قدم اليوم الاثنين، 9 سياسيين رجال وامرأتان ملف ترشحهم لرئاسة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتيريزا ماي، فيما قالت الصحف البريطانية إن بوريس جونسون هو الأوفر حظا.
وستكون مهمة الفائز في هذا السباق، إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح ماي في تحقيقه في الموعد الذي كان محددا في 29 مارس الماضي، واضطرت إلى إرجائه إلى 31 أكتوبر.
ومن بين المرشحين اندريا ليدسوم، وايستير ماكفي، اللتان تؤيدان خروج بريطانيا دون اتفاق مع بروكسل.
أما المرشحون المنفتحون على صيغة “لا اتفاق في أكتوبر”، فأبرزهم بوريس جونسون أحد أهم مهندسي فوز تيار بريكست في الاستفتاء، وهو يريد أن تخرج بريطانيا من الاتحاد في أكتوبر سواء أعيد التفاوض بشأن الاتفاق أم لا.
ويعتبر هذا السياسي المحنك الأوفر حظا لدى الناشطين في قاعدة الحزب. وهدد بعدم دفع فاتورة بريكست، وهو مبلغ يقدر ما بين 40 و45 مليار يورو في حال لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل للانسحاب.
ومن بين المنفتحين على هذه الصيغة أيضا وزير الداخلية ساجد جاويد، أول مسلم يترشح لمنصب رئاسة الوزراء في بريطانيا، ودومينيك راب الذي استقال من حكومة ماي بعد خلافات بشأن بريكست.
أما المعارضون لخروج بريطانيا بلا اتفاق في أكتوبر، فهم وزير البيئة مايكل غوف الذي أثار جدلا لاعترافه بأنه تعاطى الكوكايين عندما كان في العشرين من عمره، وجيريمي هانت وزير الخارجية الحالي، الذي قال إن خروج لندن من دون اتفاق في أكتوبر سيكون “انتحارا سياسيا”.
من جهة أخرى، يرى مارك هاربر، وهو المرشح الوحيد الذي لم يكن عضوا في فريق ماي، أن إرجاء بريكست إلى ما بعد 31 أكتوبر قد يكون ضروريا من أجل ضمان اتفاق.
أما المعارضون لخروج دون اتفاق بالمطلق، فهم روري ستيوارت الذي يشغل منصب وزير التنمية الدولية، ووزير الصحة مات هانكوك أحد النجوم الصاعدة في حزب المحافظين.
وأما سام دجيماه، فقد استقال من منصبه وزيرا للجامعات في نوفمبر للدفع باتجاه استفتاء ثان حول بريكست.
والفائز برئاسة الحزب يتولى فعليا منصب رئيس الحكومة الذي يعود إلى الحزب الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كافية تمكنه من الحكم.
وسيجري النواب المحافظون سلسلة عمليات تصويت يستبعدون خلالها المرشحين الواحد تلو الآخر، إلى أن يبقى منهم اثنان. وعندها يكون على أعضاء حزب المحافظين الذين يبلغ عددهم 160 ألف ناشط، اختيار الفائز الذي سيتولى مهامه رسميا على رأس الحكومة قبل نهاية يوليو، على أن تقود ماي المرحلة الانتقالية حتى ذلك التاريخ.
ويبدو جونسون، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، الأوفر حظا في المراهنات، إذ يعد البريطانيين بمستقبل باهر للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي.
وبوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي وبالعمل على توحيد بلده، يقدم جونسون نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين لهم هما حزب بريكست الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين أكبر حزب معارض.
وكانت الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي أكدت مرارا أنها لن تغير اتفاق الخروج الذي تم التوصل إليه في نوفمبر بين لندن والمفوضية، ورفضه النواب البريطانيون ثلاث مرات.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية