عندما يحل شهر رمضان صيفاً، يكون جسم الصائم أكثر عرضة لخسارة السوائل والأملاح نتيجة عملية التعرّق خلال النهار. يعتبر جفاف السوائل في الجسم من أبرز المشاكل التي يمكن أن تواجه الصائم نتيجة قلة ترطيب الجسم، مع ما ينتج عنها من أعراض كالإمساك.
ثمة أطعمة ينصح الصائم بالتركيز عليها بين وجبتي الإفطار والسحور، كونها تؤمن الشعور بالارتواء لمزيد من الوقت نظراً لغناها بالماء، مثل الخضر بأنواعها، لاحتوائها نسباً متساوية من الماء تقريباً. كذلك الفاكهة، لاحتوائها نسبة عالية من الماء، وبشكل خاص البطيخ والمشمش والخوخ والدراق والإجاص والبرتقال.
أما الأصناف التي تحتوي على النسبة الأدنى من الماء فهي الموز والتفاح والتين. الحساء أيضاً خيار جيد. طبعاً، يجب التركيز على شرب الماء بكميات كبرى، خصوصاً في السحور، حيث ينصح بشرب نصف ليتر من الماء.
الماء، بطبيعة الحال، هو الحل الأمثل والمشروب الأفضل مهما تعددت المشروبات والسوائل التي يمكن تناولها. إلا أن كثيرين يخطئون بشرب كميات كبيرة من الماء مرة واحدة. فالجسم لا يمتص الكمية كلّها بهذه الطريقة، بل المطلوب تناولها بشكل رشفات بطريقة متقطعة، على ألا يتم شرب الماء مع الأكل مباشرةً بل قبله بنصف ساعة، أو بعده، لتجنب النفخة وغيرها من مشكلات الجهاز الهضمي التي تعتبر شائعة في رمضان.
بالنسبة إلى العصائر، فثمة فرق كبير بين العصير المعلّب وذلك الطازج. فالأول غني بالسكر والوحدات الحرارية، بما يزيد عن الضعف وأكثر في حال المقارنة. فإذا كان كوب من العصير الطازج يحتوي على 80 وحدة حرارية مثلاً، قد يحتوي العصير المعلّب على 200 أو أكثر أحياناً، خصوصاً إذا كنا نتحدث عن الجلاب الذي تضاف إليه المكسرات. لذلك، يجب تفضيل العصير الطازج دائماً، ويبقى الماء الاختيار الأفضل لتعويض نقص السوائل. فما نتناوله غير ذلك يعتبر وحدات حرارية إضافية لا فائدة منها أحياناً.
لا تقتصر المشكلة الناتجة عن قلة تناول السوائل في رمضان على ذاك الشعور الآني بالعطش خلال ساعات الصيام، بل تذهب إلى أبعد من ذلك، وتظهر أعراض عديدة ومشاكل بسبب جفاف السوائل في الجسم في المدى البعيد. يحصل جفاف السوائل في الجسم نتيجة قلة شرب الماء، إلى جانب ارتفاع الحرارة، ما يؤدي إلى خسارة كبرى في المعادن، وبالتالي إلى هبوط في الضغط، وأعراض أخرى، كالارتجاف والانحطاط في الجسم وآلام الرأس.
لتجنّب الجفاف، يجب تناول ما لا يقل عن لتر ونصف اللتر من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور بشكل متقطع تجنباً للعطش والجفاف وغيرهما من المشاكل المرافقة الشائعة في رمضان، كالإمساك. علماً أن هذه الكمية تشمل الماء وحده، أما بقية المشروبات فمنها ما يحتوي على السكر كالجلّاب وقمر الدين، ومنها ما هو مدر للبول كالمشروبات الغنية بالكافيين (شاي، قهوة، مشروبات غازية…). أما الحساء، فيعتبر من السوائل الجيدة التي ينصح بتناولها شرط عدم إضافة الدهون إليه.
ولا بد من الإكثار من تناول الخضر والفاكهة الغنية بالماء كالبطيخ والمشمش والدراق والبرتقال والخس والبندورة والخيار. كما ينصح بعدم الخروج في ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس لتجنب التعرق، إذا كان ذلك ممكناً.
أما أبرز الأطعمة المسببة للعطش، فتتمثل بتلك الغنية بالسكر وبالدهون والمقليات، إلى جانب الأطعمة الغنية بالملح، والمناقيش والكرواسان والكنافة التي قد يتناولها البعض في وجبة السحور وتسبب العطش في ساعات الصيام.
أما بالنسبة إلى وجبة السحور، فينصح اختصاصيو التغذية بأن تكون مشابهة لوجبة الفطور في الأيام العادية، أي تتضمن الخبز أو التوست مع اللبنة أو الجبنة والخضروات من دون إضافة الملح. إضافة إلى تناول الفاكهة، وربما كوب من السحلب أو اللبن أو الحليب، لتأمين المزيد من حاجات الجسم من الكالسيوم، كما يمكن تناول اليانسون أو النعناع أو الزهورات، لكن يجب تجنب المشروبات الغنية بالكافيين التي تسبب العطش.
المصدر: العربي الجديد