تبيّن الأبحاث أنّ سبب إصابة العديد من الناس بالدوار في السيارة ناتج من اعتقاد الدماغ بأنّه قد تسمم، وقد يكون نتيجة استجابة الدماغ لما يعتقد أنه نوبة مفاجئة من التسمم. ويقول علماء إنه خلال الوجود في السيارة، يتلقّى دماغك رسائل متضاربة حول المكان الذي وُجدت فيه فجأة، على غرار ما يحدث حين تتسمم، والتقيؤ هو أسهل طريقة لطرد السموم من الجسم.
ويرى باحثون أن الشعور بالدوار في السيارة بدأ مع استخدام البشر وسائل النقل. والفترة الزمنية تعد وجيزة بالنسبة للدماغ. لذلك، لم يتكيف الدماغ بشكل كامل حتى الآن. وعلى الرغم من أنك تتنقل وتسافر في سيارة أو حافلة أو قارب، إلا أن غالبية حواسك تخبرك أن جسدك ثابت. في الوقت ذاته، يدرك دماغك أنك تمضي قدماً بسرعة معينة بسبب مجسات التوازن (أنابيب صغيرة من السوائل في أذنك الداخلية).
يتدفق السائل في هذه الأنابيب، ما يشير إلى أنك تتحرك، ولكنك في الواقع جالس. فيتلقى دماغك بعض الرسائل المختلطة بشكل خطير. وتكمن مهمة المهاد (كتلة كبيرة في المادة الرّماديّة في الجزء الظّهريّ للدّماغ البينيّ) في جمع هذه المعلومات المتضاربة ومعرفة ما يجري بالفعل. لكن غالباً ما يستنتج أن السموم هي المسؤولة، لذلك تتوقف في بعض الأحيان عند جانب الطريق للتقيؤ.
“بمجرد أن يصاب الدماغ بالارتباك من أي شيء من هذا القبيل، يقول: لا أعرف ماذا ينبغي أن أفعل. لذلك الشعور بالغثيان هو الحل”، بحسب عالم الأعصاب دين بورنيت، من جامعة كارديف في المملكة المتحدة. “نتيجة لذلك، نشعر بالغثيان بسبب قلق الدماغ الدائم بشأن التسمم” (نقلاً عن موقع ساينس أليرت).
التحديق من النافذة يمكن أن يساعد في الواقع، لأنه يطمئن الدماغ بأنك تتحرك وكل شيء على ما يرام. غالباً ما تؤدي قراءة كتاب أو خريطة إلى تفاقم الأمور، لأن ذلك يقنع الدماغ بأنك ثابت حقاً، يشار إلى أن العلماء ما زالوا يبحثون عن سبب شعور البعض بالغثيان دون آخرين، وعن سبب توقف الشعور بالدوار في السيارة فجأة.
في الوقت نفسه، يتابع العلماء البحث عن علاج لهذه المشكلة التي تفسد العديد من العطلات. الاستماع إلى الموسيقى قد يكون عاملاً مساعداً. كما يمكن تناول وجبة خفيفة تحتوي على نسبة عالية من البروتين قبل الرحلة.
المصدر: العربي الجديد