أشارت دراسات عديدة إلى أن قضاء فترة زمنية طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون، يرتبطان بأعراض الاكتئاب لدى الشباب، والآن تكشف دراسة جديدة إلى أي مدى يمكن أن يتداخل وقت الشاشة والاكتئاب.
فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة “جاما” لطب الأطفال إلى أن كل ساعة إضافية يقضيها الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز، تزيد من أعراض الاكتئاب لديهم.
وأوضح الباحثون أن الدراسة الحالية هي الأولى التي تقدم تحليلاً تطويرياً للاختلافات في الاكتئاب والأنواع مختلفة لوقت الشاشة.
ووجد الباحثون أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، وترتبط كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي يقضيه الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب خلال السنة ذاتها.
وارتبط الميل إلى مشاهدة مستويات عالية بالفعل من التلفزيون على مدار أربع سنوات دون زيادة باكتئاب أقل. لكن الباحثين وجدوا أن كل زيادة لمدة ساعة واحدة في متوسط الوقت الذي قال الطلاب إنهم يقضونه في مشاهدة التلفزيون خلال عام معين يرتبط بزيادة في شدة أعراض الاكتئاب في تلك السنة.
ووجدوا ايضا أن زيادة استخدام الكمبيوتر على مدار 4 سنوات ارتبطت بزيادة الاكتئاب، ولكن أي زيادة أخرى في الاستخدام في نفس العام لم ترتبط بزيادة شدة الاكتئاب، ولم يتم العثور على ارتباطات كبيرة بين ألعاب الفيديو وأعراض الاكتئاب.
وخضعت الدراسة لبعض القيود، بما في ذلك أنه تم العثور على ارتباطات فقط بين وقت الشاشة والاكتئاب. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة سببية من أجل الإجابة على السؤال التالي: هل يمكن للشباب الذين يعانون بالفعل من هذه الأعراض قضاء المزيد من وقت الشاشة، أو هل يمكن لوقت الشاشة المفرط أن يعزز الأعراض؟
وبالإضافة إلى ذلك، وبينما ميزت الدراسة بين أنواع مختلفة من وقت الشاشة، هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتمييز بين المنصات والأنواع المختلفة منها، مثل “سناب شات” مقابل “انستغرام” لوسائل التواصل الاجتماعي، وبعض البرامج الكوميدية مقابل برامج الواقع عند مشاهدة التلفزيون.
وقال الدكتور مايكل بلومفيلد، خبير استشاري الطب النفسي في كلية لندن الجامعية، والذي لم يشارك في الدراسة إن “الصحة العقلية مهمة حقاً للشباب، لأن المراهقة هي الفترة التي تتطور فيها أدمغتنا. لذلك، فإن اكتئاب الشباب يمكن أن يكون له آثار خطيرة على التطور النفسي والأكاديمي لشخص ما، والذي يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على الصحة العقلية في مرحلة البلوغ.
ويمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفيدة للراشدين والمراهقين للتعلم والاتصال بالأصدقاء، لكن الخبراء يوصون باستخدامها باعتدال.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الآباء بوضع حدود ثابتة لعدد الساعات التي يقضيها أولادهم في سن المراهقة على الشاشات، كما توصي بضرورة عدم تعارض وقت الشاشة مع التمارين اليومية للشباب والنوم، وتجنب التعرض للأجهزة أو الشاشة لمدة ساعة واحدة قبل وقت النوم.
المصدر: سي ان ان