مسرح المهمة الثانية للمقاومة بعد عملية «أفيفيم» في الأول من أيلول. حاول البعض الذهاب لرؤية مكان العملية، لكنه لم يجد سوى عدد من الصحافيين والشباب (الصفة التي تطلق اصطلاحاً على عناصر حزب الله في القرى). لا بقايا حطام للمسيرة ولا أثر حريق في الحقل. من لم تحركه حشريته نحو مرج المزرعة، تابع أشغاله المعتادة.
في المقابل، اختفى أثر العدو في موقعي عميرام وزرعيت خلف البراميل الزرقاء عند حدود رامية المتحفّظ عليها، كما اختفى من على الساتر الترابي الذي استحدثه العدو قبل عام ليحجب المستوطنة عن البرج الذي رفعته جمعية «أخضر بلا حدود». حتى إن الطائرات المعادية التي سمع صوتها تحلق في الأجواء، لم تخترق الخط الأزرق، كما أكد جندي الجيش اللبناني المرابط في موقع قريب.
عون: النخبة في التعيينات
من جهة أخرى، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون اللبنانيين الى «عدم الخوف على المستقبل لأن لبنان لن يسقط على الاطلاق»، منوّها بـ«ما تحقق من مصالحات بين جميع الافرقاء»، ولافتاً الى أنه «سعى الى هذه المصالحات لأنه في ظل الخلافات التي كانت سائدة كان يصعب الانطلاق بمعالجة الازمات والتحديات الماثلة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً».
وخلال استقباله رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، على رأس وفد من أعضاء الهيئتين التنفيذية والعامة، أكد الرئيس عون أنه «لولا تحقيق الاستقرار السياسي والامني، لما كانت هناك قدرة على الاصلاح الاقتصادي»، مشدّداً على أنه «مستمر في العمل على إعادة تركيب الدولة حجراً حجراً، وإن التعيينات المقبلة ستكون على أساس اختيار النخبة لتتبوّأ المواقع الاساسية على نحو ينعكس تصحيحاً للوضع القائم وتحسيناً لسير العمل». وأوضح «إننا نحاول معالجة الازمة الراهنة بكل ما أوتينا من إمكانات، وهو أمر صعب، لكننا سنحاول القيام بذلك»، مضيفاً «اليوم، وبعد معالجة كل الامور التي طرأت مؤخراً بتنا على الطريق الصحيح، وسنخرج من الازمة تدريجياَ».
إلى ذلك، يرأس عون جلسة مجلس الوزراء الخميس في قصر بعبدا، حيث يُتوقع أن تشهد طرح ملف التعيينات. وصار من شبه المحسوم تعيين الامين العام المساعد لتيار المستقبل جلال كبريت (بيروت) مديراً عاماً للبلديات في وزارة الداخلية، وعضو المكتب السياسي في التيار سامر حدارة (عكار) مديراً عاماً لوزارة السياحة التي كانت عادة من نصيب بيروت، علماً بأن كليهما مقرّبان من الامين العام للتيار أحمد الحريري الذي مارس ضغوطاً لتعيينهما.
اللواء
«الإنفراج السياسي» يحسم تعيينات 5 مراكز عُليا في القضاء
شنكر يجدِّد إلتزام واشنطن باستقرار لبنان.. ومواقف تصعيدية لنصر الله اليوم
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “يستعد أطراف الحكم للإقدام على خطوات عملية، تكرّس الواقع السياسي التفاهمي، وتفتح الباب امام تعيينات إدارية في نواب حاكم مصرف لبنان والمراكز الشاغرة في وزارة العدل، من زاوية اعتماد آلية ادراج التعيينات على جدول أعمال مجلس الوزراء، وهذا ما حصل فعلاً إذ تضمن بند 7 من الجدول: تعيينات قضائية (رئيس أوّل لمحكمة التمييز، نائب عام لدى محكمة التمييز، رئيس مجلس شورى الدولة، رؤساء غرف في ديوان المحاسبة، مدير عام وزارة العدل ورئيس هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل).
وفي سياق الاهتمام الأميركي بلبنان، وصل عصر أمس إلى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر واستقبله في بيت الوسط الرئيس سعد الحريري ترافقه السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد في حضور الوزير السابق غطاس خوري وتناول اللقاء آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكشف مصدر مطلع لـ «اللواء» ان الموفد الاميركي، بدأ محادثاته حول ترسيم الحدود مع الرئيس الحريري من النقطة التي وصل إليها السفير ديفيد ساترفيلد، الذي نقل إليه الملف، بعد تسلمه منصباً جديداً كسفير لبلاده في تركيا. وقال المصدر ان السفير شينكر يحمل معه بعض الملاحظات، تتعلق بجملة من الملفات، بعضها طرح خلال زيارة رئيس الحكومة إلى واشنطن.
