سجل العلماء الذين يديرون مرصد “كيك” (عبارة عن مرصدين يقعان على ارتفاع 4.145 م على قمة ماونا كيا في هاواي)، انفجارا قويا بالقرب من الثقب الأسود الهائل ” Sgr A*” في مركز مجرة درب التبانة.
وقال عالم الفلك الشهير، فيل بلايت، يمكن لهذا الانفجار، الذي حدث في نهاية مايو/أيار، أن يدمر نجما أو يمتص كمية كبيرة من المادة.
وأعلن عالم الفلك، توان دو، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، قائلا: “لدينا الآن فرضيتان: الأولى استطاع الثقب الأسود “Sgr A*” أن يمتص النجم “S0-2″ الذي اقترب منه في مايو من العام الماضي. بينما الفرضية الثانية، فإنها لا تستبعد احتمال وصول الثقب الأسود إلى جزء من السحابة الغازية ” G2″ والتي اقتربت منه لمسافة خطيرة قبل خمس سنوات”.
يشار إلى أنه “يعيش” ثقب أسود غير طبيعي في مركز مجرة درب التبانة وجميع المجرات الأخرى في الكون. والثقب الذي يعيش ضمن مجرتنا أثقل بأربعة ملايين مرة من الشمس ويقع على مسافة 26 ألف سنة ضوئية من الأرض.
ويحيط بهذا الثقب الأسود، الذي أطلق عليه العلماء اسم “Sgr A*” العشرات من النجوم والعديد من غيوم الغاز الكبيرة، والتي تقترب بشكل دوري إلى مسافة خطيرة من الثقب.
والمثير للاهتمام أن الثقب الأسود “Sgr A*”، وعلى خلاف العديد من الثقوب السوداء الضخمة، يقع في حالة سبات ولا تظهر أي حالات نشاط له. وكان من المفترض أن يتم إيقاظه بعد أن يقوم بامتصاص نجم أو سحابة غازية، ليمنح العلماء فرصة لدراسته بشكل تفصيلي أكثر من ناحية الانبعاثات وكيفية امتصاصه للمادة.
ولم يكن لهذه الآمال أن تتحقق أبدا، كما اعتقد الفلكيون، حيث أظهرت الملاحظات أن أول اقتراب للثقب الأسود مع النجم والسحابة الغازية لم ينتهي بأي شيئ، أي أن الثقب الأسود لم يمتص أي جزء من المادة، كما لم يتم تسجيل أي انفجار.
ووفقا للعالم فيل بلايت، فقد تغير الوضع بشكل كبير في منتصف شهر مايو من هذا العام، عندما بدء العالم وزملاؤه بتسجيل تغييرات كبيرة وسريعة للغاية في قوة توهج الأشعة تحت الحمراء للثقب الأسود، حيث زاد سطوعها، في بعض الحالات، إلى أكثر من 75 ضعفا عن الطبيعي، ثم انخفضت بسرعة كبيرة.
ووفقا للعالم، فإن معظم الحرارة والضوء المنبعث من الثقب الأسود يتم امتصاصها عبر “طبقة” سميكة من الغبار والغاز تحيط بمركز المجرة، لذلك فإن هذه التحولات والتغييرات الحادة في سلوك الثقب، يمكن أن تكون إشارة لاستيقاظه.
المصدر: سبوتنيك