يبدو الامرُ صعبَ التصديقِ للوهلةِ الاولى ايرادُ خبرٍ أنَّ طائرةً مسيرةً فلسطينيةً قصفت هدفاً داخلَ كيانِ الاحتلالِ ثُم عادت الى قواعدِها سالمة، الا انه يصبحُ يقيناً معَ معادلاتِ أيلول. مسيراتٌ غزاويةٌ تدخلُ معادلةَ الردعِ معَ كيانِ الاحتلالِ في صفعةٍ للاحتلالِ على الحدودِ الجنوبيةِ وهو لم يستفق بعدُ من الضربةِ المدويةِ على الحدودِ الشماليةِ في صلحا. فمهابةُ وقوةُ وشجاعةُ المقاومةِ فرضت على هذا العدوِ لمدةِ اسبوعٍ حزاماً امنياً داخلَ شمالِ فلسطينِ المحتلةِ وهو الذي فرضَ حزاماً امنياً لمسافةِ كيلومتراتٍ داخلَ الاراضي اللبنانية في العامِ الفٍ وتسعمئةٍ وخمسةٍ وثمانينَ بحسبِ عضوِ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله.
ومعَ انقلابِ الصورةِ على الحدودِ معَ فلسطينَ المحتلة، فانَ البلدَ يحتاجُ داخلياً الى صورةٍ وطنيةٍ جامعةٍ للخروجِ من ألازمات. ولا شكَ أنَّ اللقطاتِ من اعالي اللقلوق الى عين التينة تُدعّمُ ذلكَ شرطَ استبعادِ فرضيةِ الانقلاباتِ السريعة.
في السعودية، انقلابٌ غيرُ مسبوقٍ على تقاليدِ الحكم. فللمرةِ الاولى يُعيِّنُ الملكُ نجلَه وزيراً للطاقة. أمرٌ ملكيٌ يُقيلُ خالد الفالح من منصبِه ويُنَصِّبُ عبد العزيز بن سلمان على رأسِ امبراطوريةِ الذهبِ الاسودِ في توقيتٍ يثيرُ الكثيرَ من التساؤلاتِ والاستغراب. فهل وصلَ كابوسُ عدمِ الثقةِ الذي يعيشُه وليُّ العهدِ الى حدِّ ان يكلِّفَ أخاهُ بهذا المنصبِ في خطوةٍ تزيدُ من شدةِ القبضةِ السلمانيةِ على مقاليدِ الحكمِ في السعودية؟ أم أن المرحلةَ المفصليةَ التي تعيشُها المملكةُ تفرضُ هذا التغييرَ الاستثائي؟ فمحمد بن سلمان في امسِّ الحاجةِ الى المزيدِ من الاموالِ لتمويلِ حروبِه وتعويضِ هزائمِه ورفدِ ما يصفُها بروئيتِه الاقتصاديةِ المستقبليةِ خاصةً معَ انخفاضِ أسعارِ النفطِ عالمياً وانعكاساتِها على أسهمِ ارامكو التي يستعدُّ لطرحِها في البورصةِ العالميةِ بهدفِ الحصولِ على مئةِ مليارِ دولار.
المصدر: قناة المنار