وأعلنت السفارة الأميركية في بيروت أنه في التاسع من شهر ايلول الحالي، اجتمع شينكر بالرئيس سعد الحريري، لافتة إلى أنه خلال الاجتماع، جدّد شينكر التأكيد على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة لبنان. وأشارت إلى أن شينكر يقوم بجولة في المنطقة، تتضمّن لبنان والعراق وتونس والسعودية والأردن بهدف التأكيد على أهمية العلاقات الثنائية وتأكيد التزام الولايات المتحدة العميق بمواصلة العمل مع شركائها والحلفاء على الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحة أنه خلال زيارته الى لبنان، سوف ينضم الى شينكر نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى جويل رايبورن.
وأوضحت أن زيارة شينكر إلى لبنان والتي تستمرّ لمدة يومين، تشمل لقاءات مع كبار المسؤولين والقادة اللبنانيين، إضافة إلى مقابلات مع وسائل إعلام لبنانية. كما سيجتمع شينكر ترافقه السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد بمسؤولين في الجيش اللبناني. وسيكون لشينكر لقاء صباح اليوم مع رئيس الجمهورية ميشال عون، على ان يلتقي الأربعاء رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وفي السادسة والنصف مساء وزير الخارجية جبران باسيل.
وستكون للموفد الاميركي لقاءات أيضاً مع عدد من الشخصيات السياسية بهدف التعارف، منها: الرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سميرجعجع، ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل وربما شخصيات اخرى مثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
وقالت مصادر رسمية، حول الموقف الرسمي من زيارة شينكر، ان لبنان لازال على موقفه المعروف والذي تم إبلاغه الى سلف شينكر السفير دايفيد ساترفيلد، الا المسؤولين سيستمعون الى ما يحمله من معطيات وافكار وربما مقترحات قد تكون جديدة، مقبولة أو غير مقبولة على صعيد عملية ترسم الحدود. معروف ان زيارة شينكر للبنان هي الأولى له ضمن مهمته الجديدة، وهو كان اجتمع مع الرئيس الحريري خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن منتصف الشهر الماضي.
هدنة المصالحات السياسية
وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في مجلس خاص، ان زمن الخلافات المناكفات السياسية انتهى راهناً، حيث ان الأنظار شاخصة إلى الملفات الحدث، أي الاقتصادية والمالية، ما يعني اننا في مرحلة هدنة سياسية تشمل كافة الأطراف في البلد، في حين عزت مصادر متابعة تقلب الأجواء نحو المصالحات، إلى اتفاق سياسي حصل بين أركان الدولة على أعلى المستويات لضرورة التركيز على الأوضاع المالية والاقتصادية، خصوصاً بعد التقارير البالغة السوء لوكالات التصنيف الائتماني، الأمر الذي بات يحتم الابتعاد قدر المستطاع عن الخلافات السياسية الضيقة، والانصراف نحو معالجة الملفات الاقتصادية وابراز صور مختلفة عن لبنان غير تلك الصور عن لبنان الدولة الفاشلة أو المهددة بالافلاس. وأعربت عن املها بأن يتخطى لبنان هذه الأزمة بأقل كلفة ممكنة، على الرغم من دقة الأوضاع، من خلال تعاون جميع القوى السياسية على معالجة الوضع.
وكان من المقرّر ان يعقد أمس في السراي، اجتماع مالي- اقتصادي- سياسي بين الرئيس الحريري ووزير المال علي حسن خليل مع ممثلي الكتل السياسية في المجلس النيابي، يكون بمثابة قراءة أولى لمشروع موازنة 2020، لكن الاجتماع لم يعقد، من دون صدور تفسير لذلك، إلا ان الوزير خليل، بحث مع الرئيس الحريري مشروع الموازنة على الرغم من انه لم يحل بعد إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وأكّد خليل بعد الاجتماع انه «ليس هناك من خلافات حول المشروع، وان مجلس الوزراء سيجري قراءة اولية للمشروع الاسبوع المقبل».
وذكرت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء سيبدأ من الاسبوع المقبل جلسات متتالية لمناقشة الموازنة الجديدة، ويقطعها يومين لحين عودة الرئيس الحريري من زيارة باريس المقررة في العشرين من الشهر الحالي، ثم يستأنفها بعد عودته، ولو بغياب الرئيس ميشال عون الذي سيكون في نيويورك اعتبارا من 22 الشهر للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
مجلس الوزراء: 29 بنداً
في غضون ذلك، ينعقد مجلس الوزراء الخميس المقبل في القصر الجمهوري في بعبدا، وعلى جدول أعماله 29 بنداً، من ضمنها موضوع التعيينات القضائية، إلى جانب خطة عمل وزارة المهجرين، وموضوع البت بجواز سحب الترشيح للانتخابات النيابية الفرعية خارج المهلة المنصوص عنها في القانون في ضوء الجدل القانوني حول مدى قانونية انسحاب المرشحة بشرى الخليل لمصلحة مرشّح «حزب الله» الشيخ حسن عزالدين، بعد انتهاء المهلة المحددة في القانون.
