يُطلق البعض على الكلاب عادة لقب “الصديق الوفي”، ربما لما تقدمه من خدمات لأصاحبها، لكن عندما يتعلق الأمر بتحديد ما إذا كانت التسجيلات الصوتية حقيقية أم مزيفة، فإن الكلاب قد لا تكون ذات جدوى.
وأظهرت نتائج دراسة قدمها باحثون في مؤتمر للأمن القومي الإلكتروني في لاس فيغاس هذا الأسبوع، أن للفئران قدرة كبيرة على التمييز بين عناصر الكلام الطبيعي ونظيرتها غير الطبيعية.
ومن شأن نتائج هذه الدراسة أن تساعد شركات التكنولوجيا على القيام ببناء أنظمة لاكتشاف الأصوات المحوسبة التي تنتجها أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتعرف على الأصوات المزيفة.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن هذه الدراسة جاءت في وقت يتنامى قلق الخبراء حيال تطور أدوات تزوير الأصوات وكذلك الصور من خلال تجميع العديد من التسجيلات الصوتية والصور وتقطيعها بطريقة تبدو كما لو أنها حقيقية. ويكمن القلق في إمكانية استخدام هذه التقنية في مدى تأثيرها على الانتخابات أو شن هجمات عبر الإنترنت من خلال انتحال شخصية المسؤولين التنفيذيين أو الأفراد المستهدفين.
ودرب الباحثون مجموعة من فئران على التمييز بين الصوتيات، مثل الأصوات المرتبطة بالأحرف P وB وT في اللغة الإنجليزية، والتي يزيد عددها عن 40 صوت.
وقد تم تدريب الفئران على الذهاب من مكان إلى آخر عند سماع مقاطع صوتية معينة، ومن ثم مكافأتها إذا تمكنت من تحديد المحتوى بشكل صحيح. ومع مرور الوقت تعلمت الفئران التمييز بين صوتين على الأقل.
وأثبتت التجارب المتكررة أن الفئران تمكنت من التمييز بين الكلمات بشكل أفضل، واستطاعت التقاط الأصوات المحاكاة (المزيفة) بدرجة دقة بلغت حوالي 75 بالمئة.
وأشار الباحثون إلى أن الفئران لديها أنظمة سمعية مماثلة للبشر من حيث قدرتها على التعرف على مجموعة من الأصوات المعقدة والتمييز بينها.
ومن هنا انطلقت جاءت الاستعانة بالفئران، إذ افترض الباحثون أنه يمكن لهذه الحيوانات الصغيرة التعرف على مجموعة من الأصوات التي يمكن توليفها، وتحديد ما هي إذا كانت حقيقة أم لا.
المصدر: سكاي نيوز