تجمع كل الأبحاث على ضرورة شرب الماء في الصيف لتعويض الجسم عن فقدانه للسوائل من خلال التعرق. وهذا ثابت للمرء، حيث يلاحظ أنّ الإنسان يصبح قليل التبول في الصيف بسبب التعرق، وهذا يعني أنّ الجسم يفقد سوائله، وعلى المرء أن يُكثر من الشرب حتى يستعيد مستوى تبوله الطبيعي. لكنّ شرب الماء في الصيف يبدو مشروطاً لدى أغلب الناس بأن يكون الماء باردا. وهكذا حين يصطحب المسافر قنينة ماء معه، وترتفع درجة حرارة الماء في القنينة، لا يعود المسافر راغباً في شربه! وهذا طبيعي، لكنّ الأسئلة تدور حول الماء البارد، أو بالأحرى المثلّج الذي يفضّله أغلب الناس رغم تهديدات الأمهات والأحبة بأنه سيعرضهم لنزلات برد. ولكن كل هذه التحذيرات لا تدعمها البحوث الطبية، حيث كشف موقع “ساينس أي بي سي” العلمي الهندي أن لا ضرر ثابت في شرب الماء البارد، باستثناء كونه يعرض عملية الهضم إلى عسر بفعل تقلص عضلات المعدة
ويشير الموقع إلى أنّ تعاليم العلاج الهندي الموسوم بـ “آيورفيديك” تؤكد أن تناول الماء المثلّج يقلق توازن الجسد ويبطئ من عملية الهضم. وتعليلهم لذلك أنّ للجسم حرارة داخلية تدور حول 36-37 درجة مئوية، وأنّ شرب الماء البارد بكميات كبيرة وبسرعة سيهبط بدرجات حرارة الجسم الداخلية إلى معدلات أقل، ما يكلف الجسد مزيداً من الطاقة لاستعادة الحرارة، وهذا يفسر الشعور بالارتخاء بعد عب الماء البارد، الذي يفسره الشاربون بأنّه ارتواء، وهو بالحقيقة هبوط حرارة مركز الجسد.
لكن، بشكل عام، تتفق مراكز البحث الطبي على أن شرب الكثير من الماء إن كان باردا أو دافئاً يساعد على طرد السموم من الجسم، ويسهّل الهضم، ويمنع الإمساك.
بعض الدراسات، تفيد أن شرب الماء البارد أثناء إداء التمارين الرياضية قد يحسّن من أداء المتدرب ويقوي قدرته على التحمل. وقد أفادت دراسة أجريت عام 2012 على 45 رجل سليم البدن تناولوا الماء البارد أثناء أداءهم تمارين رياضية، قد ساهم إلى حد كبير في خفض درجة حرارة داخل أجسادهم مقارنة بهم حين شربوا ماء بنفس درجة حرارة غرفة التمرين
وتحذر بعض الأبحاث الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في المريء وفي الحنجرة من تناول الماء البارد، ولاسيما المصابين منهم بمرض” آخالاسيا” وهو مرض يؤدي بالمصاب إلى صعوبة بلع الطعام والسوائل. وقد أثبتت الدراسات أن المصابين بهذا المرض قد يتعرضون لمضاعفات صحية في حال عبهم الماء البارد في الصيف خاصة، ولكنّ الذين عانوا من تلك الأعراض، ما برحوا أن شفوا حال تناولهم ماء ساخنا، وعاد بإمكانهم البلع بسهولة.
ويزعم كثيرون أن شرب الماء البارد بإفراط يساعد إلى حد كبير في تخفيف الوزن، مستندين إلى دراسات تفيد بأنّ شرب المزيد من الماء يساعد البدن على حرق سعرات حرارية، لكن تلك الدراسات لا تضع فرقاً بين شرب الماء البارد وشرب الماء بدرجة حرارة الغرفة العادية في البلدان معتدلة الأجواء
المصدر: dw. arabic