ولحظ الجدول الذي وزّع مساء أمس على الوزراء ضمن البند رقم 7 ان تشمل التعيينات القضائية المراكز التالية: رئيس أوّل لمحكمة التمييز، نائب عام لدى محكمة التمييز، رئيس مجلس شورى الدولة، رؤساء غرف في ديوان المحاسبة، مدير عام وزارة العدل ورئيس هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل..
وستجري هذه التعيينات وفق الآلية التي سبق للرئيس الحريري ان أعلن عنها، بحيث سيتم عرض بفترة لثلاثة مرشحين لكل مركز، على ان يتم اختيار أحدهم، لكن مصادر وزارية أكدت ان التعيينات في المراكز القضائية ستتم بالتوافق، ولن يصل الوزراء إلى مرحلة التصويت، لأن الأسماء منزهة وفوق الشبهات. وسبق ان نشرتها «اللواء» كالآتي:
– القاضي سهيل عبود- رئيس مجلس القضاء الأعلى.
– القاضي غسّان عويدات – مدعي عام التمييز.
– القاضي فادي الياس- رئيس مجلس شورى الدولة.
– القاضية جمال الخوري- رئيس هيئة التشريع والقضايا.
-القاضية رولا جدايل- مديرة عامة لوزارة العدل.
ونفت مصادر رسمية مأذونة ما يُشاع عن خلافات داخل «البيت الواحد» حول هذه التعيينات في إشارة إلى ما تسرب عن وجهات نظر مختلفة بين وزير العدل البرت سرحان ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل حول التعيينات، وقالت: ان هناك آلية ستعتمد وسيتم اختيار الاكفأ والأفضل.
وتوقعت المصادر ان تشهد الجلسات المقبلة لمجلس الوزراء تعيينات ادارية مهمة، معتبرة ان قطار التعيينات انطلق بقوة، وتوقفت عند ما قاله الرئيس عون أمس حول اختيار النخبة في التعيينات المقبلة، في إطار العمل على إعادة تركيب الدولة حجراً حجراً، حسب ما أعلن خلال استقباله رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن.
وفي هذا اللقاء، دعا الرئيس عون اللبنانيين، إلى عدم الخوف على المستقبل، لأن لبنان لن يسقط على الإطلاق، منوهاً بما تحقق من مصالحات بين جميع الأفرقاء، لافتاً إلى انه سعى إلى هذه المصالحات لأنه في ظل الخلافات التي كانت سائدة كان يصعب الانطلاق بمعالجات الأزمات والتحديات الماثلة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً.
وفي سياق المصالحات، لفت الانتباه ان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، علق على لقاء المصالحة مع «حزب الله» في عين التينة، من دون أي إشارة إلى لقاء اللقلوق بين الوزير جبران باسيل ورئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، مشيرا إلى ان «بفضل الرئيس برّي اعيد الحوار مع الحزب بعد فترة انقطاع على أساس ان التواصل أفضل للتعبير عن وجهات النظر المختلفة والتأكيد بكل هدوء على حق كل فريق بالتعبير الهاديء». وقال: انه «سيركز بكل هدوء على أهمية الإصلاح وخاصة القطاع الكهربائي كما أوصى (الموفد الفرنسي بيار) دوكان كمدخل للحد من العجز».
تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى ان وزيرة الطاقة ندى البستاني الموجودة حالياً في ابوظبي، ستعلن في الأيام القليلة المقبلة، وقبل نهاية الشهر الحالي انطلاق المناقصات لبناء معامل إنتاج الكهرباء، وفقا للخطة الموضوعة للقطاع.
اما بالنسبة للمصالحة مع «التيار الوطني الحر» فقد سجلت جلسة استجواب ثانية عقدها قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل، في حادثة قبر شمون التي أسفرت عن مقتل اثنين من مرافقي الوزير صالح الغريب، فاستجوب أربعة أشخاص مدعى عليهم، اثنان من مناصري الحزب الاشتراكي وآخران من مناصري الحزب الديمقراطي اللبناني، من بينهم شقيق الوزير الغريب، وذلك بحضور وكلاء الدفاع عنهم.
وفي نهاية الجلسة، أصدر القاضي باسيل مذكرة توقيف وجاهية بحق أحد مناصري الحزب الاشتراكي، وترك الثلاثة الآخرين بكفالات مالية، وحدد يوم الأربعاء المقبل موعدا لاستجواب مدعى عليه آخر، لم يحضر جلسة امس لوجوده خارج لبنان. وبذلك، يرتفع عدد الموقوفين في هذه القضية الى خمسة، جميعهم من الحزب الاشتراكي.
