اجتمعَ العالمُ الاسلامي في عيدِ الاضحى بِسُمُوِّ معانيهِ ودروسِهِ، والحُجاجُ الموحِدونَ روحاً وايماناً في مكةَ المكرمة تركوا كُلَ فوارقِهِم واثبَتوا مستوى الرحمةِ والعدالةِ والمساواةِ التي اَمَرَ بها الاسلامُ، وبَدَدَها للاسفِ الكثيرُون مِن مُدَعِّي الاسلام..
الحجُ ليس مَوسِمًا واموالاً ومغانِمَ تُجمَعُ وتُصرَفُ على ذبحِ وقتلِ المسلمينَ والابرياء، بل مَنهجٌ وتربيةٌ سُنَّت لتبقى معَ الانسانِ في كلِ مكانٍ وزمان، ولا تُستَبدَلَ بارهابٍ وتجويعٍ وحِصارٍ يُفرَضُ على الملايينِ من البشر..
في عيدِ الاضحى، كلمةٌ مُوحَّدَةٌ حولَ العالمِ ضدَ الظلمِ على تَعدُدِ اَشكالِه، واقساهُ ذلكَ الذي يَضرِبُ اليمنَ، وفِلَسطينَ التي تتصدرُ قضيتُها الاهتماماتِ مَهما كَثُرَتِ المؤامرات.
اما لبنانُ، فدخلَ العيدَ بنَفَسٍ مُريحٍ في السياسةِ بعدَ مصالحةِ بعبدا، ولكنه لا يزالُ مُثقَلاً باعباءٍ وهمومٍ يُحبِذُ المواطنونَ لو تكونُ لها اجاباتٌ بعدَ العطلة. اَقَلُّهُ، أن يَرَوا حكومَتَهُم تعمَلُ بجُهدٍ يُعوِضُ تداعياتِ تعطيلِها اَكثرَ من شهر..
ومن امنياتِ العيدِ اَن يكونَ لبنانُ بعيداً عن اَزَماتٍ جديدةٍ، وقادراً على الخروجِ من مشاكلَ مستفحِلَةٍ، واخرى قد تنفجَرُ فجأةً، كأزمةِ النُفاياتِ التي تَطرُقُ بابَ كلِ اللبنانيينَ مجدَدا بعدما امتلأتِ المطامر، ولم تُفعَّلِ الخُططُ والحلولُ المُخَصَّصَةُ لها.