اقترح جون آشتون الخبير البارز في وزارة الصحة البريطانية المدير السابق لكلية الصحة تحويل جوانب الطرق السريعة -بما فيها المسارات المخصصة للدراجات- ومناطق المصانع القديمة والمواقع الصناعية السابقة إلى مناطق لدفن الموتى، وذلك عقب امتلاء مقابر ومحارق الجثث رغم كثرة عددها.
وأشار آشتون إلى أن النتيجة ستكون بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد لو تم إنشاء غابات ومساحات خضراء جديدة تساعد على تجميل البيئة وتحسين المناخ وزيادة فرص الوصول للأرياف، بالإضافة إلى معالجة أزمة المقابر، وقال إن العديد من الموتى يتم دفنهم في مقابر خضراء عبر وضعهم في نعوش أو أكفان غير قابلة للتحلل ومن دون تحنيط للجثث، في حين أنه غالبا ما تتم زراعة الأشجار كجزء من عملية الدفن.
وأضاف أن “لدينا ما يتراوح بين 500 ألف و600 ألف حالة وفاة سنويا في إنجلترا وويلز، فإذا تم دفن كل ميت داخل قبر أخضر وقام جميع أهالي الموتى بزرع الأشجار فسيكون باستطاعتنا زرع نصف مليون شجرة سنويا”.
ورغم أن حرق الجثث يبدو حلا أمثل في بريطانيا فإن الخبراء يقولون إن لهذه العملية مشاكل عدة أيضا، وإن العديد سيقعون في حيرة بشأن اختيار القارورة المناسبة لحفظ رماد الموتى، بالإضافة إلى أنها تساهم في تلوث الهواء وتتطلب كمية كبيرة من الوقود.
ناقش آشتون التطورات الجديدة المتعلقة بقضية التخلص من جثث الموتى من خلال مجلة الجمعية الملكية للطب، وقال “إن أحدث الاختراعات الأميركية هو السماد البشري، ويتم إنتاجه عبر عملية توضع فيها الجثث مع رقائق من الخشب والقش وأوراق البرسيم داخل أوعية فولاذية قابلة لإعادة الاستخدام، وذلك بعد إزالة الأطراف الصناعية والمفاصل وأجهزة ضبط نبضات القلب”.
وأعلنت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المقابر وإدارة محارق الجثث جولي دانك أن المؤسسة كانت تدافع عن عملية إعادة استخدام المقابر منذ فترة طويلة دامت 75 سنة، للتخفيف من أزمة المساحات المخصصة لدفن الجثث، وأنها رحبت باتباع أساليب جديدة.
وأضافت دانك أن “من الواجب علينا حماية كوكب الأرض، سواء كنا أمواتا أو أحياء، وفي كلتا الحالتين يجب مراعاة الأفكار الجديدة التي توفر حلا محترما ومناسبا للتخلص من الجثث دون أن نجعل هذا الكوكب يدفع الثمن”.
المصدر: غارديان