أكاديمية الحوار
وفي مجال اخر علمت اللواء ان الأصداء التي تلقاها لبنان بشأن طلبه حول جعله مركزا لأكاديمية الأنسان للتلاقي والحوار وفق طرح رئيس الجمهورية والذي يتم التصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث عشر من الشهر الحالي مشجعة ومتجاوبة كما ان معظم الرسائل التي تلقاها لبنان والمعلومات تؤشر على تأييد دولي لموقف لبنان.
عملية رامية
وفي تطوّر، اخترق الانشغال اللبناني الرسمي والسياسي بالأزمة المالية والاقتصادية، نفذ «حزب الله» ما توعد به للرد على «غارة» الطائرتين المسيّرتين على الضاحية الجنوبية، الشهر الماضي، فاعلن فجراً إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء عبورها للحدود الفلسطينية المحتلة باتجاه بلدة رامية الجنوبية، مشيراً إلى ان الطائرة أصبحت في يد المقاومين، الا انه لم يعط أي معلومات عن كيفية إسقاط «المسيّرة» الإسرائيلية، على الرغم من معلومات أفادت ان الحزب لم يفجر الطائرة فوق بلدة رامية بل سيطر عليها إلكترونياً، وباتت في حوزته، في حين اعترفت إسرائيل بسقوط «المسيّرة»، إلا انها قالت بأنها «سقطت خلال عمل روتيني ولا خشية من تسريب معلومات منها».
وعلى الرغم من ان إسقاط «المسيّرة» الإسرائيلية كان مرتقباً، فقد لوحظ ان ردة الفعل الإسرائيلية كانت هادئة ما يؤشر إلى ان الأوضاع في الجنوب وعلى الحدود بين حزب الله وإسرائيل ستبقى مضبوطة من خلال الضغوط الدولية التي تمارسها الدول الكبرى، على اعتبار ان لا مصلحة لأحد باندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»، وبالتالي بين إسرائيل وإيران في الفترة الراهنة التي تشهد تطورات متلاحقة، وهو ما يفسّر سرعة دخول إيران على خط «عملية رامية»، حيث حذر مستشار رئيس البرلمان الإيراني حسين عبد اللهيان من ان تل أبيب ستحترق إذا قررت اللعب بالنار، معتبراً ان إسقاط حزب الله الطائرة الاسرائيلية المسيّرة ردّ مناسب سيجعل إسرائيل تندم على اعتداءاتها.
ويتوقع ان تتصدر عملية رامية، وقبلها عملية الحزب في مستعمرة «افيميم» كلمة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء، في حين كان سبق العملية مواقف لقيايين في الحزب شددت على ان المقاومة لن تسمح لإسرائيل لأن تعود إلى الأجواء اللبنانية بجمع المعلومات أو التصوير والتجسس وهي آمنة مطمئنة كما كانت تفعل في السابق. إلا ان الحزب أوضح على لسان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، بأن هذا لا يعني بأننا سنسقط كل طائرة، لكنه يعني اننا سنسقط ونمنع هذه الطائرات من ان تجول وتتحرك بحرية وأمان».
وفي تقدير مصادر سياسية، ان المرحلة المقبلة من الصراع في الجنوب ستكون نحو إعادة تثبيت القرار 1701 وتثبيت معادلة الردع التي أرساها الحزب في عدوان تموز 2006، مع التأكيد على أن المعركة مع إسرائيل مستمرة طالما ان هذا الكيان يُشكّل تهديداً ويحتل ارضنا، بحسب ما أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الليلة التاسعة من محرم.
ومن هنا، فإن المصادر السياسية لا تبدي أي تخوف امنياً أو سياسياً على الوضع اللبناني في الوقت الحالي، حيث الانكباب راهناً على معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية، من خلال اجتماعات مكثفة تعقد على أعلى المستويات، منها المعلن ومنها الكثير غير المعلن، واستنفار الفرق الاقتصادية للمسؤولين من أجل إخراج لبنان من دائرة التصنيف المالي السلبي واعادته إلى الدائرة الطبيعية، ضمن المهلة التي حددتها وكالات التصنيف المالية ستة أشهر.
