قال الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، في موقفه الاسبوعي ان “الانظمة العربية وبعض الجهات العربية الاخرى تجتاحها حمى جديدة قديمة، وهي حمى الاتصال بالكيان الصهيوني مقدمة للصلح والاعتراف الكامل والتخلي عن القضية الفلسطينية. ولقد بدأ الانحدار الى مستوى الاستسلام للعدو الصهيوني منذ اكثر من 40 عاما، منذ حرب 1973 بحيث بدأت من بعدها مفاوضات كمب ديفيد التي وقعت رسميا في اواخر العام 1978. ولقد عارضناها وقتها ولا نزال، ولكن كان هناك منطق لا يقنعنا بالتأكيد، ولكن يقنع البعض وهو ان مصر، مثلا، خاضت ثلاث حروب طاحنة وأرهق شعبها واقتصادها، فلا بد ان ترتاح لتستأنف صراعها بعد حين، ولكن السؤال اليوم ما الذي يدعو دولة مثل السعودية للتفاوض والاستسلام؟ ما الذي قدمته للقضية الفلسطينية وأي حرب خاضتها؟ وماذا خسرت من مرحلة الحرب النظرية مع العدو الصهيوني؟.هذا السؤال الذي يطرح نفسه بشكل حثيث: لماذا هذا التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني والى اين يمكن ان يصل السعوديون؟”.
واضاف “الطامة الكبرى انهم يستخدمون منطقا هو ان على العرب ان يستعينوا بإسرائيل ومن وراءها خوفا من المشروع الفارسي الشيعي التوسعي، والأشد أسفا ان هناك جمهورا يصدق مثل هذه الترهات، ومن “التطبيع” السعودي الى التطبيع “الاسلامي” فبعد رسالة محمد مرسي التي قدم فيها ما يشبه الولاء لإسرائيل، نسمع ان نائب رئيس حزب النور في مصر نادر بكار التقى الوزيرة الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في اميركا بعدما بالغ في رجائها قبول اللقاء. وعندما عاد كرم مع عدد من المكرمين، وقال حزبه “الاسلامي” انه التقى الوزيرة الصهيونية بصفته طالبا في اميركا، ولم يلتقها بصفته مسؤولا في الحزب “الاسلامي” المذكور، وهو بالتأكيد تبرير لا يقنع إلا البسطاء”.
وتابع “قبل ذلك تقوم الانظمة العربية بتكريم الرجل الذي غطى مصريا وعربيا العدوان على غزة اواخر العام 2008، عنيت وزير الخارجية المصرية وقتها بحيث اعلنت الحرب على غزة بوجوده ومن مكتبه. الآن يكرم بأن يصبح امينا عاما للجامعة العربية ليترأس اسوأ قمة في تاريخ العرب، حيث لم يروا إلا التدخل الايراني في الشؤون العربية – ذلك مبلغهم من العلم – بحيث يطرح السؤال نفسه: اين ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وأين ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013؟ هل قامت كل هذه الثورات العربية ليأتي واحد من ادوات حسني مبارك ليصبح امينا عاما للجامعة العربية؟ ولينظر علينا في الوطنية من المنظور الصهيوني؟”.
وقال “الشعب المصري يرفض التطبيع، ولقد طرد النائب المصري من البرلمان لأنه استقبل السفير الاسرائيلي، والفلسطينيون في اوج مقاومتهم المتجددة الصامدة المتطورة، “كتائب القسام” تحفر الخنادق وتحضر الصواريخ، حركة “الجهاد” تعلن عن امتلاكها صواريخ ارض- جو لم تكن موجودة قبل الآن، الشاب محمد فقيه في الخليل يواجه الجيش الاسرائيلي وحده، السكاكين والأحجار في عمل دؤوب، والمقاومة في لبنان اصبحت هاجسا لدى الإسرائيليين، المؤامرة تندحر في سوريا والعراق، نحن اليوم نحتفل بتحرير حلب واندحار المؤامرة: سوريا انتصرت على مؤامرة عالمية، لماذا الضعف امام الاسرائيلي؟ المقاومة تنتصر في اليمن، الارهابيون فضحوا في كل مكان.لماذا بعد كل هذه الايجابيات، وغيرها كثير، لماذا التطبيع السعودي والخليجي و”الإسلامي؟”.