ربما تكون العولمة نعمةً ساهمت في النمو السريع الذي حدث في أسواق المال وثراء حملة الأسهم في أميركا، حتى أزمة المال في عام 2008، لكن هذه النعمة انقلبت إلى نقمة بعد الهجرة الكثيفة لرأس المال والتقنية والصناعة الأميركية إلى آسيا وتحديداً الصين.
وحسب نتائج مسح أجرته صحيفة “لوس أنجليس تايمز” مع وكالة “بلومبيرغ”، فإن 50% من الأميركيين الذين شملهم المسح يرون أن العولمة التي فتحت الحدود للسلع والخدمات أضرت بالاقتصاد الأميركي، فيما قال 26% فقط إنها كانت مفيدة.
ولا يستبعد خبراء اقتصاد أن تكون إحدى نتائج العولمة هي تخلف أميركا صناعياً مقابل تقدم الصين. ويرى الخبراء أنفسهم أن هجرة التقنية المالية والصناعية من أميركا إلى الصين هي السبب الرئيسي في الحرب التجارية الطاحنة التي تخوضها أميركا ضد الصين على عدة جبهات، وربما تنتهي بكساد للاقتصادين الأميركي والعالمي.
في هذا الصدد، يرى الاقتصادي الأميركي بول جورج كريج روبرتس، في تحليل بمعهد دراسات الاقتصاد السياسي الأميركي، أن العولمة دمرت الاقتصاد الأميركي وأفادت دول العالم، خاصة الصين التي استفادت كثيرا من التقنية والخبرات الأميركية، وذلك عبر الهجرات المكثفة لكبرى الشركات الأميركية إليها.
ويقول كريج في تحليله، الذي نشره قبل 3 أيام على موقع المعهد، إن مشكلة الاقتصاد الأميركي أن العولمة فككت ركائزه الصناعية، حيث هاجرت الشركات الأميركية للتصنيع خارج البلاد.
وقال إن هذه الهجرة أدت إلى هجرة الوظائف والخبرات الأميركية، كما خفضت من القدرات الأميركية في الصناعة والاختراع والبحث العلمي.
وأضاف أن النمو الذي تشهده أرباح الشركات حالياً، يعود إلى النمو القوي في القوة الشرائية الأميركية وخفض الضرائب، ولكنه نمو على المدى القصير ويتم على حساب النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وأشار إلى أن هذه الهجرة حولت الاقتصاد الأميركي من اقتصاد ينتمي إلى العالم الأول إلى اقتصاد ينتمي إلى اقتصادات العالم الثالث، إذ تم إهمال الصناعة التي كانت قوة دفع الاقتصاد الأميركي طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
المصدر: العربي الجديد