البناء
واشنطن تعترف بعجزها عن معاقبة الصين لشراء النفط الإيراني… وبريطانيا تدخل أزمة دستورية
المقاومة تصدق وعدها ببدء تساقط المسيَّرات… والاحتلال يهوِّن المصيبة على نفسه
شينكر الآتي من مفاوضات الحوثيّين… يحمل مشروعاً لمقايضة الترسيم بضمانات من حزب الله
صحيفة البناء كتبت تقول “مع إعلان المسؤولين الأميركيين نيتهم مفاتحة بكين بقلقهم من مواصلة الصين وعلى المستوى الحكومي بصورة خاصة شراء كميات كبيرة من النفط الإيراني، صدر أول اعتراف أميركي رسمي بعدم جدوى سياسة العقوبات في تحقيق هدف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بتصفير صادرات النفط الإيرانية بقوة العقوبات. وقالت مصادر نفطية إن إيران تصدر على الأرجح ما يزيد عن مليون برميل من النفط يومياً وإلا لما امتكلت مالياً القدرة على رفض مبادرة أوروبية قدّمتها فرنسا بتقديم قرض بقيمة 15 مليار دولار مقابل العودة عن الإجراءات التي اتخذتها من خارج الاتفاق النووي. وتوقفت المصادر أمام كلام نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف عن إمكانية تطبيع الوضع في الخليج إذا حصلت موسكو على تعهّدات بعدم ملاحقة ناقلات النفط الإيرانية في أي منطقة في العالم، ما يعني بنظر المصادر أنه دون رفع العقوبات عن مبيعات النفط الإيراني، فإن إيران تملك ما يكفي من طلبات الشراء إذا تيسّرت عملية نقل المبيعات عبر البحار دون التعرّض للقيود التي تفرضها واشنطن وتلزم حلفاءها بمجاراتها بفرضها كما حدث مع الناقلة الإيرانية في مضيق جبل طارق قبل تحريرها.
الاهتزاز في قبضة القيود الأميركية على إيران يتوازى مع أنباء سيئة أخرى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد بدا حكم حليفه البريطاني بوريس جونسون يترنّح بعدما تصادم مع مجلس العموم حول شكل الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقيامه بحل المجلس بينما كان مجلس اللوردات يصادق على قانون ربط الخروج بالتوافق وطلب تمديد مهلة الخروج لثلاثة شهور، وكانت الملكة إليزابيت الثانية تصادق على القانون، ما يضع جونسون في مأزق دستوري يجعله عاجزاً عن الحكم .
بالتوازي ترنُّحٌ مشابه وصلت أصداؤه بالتأكيد إلى مسامع ترامب مع التحولات النوعية التي فرضتها المقاومة على معادلات المواجهة مع كيان الاحتلال، في البر والجو، حيث تكاملت عملية أفيفيم مع أول إسقاط المقاومة لإحدى الطائرات المسيّرة لجيش الاحتلال على خط الحدود بين لبنان وفلسطين، والسيطرة عليها وما تحمله من معلومات، كما فهم من بيان جيش الاحتلال الذي أصدر بياناً يهوّن عبره المصيبة على نفسه بالحديث عن عدم أهمية الطائرة وعدم خطورة المعلومات التي تحملها، بينما شكل التتابع في عمليات المقاومة تأكيداً لكون يدها هي العليا في معادلات المواجهة، وكون مرحلة جديدة باتت تحكم الوضع عبر الحدود، حيث ترسم المقاومة خطوطها الحمراء، ومنها لا أمن للطائرات المسيَّرة لجيش الاحتلال في أجواء لبنان، ولا استهداف لوجود المقاومة في سورية، وتسقط الخطوط الحمراء لجيش الاحتلال وأهمها وأخطرها الحرمة التي كان يفرضها على مواقعه في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 باعتبارها الأراضي السيادية المعترف بها دولياً للكيان.
داخلياً، رغم العناوين المحلية الكثيرة وأغلبها يتراوح بين المصالحات التي يشكل الحزب التقدمي الاشتراكي محورها بإشارات تموضع جديد يعاونه عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري لفتح صفحة جديدة مع كل من حزب الله والتيار الوطني الحر، ومقابل المصالحات الوضع المالي مع التقدّم في مشروع موازنة 2020 والنقاشات حول كيفية الجمع بين تطبيق مقررات لقاءات بعبدا الاقتصادية وحسم الخلافات حول مفهوم وإطار الضرائب الجديدة في ظل إملاءات المفوّض السامي لمؤتمر سيدر بيار دوكان، وبالتوازي مع المصالحات والموازنة بدأت المشاورات الحثيثة لبلورة وتجهيز ملف التعيينات تتحوّل إلى موضوع رئيسي في العلاقات السياسية، لكن بقيت رغم كل ذلك للحدث وجهة أخرى تتصل بزيارة معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر التي بدأت لبيروت وتضمّنت زيارات لكبار المسؤولين بدأها برئيس الحكومة سعد الحريري، وستشمل بالتأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، ووفقاً لمصادر متابعة فإن شينكر الآتي من الخليج بعد إشرافه على جولة التفاوض التي كشف عنها مع أنصار الله بواسطة العمانيين، يحمل للبنان مشروع مقايضة عنوانه ترسيم الحدود بشروط تحقق الكثير مما يريده لبنان خصوصاً في مجال النفط والغاز مقابل ضمانات من حزب الله تتصل بطلبات إسرائيلية معينة لم تُعرف تفاصيلها، لكن ليس بينها المطالبة السابقة بتحييد حزب الله عن أي مواجهة مع إيران بعدما سحبت المواجهة من التداول مع التراجعات الأميركية أمام إيران في الخليج، ولكنها على الأرجح تتصل بالصواريخ الدقيقة، وبانتظار معرفة ما يحمله شينكر سيهتمّ العالم ولبنان أكثر بما سيقوله اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
مسيَّرة إسرائيلية في قبضة المقاومة
فيما كانت الأنظار منصبّة على التفاهمات والمصالحات السياسية على خط الحزب الاشتراكي حزب الله والتيار الوطني الحر، خطفت المقاومة الأضواء مجدداً، بعملية نوعيّة أسقطت خلالها مسيَّرة إسرائيلية جاءت ترجمة لتهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للرد على مسيَّرتي الضاحية الجنوبية وجاءت كدفعة ثانية من الحساب.
