العمل في وظيفة مسببة للتوتر الشديد قد يجعلك تفقد صحتك العقلية نظرا للتداعيات السلبية الناتجة عن معاناتك اليومية.
في هذا السياق، قدمت الكاتبة تافي دولار، في مقالها الذي نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي، بعض النصائح للحفاظ على الصحة العقلية في حال كنت تزاول وظيفة تكون فيها نسبة التوتر والضغط مرتفعة.
وقالت الكاتبة إن كل موظف سبق له أن تلقى رسالة من مديره خارج أوقات العمل يذكره فيها بالموعد النهائي لتسليم العمل، أو رسالة تفيد بأن العميل غير راض عن عمل قمت به. وفي الغالب، يجعل هذا الأمر الموظفين يشعرون بالإرهاق والإجهاد الذي يضر بصحتهم العقلية.
وفي الوقت الذي تحرص فيه بعض الشركات على ضمان راحة وصحة موظفيها، لا تبدي أخرى عديدة اهتماما بموظفيها ولا تتعاطف معهم أبدا. ولهذا السبب، لا بد من اتخاذ بعض الخطوات للحفاظ على صحتنا العقلية خلال مسيرتنا المهنية.
الاستراحة مهمة
أكدت الكاتبة ضرورة أخذ استراحة قصيرة بين الفينة والأخرى. فنحن نعتقد أن العمل بلا انقطاع والتخلي عن فترات الراحة خلال اليوم دليل على شغفنا والتزامنا بالعمل، ناهيك عن أن أغلب الموظفين يتناولون الغداء في مكاتبهم ويظلون جالسين هناك لمدة قد تصل إلى تسع ساعات متتالية.
في المقابل، يجب تشجيع الموظفين على أخذ استراحة لمدة 15 دقيقة في الصباح وبعد الظهر، نظرا لأن ذلك يسمح لهم بالاسترخاء والعودة إلى العمل بنشاط.
الاهتمام بالصحة الجسدية
ينبغي على الموظفين ممارسة الرياضة بانتظام، لاسيما وأنها تؤثر بشكل كبير على صحة المرء العقلية، وإذا لم نهتم بأجسامنا ولم نمارس الرياضة أو المشي خلال اليوم فإننا على هذا النحو نعرض صحتنا للخطر.
وفي بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تخصيص بعض الوقت للذهاب للصالة الرياضية أو القيام ببعض النشاطات. ومع ذلك، ينبغي عليك تحديد وترتيب أولوياتك.
ولابد من أخذ استراحة أو إجازة حتى يتسنى لك استعادة توازنك العقلي. فعلى سبيل المثال، يمكنك تخصيص ثلاثين دقيقة لممارسة بعض التمارين الرياضية أو تناول الغداء بعيدا عن المكتب، ذلك أن التمتع بقسط من الراحة بعيدا عن العمل من شأنه أن يساعدك على تحسين قدراتك على التركيز ويجعلك أكثر إنتاجية.
فالبشر ليسوا آلات، وهذا يعني أنه لا يمكننا العمل بكفاءة طوال العام دون أن نأخذ إجازة يوما أو أسبوعا نبتعد فيها عن المكتب.
الفصل بين العمل والحياة الشخصية
وأفادت الكاتبة أنه يجب على الموظف أن يفصل بين العمل وحياته الشخصية، فتخصيص بعض الوقت لنفسك ولعائلتك بعد دوام العمل سيساعدك على الحفاظ صحتك العقلية والتخلص من التوتر الذي تعيشه في بيئة العمل.
وفي حال كنت من الأشخاص الذين يتفحصون بريدك الإلكتروني باستمرار في المنزل، فاعلم أنك لا تمنح نفسك الوقت الكافي لتقدير عائلتك وأصدقائك أو الأشياء التي تجعلك سعيدا.
ولا يجب أن تضغط على نفسك أكثر من اللازم، نظرا لأن تحمل مسؤوليات تفوق طاقتك سيلحق بك الضرر أكثر مما قد ينفعك. وفي الواقع، قد يبدو هذا الأمر صعبًا لاسيما الطموحين الملهمين الذين يعتقدون أنهم قادرون على القيام بكل شيء بأنفسهم. وتجدر الإشارة إلى أن الطموح لا يمكن أن يحل محل صحتك العقلية، خاصة وأن الإفراط في العمل في مرحلة معينة سيكون غير مثمر.
ولكي تكون أكثر فاعلية، يجب أن تكون سعيدًا. لذلك، يجب أن يكون الحفاظ على صحتك العقلية أهم أولوياتك.
المصدر: ديلي ميل