ربما يكون انتفاخ المعدة مجرد شعور بالضيق يحدث لفترات متقطعة لدى البعض، لكنه بالنسبة للبعض الآخر، قد يكون أمرا مقلقا يؤثر على حياتهم بشكل كبير على المدى البعيد.
وعندما يحدث انتفاخ المعدة جنبا إلى جنب مع أعراض أخرى، فقد يكون هذا إشارة إلى أن هناك أمرا مهما يحدث في الجسم ويتطلب مزيدا من البحث.
وتقدم المعالجة الغذائية كلير بارنس من مركز Bio-kult، عدة علامات يجب أن تكون على دراية بها، ترافق الانتفاخ، ما قد يوفر بعض المؤشرات لما يمكن أن يحدث في الجسم .
1- التجشؤ:
إذا حدثت أعراض الانتفاخ جنبا إلى جنب مع التجشؤ، فقد يشير ذلك إلى بعض المشكلات في الجهاز الهضمي العلوي بما في ذلك المعدة والأمعاء الدقيقة.
وأوضحت كلير: “فرط نمو الخميرة في الأمعاء الدقيقة وحتى المعدة (غالبا ما تكون المبيضات البيضاء)، يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض التجشؤ والانتفاخ والغاز”، مشيرة إلى أن فرط نمو “المبيضات البيضاء” يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في البيئة لكل من المعدة والأمعاء الدقيقة، لأنها قادرة على تحديد البيئة الحمضية والقلوية.
ويمكن أن يؤثر التغيير في درجة الحموضة على الميكروبات الأخرى التي تعيش في الأمعاء الدقيقة وربما يتسبب في خلل في ميكروبيوم الأمعاء (dysbiosis).
ويمكن أن تساعد مضادات الفطريات مثل الثوم، مع زيادة عدد البكتيريا المفيدة عن طريق الأطعمة المخمرة مثل الزبادي واللبن الرائب وغيرها، على الحد من زيادة نمو الخمائر وتحسين توازن الأحياء الدقيقة في القناة الهضمية.
2- الإجهاد:
يلاحظ الكثير من الناس أن أعراض الانتفاخ تكون أسوأ في أوقات التوتر والقلق، وأوضحت كلير: “هذا ليس مفاجئا، فعندما يتم تنشيط الجهاز العصبي في أوقات التوتر، يتحول تدفق الدم بعيدا عن الجهاز الهضمي، ما يقلل من إنتاج إنزيم الهضم وحركة الأمعاء، وبالتالي يحتمل أن يسبب التهابا ويصبح مصدرا غذائيا لبكتيريا الأمعاء الأقل رواجا والتي تولد المزيد من الغاز”.
3- ألم البطن:
تختلف أعراض القولون العصبي لدى كل فرد، لكن أهم الأعراض المعروفة هي الانتفاخ وآلام البطن أو التشنجات.
ونصحت الدكتورة كلير: “بالنظر إلى أهمية ارتباط القناة الهضمية، فمن الواضح أن ما يحدث في الأمعاء من المحتمل أن يكون له تأثير على مزاجنا وأحاسيسنا العصبية”.
وربطت النتائج الحديثة بين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء وألم البطن ما يشير إلى قدرة الميكروبات على تعديل حساسية الألم، وأظهرت الدراسات أن استخدام مكملات البكتيريا الحية يمكن أن يلعب دورا في تنظيم اضطرابات آلام البطن.
4- فقدان الوزن عن غير قصد:
قالت كلير إن الانتفاخ إلى جانب فقدان الوزن يتطلب المزيد من البحث، وأوضحت: “من المحتمل أن تكون هناك مشكلات في سوء الامتصاص إذا حدث فقدان الوزن دون محاولة إنقاص الوزن. وقد تكون مشاكل سوء الامتصاص ناتجة عن مرض الاضطرابات الهضمية، بسبب قصور إنزيم الهضم أو ربما بسبب الإجهاد”.
ومن المهم للغاية طلب المشورة من أحد مقدمي الرعاية الصحية إذا كان لديك شك في أنك تعاني من حساسية الغلوتين.
5- حالات تتعلق بالجلد:
يمكن أن يؤدي الانتفاخ والالتهاب في الأمعاء إلى التهاب في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الجلد.
وقالت كلير: “إن فرط نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء يمكن أن يزيد من الالتهابات في الأمعاء وربما يؤدي إلى تلف الحاجز المعوي”، وأضافت: “السموم التي تنتجها البكتيريا الضارة يمكنها عبور حاجز الأمعاء التالف، والذي قد ينتهي به الأمر إلى إفرازه عبر الجلد وبالتالي تعطيل توازن الجلد”.
وفي هذه الحال يجب الاتصال بأخصائي تغذية حيث يمكنه مساعدة المريض في اتباع نظام قادر على شفاء الأمعاء.
المصدر: روسيا اليوم