وكان لافتاً تنفيذ العملية قبيل ساعات من خطابين مفصليين للسيد نصرالله في الليلة التاسعة من المحرم أمس والعاشر منه اليوم ، كما كانت عملية أفيفيم التي سبقت إطلالة السيد نصرالله بساعات. ما يدلّ بحسب خبراء على قدرة المقاومة على ضبط عملياتها العسكرية على الساعة السياسية التي تحددها قيادتها، كما يدلّ على قدرة المقاومة العسكرية على ضرب أهداف عسكرية حيثما وكيفما تشاء.
وأعلن حزب الله في بيان عن إسقاط طائرة مسيَّرة إسرائيلية حلقت في جنوب لبنان ووقوعها في قبضته. وقال: تصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة لطائرة إسرائيلية مسيَّرة أثناء عبورها للحدود الفلسطينية اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية . وأضاف تمّ إسقاط الطائرة المسيَّرة في خراج البلدة، وأصبحت في يد المقاومين وذلك اليوم الاثنين .
وإذ لم يتحدث بيان الحزب عن تفاصيل العملية تاركاً ذلك لكلمة السيد نصرالله اليوم في خطابه في العاشر من المحرم، في ختام المسيرة العاشورائية الذي ينظمها حزب الله في الضاحية، رجّح خبراء أن يكون حزب الله قد أسقط المسيَّرة الكترونياً وليس بطريقة إصابة مباشرة أو بصاروخ مباشر، ولذلك لم تصَبْ الطائرة ولم تتحطّم، ما يؤكد قدرة المقاومة على الاختراق التقني لهذا النوع من المسيَّرات وبالتالي يعد اختراقاً استخبارياً للمقاومة . من جانبه، أقر جيش الاحتلال، بسقوط الطائرة المسيَّرة، وقال إن الطائرة سقطت خلال عمل روتيني، ولا خشية من تسريب معلومات منها .
كما يحدّد السيد نصرالله في كلمته موقف الحزب من العناوين السياسية المحلية والإقليمية ويُجري تقييماً للوضع على الحدود بعد التصعيد الأخير ومسار الوضع العسكري والسياسي في سورية الى جانب الحديث عن المفاوضات في الملف النووي الإيراني وملف صفقة القرن والوضع في فلسطين.
وفي اول موقف إيراني، حذر مستشار رئيس البرلمان الإيراني، حسين عبد اللهيان من أن تل أبيب ستحترق إذا قررت اللعب بالنار. واعتبر في تغريدة، أن إسقاط حزب الله الطائرة الإسرائيلية المسيَّرة، ردّ مناسب سيجعل إسرائيل تندم على اعتداءاتها.
شينكر في بيروت
وعلى وقع عملية المقاومة التي من المتوقع أن تعزّز موقع لبنان التفاوضي في ملف الحدود، وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي، المكلف ملف ترسيم الحدود براً وبحراً بين لبنان وكيان الاحتلال دايفيد شينكر مساء أمس، ليتابع مهمة سلفه دايفيد ساترفيلد. على أن يلتقي رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري غداً ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد غدٍ الخميس.
وإذ تتحدّث المعلومات عن علاقة شينكر الجيدة والوثيقة بـ»إسرائيل»، قالت مصادر مطلعة لـ»البناء» إن «الموفد الاميركي الجديد استعجل زيارته الى لبنان حيث كان متوقعاً أن يصل في 12 الشهر الحالي إلا أنه استبق الموعد المقرر بيومين لأسباب غير معروفة»، مشيرة الى أن «الرئيس بري بانتظار ما سيحمله شينكر في جعبته من رؤية واقتراحات جديدة، ولم يُعرف ما اذا كان سيبدأ من نقطة الصفر أم من النقطة التي انتهى منها ساترفيلد». ولفتت المصادر الى «حصول تقدم كبير في جولات ساترفيلد قبل أن تتعثر المفاوضات في الجولة الأخيرة بسبب الخلاف على نقطة الترسيم الأولى في البر التي تحدد نقطة ومسار الترسيم في البحر».
