توقف البيت الأبيض عن اتخاذ قرار بشأن تراخيص الشركات الأميركية لإعادة العمل مع شركة هواوي الصينية، بعد أن قالت بكين إنها ستتوقف عن شراء السلع الزراعية الأميركية، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، مما تسبب في هبوط أسهم الشركات الأميركية التي كانت قد تقدمت بطلبات منح تراخيص للعمل مع هواوي.
وقال وزير التجارة ويلبر روس، الذي فحصت وزارته الطلبات لاستئناف المبيعات، الأسبوع الماضي، إنه تلقى 50 طلبا وإن قرارا بشأنها لم يبت فيه بعد.
ويطلب من الشركات الأميركية ترخيصا خاصا لتزويد هواوي بالبضائع بعد أن أضافت الولايات المتحدة عملاق الاتصالات الصيني إلى قائمة سوداء للتجارة في مايو/أيار بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
الضربة للشركات الأميركية
هز قرار الولايات المتحدة الأسهم والسندات والعملات وحتى أسعار فول الصويا في جميع أنحاء العالم.
وانخفضت أسهم موردي هواوي الأميركيين بعد هذا القرار بشكل واضح، حيث انخفض سهما ويسترن ديجتال وميكرون بنسبة 2.2% بعد أنباء التأخير في الموافقات على التراخيص، في حين تراجعت أسهم جميع الشركات التي تتعامل مع هواوي مثل كوالكوم وإكسلينيك ونيوفوتونكس كورب بأكثر من 1% بعد ساعات من الإعلان.
الهدنة التجارية تنهار
قال الرئيس دونالد ترامب في أواخر يونيو/حزيران بعد موافقته على الهدنة التجارية التي كسرت الآن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في اليابان، إنه سيجري تخفيف بعض القيود المفروضة على هواوي.
لكن هذا الوعد كان يتوقف على قيام الصين بزيادة مشترياتها من المزارعين الأميركيين، وهو ما قال ترامب إن الدولة فشلت في تحقيقه.
وتصاعدت التوترات أكثر الأسبوع الماضي، حيث قال ترامب إنه سيفرض تعريفة بنسبة 10% على 300 مليار دولار من الواردات الصينية اعتبارا من 1 سبتمبر/أيلول، ووصفت وزارة الخزانة الأميركية رسميا الصين بأنها تتلاعب بالعملات.
ومع ذلك، قال ترامب الأسبوع الماضي إنه لا توجد خطط لإلغاء القرار الذي اتخذه في اليابان للسماح بمزيد من المبيعات من قبل الموردين الأميركيين للمنتجات غير الحساسة لشركة هواوي. وقال إن قضية هواوي لا تتعلق بالمحادثات التجارية مع الصين.
ولم يدل البيت الأبيض بتعليق فوري، ورفضت وزارة التجارة التعليق على القرار. كما رفضت هواوي أيضا التعليق على تساؤلات بلومبيرغ. كما لم ترد وزارة الخارجية والتجارة الصينية على الفور على طلبات الفاكس المرسلة للتعليق.
التكنولوجيا ساحة الحرب
وصلت شركات التكنولوجيا بالفعل إلى البيت الأبيض للحصول على التراخيص السريعة التي تسمح لها باستئناف بعض شحنات المكونات إلى هواوي.
وتعد الشركة الصينية واحدة من أكبر المشترين في العالم لأشباه الموصلات. حيث يعتبر استمرار الوصول إلى هذا السوق أمرا مهما بالنسبة إلى صانعي الرقائق، مثل إنتل وكوالكوم، الذين أرسلوا رؤساءهم التنفيذيين للقاء ترامب في يوليو/تموز.
وصرحت شركات مثل إكسلنكس وميكرون علنا بأنها تقدمت بطلب للحصول على تراخيص ودعت الولايات المتحدة إلى السماح لها باستئناف العمل مع هواوي.
وتزعم الشركات أن العديد من منتجاتها يمكن الحصول عليها بسهولة من منافسيها في الخارج، مما يجعل الحظر غير فعال ويضر أيضا بالصناعة التي من المفترض أن تستفيد من النزاع التجاري مع الصين كما وعد ترامب.
وقد قدم بعض صانعي المكونات الإلكترونية المقيمين في الولايات المتحدة بالفعل تقاريرهم عن المبيعات وطرحوا تنبؤات تُظهر الآثار السلبية للنزاع التجاري مع الصين.
المصدر: فلسطين الآن