بعدَ أن كتمَ نبوتَه الكاذبةَ لسنوات خرجَ الرئيسُ الاميركيُ زاعماً أنَ اللهَ اختارَه لامانةٍ لم يَحملها أسلافُه. فخلالَ مؤتمرٍ صحافيٍ عقدَه فجأةً في البيتِ الأبيضِ يقولُ دونالد ترامب “هذه ليست حربي التجاريةَ على الصين ، هذه حربٌ كانَ يجبُ أن يخوضَها منذُ وقتٍ طويلٍ رؤساءُ آخرون ، مستعيراً مصطلحاً توراتياً “أنا هو المختار”.
ومن تنصيبِ نفسِه مُرسلاً لخوضِ حربٍ تجارية، الى ملكٍ لبني اسرائيلَ طالباً من اليهودِ الاميركيينَ أن يدفعوا دَيناً سابقاً في موسمِ الانتخابات. “ما من رئيسٍ على الإطلاقِ قامَ بما قمتُ به لإسرائيل، من مرتفعاتِ الجولانِ والقدسِ الى إيرانَ”، يقولُ الرئيسُ الاميركي.
ومع انتحالِ ترامب صفةَ “المختارِ” لمحاربةِ اقتصادِ الصينِ العملاق، هل ينجو لبنانُ المرهقُ اقتصادياً من شركاتِ التصنيفِ الائتمانيةِ الاميركيةِ التي هي بالتأكيدِ ليست بالملائكة؟ لبنانُ يبدو أنه اُعطيَ فترةَ ستةِ أشهرٍ اضافيةً قبلَ اعلانِ تصنيفِه الجديد، فهل تبقى الاعتباراتُ الماليةُ والاقتصاديةُ هي الحاكمةَ أم ستدخلُ الضغوطُ والاعتباراتُ السياسيةُ على الخط؟ لكنَ الاهمَ أن لا نكونَ عوناً لمن يتربصُ بلبنانَ شراً بخلافاتٍ قد تُعطلُ البلادَ لاسابيعَ كما حصلَ مؤخرا. فالحمدُ لله التأمت الحكومةُ بجلسةٍ منتجةٍ بعدَ غيابٍ قسريٍ واثرَ جهودٍ ولقاءاتٍ أثمرت عودةً الى ممارسةِ الحياةِ السياسية. جهودٌ نوهت بها كتلةُ الوفاءِ لللمقاومةِ مشددةً على منطقِ الحوارِ لمعالجةِ نقاطِ الاختلافِ في الشأنِ الداخلي.
جلسة حاول البعض خلالها الجعل من مسلماتٍ وطنية نقاط خلاف. مقترح قواتي لاضافة عبارة حصرية السلاح بيد الدولة على قانون الدفاع الوطني يرد عليه وزير الدفاع بالقول ان الامر خارج النقاش، ومع الاصرار القواتي ، يطلب الوزير محمود قماطي اضافة معادلة الجيش والشعب والمقاومة ليتدخل رئيس الحكومة طالبا من القوات التراجع وابقاء الامور على ما كانت عليه.
وفي الشأنِ الخارجي الاقليمي، معادلةُ المنطقِ مقابلَ المنطقِ والقوةِ مقابلَ القوة ِ أطلقَها رئيسُ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانيةِ في وجهِ الغطرسةِ الاميركية. كلامُ الشيخ روحاني جاء خلالَ الكشفِ عن منظومةِ power بور الصاروخيةِ جو ارض التي قال فيها اِنها تضاهي منظومةَ “الاس ثلاثُمئة” الروسيةَ لا بل تقتربُ من الاس اربعُمئة.
المصدر: قناة المنار