الى ذلك، يدخل لبنان في الخامس عشر من شهر كانون الأول المقبل رسمياً نادي الدول النفطية مع بدء عملية الحفر في البلوك النفطي رقم 4 المقابل لشاطئ جبيل البترون، واستكمال استكشاف البلوك رقم 9 الواقع جنوباً في المرحلة التالية. على أن يتم فضّ العروض المقدّمة لدورة التراخيص الثانية، والتي فتحت فيها كل البلوكات الحدودية جنوباً وشمالاً.
تعيينات بعد المصالحات!
الى ذلك، توقفت الأوساط السياسية حول ما شهدته الساحة الداخلية من تفاهمات ومصالحات خلال الأيام القليلة الماضية بين الحزب الاشتراكي وكل من حزب الله والتيار الوطني الحر. فإلى جانب أهمية هذه التفاهمات في تحصين الموقف الوطني في مواجهة التحديات المختلفة، فإنها عبدت الطريق أمام إنجاز ملف التعيينات القضائية والادارية في أكثر من مؤسسة وادارة، لا سيما في حاكمية مصرف لبنان التي من المرجّح بحسب مصادر «البناء» أن تُنجز في جلسة يعقدها مجلس الوزراء يوم غد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وعلى جدول اعماله 29 بنداً.
ولفتت مصادر وزارية لقناة الـ»OTV» إلى أن التعيينات القضائية ستمر خلال الجلسة بالتوافق ولن يصل مجلس الوزراء إلى مرحلة التصويت، لأن الأسماء منزّهة وفوق الشبهات والسير الذاتية ستكون مع الوزراء». إلا أن القوات اللبنانية ترفض آلية التعيين وستتحفظ على التعيينات، بحسب مصادرها. كما أن هذه المصالحات تعزّز الغطاء السياسي لوضع مقررات بعبدا على سكة التنفيذ وترجمة ذلك في موازنة العام 2020 الذي من المفترض أن يبدأ مجلس الوزراء بمناقشها بداية الأسبوع المقبل.
وفي سياق ذلك، عقد اجتماع أمس، بين الرئيس الحريري ووزير المال علي حسن خليل في السراي الحكومي وتمّ عرض الأوضاع الاقتصادية والمالية العامة. وأوضح خليل بعد اللقاء أن «البحث تناول مشروع موازنة العام 2020»، مشيراً الى أنه «ليس هناك من خلافات حوله وان مجلس الوزراء سيجري قراءة أولية للمشروع الاسبوع المقبل».
ونقلت مصادر الرئيس بري لـ»البناء» ارتياحه لـ»أجواء المصالحات واللقاءات ونيات الاطراف الجيدة التي تعزز وحدة الموقف الداخلي وتساهم في إيجاد الحلول للازمات القائمة». ولفتت المصادر النيابية الى تشديد بري على «إنجاز الموازنة في موعدها الدستوري وأن تسرع الحكومة في إقرارها وارسالها الى المجلس النيابي قبيل بدء العقد العادي للمجلس كي يكون لديه متسع من الوقت لمناقشتها واقرارها»، وشددت على أن «الموازنة كما طمأن وزير المال لن تتضمن ضرائب وأي مسّ بذوي الرواتب المحدودة رغم ربط الموفد الفرنسي الإفراج عن اموال سيدر بتضمين الموازنة ضرائب على البنزين وعلى القيمة المضافة وخفض الرواتب التقاعدية». ولفتت معلومات «البناء» الى ارتياح المسؤولين للوديعة المالية التي دخلت الى مصرف لبنان من شركة اميركية بوساطة من مصرف «سوسيتيه جنرال» عبر اكتتاب بسندات خزينة لم تعرف نسبة الفائدة عليها، وطمأنت المصادر الى أن «هذه الوديعة تعزز الثقة بالقطاع المصرفي وتحمي استقرار الصرف وتنشط الأسواق»، وعلمت «البناء» أن «الاكتتاب بسندات اليوروبوند ستصل الى فائدة 12 في المئة وأن المصارف رفضت الاكتتاب بفائدة 1 في المئة كما طلبت وزارة المال».
من جهته، دعا الرئيس عون اللبنانيين الى عدم الخوف على المستقبل، لأن لبنان لن يسقط على الإطلاق ، لافتاً الى انه سعى الى المصالحات لأنه في ظل الخلافات التي كانت سائدة كان يصعب الانطلاق بمعالجة الأزمات والتحديات الماثلة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً . أضاف: اليوم وبعد معالجة كل الامور التي طرأت أخيراً بتنا على الطريق الصحيح وسنخرج من الأزمة تدريجياً ، لافتاً الى ان لبنان وبعدما أقرّ القوانين اللازمة لتلزيم النفط سيبدأ بالتنقيب عنه خلال العام الحالي والاستفادة مما سيتيحه الأمر من قدرة على معالجة الاوضاع الراهنة بعد مرحلة من الجفاف امتدت على مدى ثلاثين سنة، كان يعتمد فيها على سياسة الدين من الخارج ضارباً بذلك القطاعات الاقتصادية المنتجة من صناعة وزراعة ومعتمداً على الخدمات والسياحة حصراً . منوّهاً بأنه سيجري في التعيينات المقبلة اختيار النخبة لتتبوأ بدورها المواقع الأساسية بما ينعكس تصحيحاً للوضع القائم وتحسيناً لسير العمل .
وبحسب مصادر عين التينة، فإن اللقاء بين حزب الله والاشتراكي برعاية الرئيس بري، أعاد تصويب مسار العلاقة بين الطرفين وعادت المياه الى مجاريها كما كانت في السابق وشكل نقطة بداية لمعالجة التباينات في وجهات النظر في بعض الملفات على أن تتبعه لقاءات مماثلة بين الفريقين . وأشارت المصادر لـ البناء الى دور الرئيس بري في تقريب وجهات النظر وعقد لقاءات متتالية للوصول الى هذه النتيجة المريحة للجميع ، ولفتت الى أن قضية لبنانية مزارع شبعا باتت محسومة وقد عبر الاشتراكي ان موقفه من ذلك جاء في لحظة سياسية معينة ولن تكون محل خلاف ، موضحة أنه تم الاتفاق بين الطرفين على وضع قضية عين دارة في عهدة القضاء ، لافتة الى أن اللقاء بين السيد نصرالله ورئيس الاشتراكي وليد جنبلاط وارد عندما تنضج الظروف .
وغرّد جنبلاط قائلاً نراقب الاحداث بكل هدوء وبفضل الرئيس بري أُعيد الحوار مع الحزب بعد فترة انقطاع على أساس أن التواصل افضل للتعبير عن وجهات النظر المختلفة والتأكيد بكل هدوء على حق كل فريق بالتعبير الهادئ وسنركّز وبكل هدوء على أهمية الإصلاح وخاصة القطاع الكهربائي كما أوصى دوكان، وذلك كمدخل لحد العجز .
أما على خط المختارة اللقلوق فالوضع لا يقل أهمية وتقدماً، فقد عبرت مصادر التيار والاشتراكي على أن اللقاء كان استكمالاً لمصالحة بيت الدين برعاية رئيس الجمهورية، بعدما تمّ الفصل بين المسارات القضائية والامنية والسياسية في قضية قبرشمون، حيث عاد مجلس الوزراء للعمل وتولت الأجهزة الأمنية ضبط الوضع الأمني في الجبل واستكمل القضاء تحقيقاته لكشف ملابسات حادثة البساتين.
وفي سياق ذلك، انتهت جلسة الاستجواب الثانية التي عقدها قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل، فاستجوب أربعة أشخاص مدعى عليهم، اثنان من مناصري الحزب الاشتراكي وآخران من مناصري الحزب الديمقراطي اللبناني، من بينهم شقيق الوزير الغريب، وذلك بحضور وكلاء الدفاع عنهم.
وفي نهاية الجلسة، أصدر باسيل مذكرة توقيف وجاهية بحق أحد مناصري الحزب الاشتراكي، وترك الثلاثة الآخرين بكفالات مالية، وحدّد اليوم الأربعاء موعداً لاستجواب مدعى عليه آخر، لم يحضر جلسة الاثنين لوجوده خارج لبنان. وبذلك، يرتفع عدد الموقوفين في هذه القضية الى خمسة، جميعهم من الحزب الاشتراكي.
على صعيد آخر، عقد وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، اجتماعاً أمنياً في مكتبه في وزارة الدفاع، حضره قائد الجيش العماد جوزيف عون وقادة الأجهزة الأمنية، وتم البحث في موضوع المعابر غير الشرعية. وقال بوصعب بعد الاجتماع «من 8 الى 10 معابر غير شرعية ما زالت تعمل على الحدود مع سورية، والجيش أقفل أكثر من 95 في المئة من المعابر غير الشرعية منذ انتهاء معركة فجر الجرود». واضاف «سنعرض لائحة بالمعابر غير الشرعية في الاجتماع المرتقب مع الأجهزة الأمنية والذي قد يحضره وزيرا الداخلية والمال وقد يرأسه الرئيس سعد الحريري». وتابع «التهريب الحقيقي لا يتمّ عبر المعابر الشرعية، فلا حجم المعابر يسمح بذلك ولا نوعية البضائع كذلك، وبالتالي فإن الدور الأكبر لمكافحة التهريب هو للجمارك»، مضيفاً «نعمل مع قيادة الجيش على الحدّ من التهريب على المعابر المتبقية تمهيداً لإقفالها نهائياً». ودعا وزراء «القوات» إلى مناقشة الموضوع في مجلس الوزراء «ونحن جاهزون لإجابتهم على ما يشاؤون».
المصدر: صحف