فاجأ المتابعين إقرار احد الوزراء الاتراك بأن نظام اردوغان كان يخطط لحملة “تطهير” قبل محاولة الانقلاب التي وقعت منتصف تموز.. ربما يفسر ذلك سرعة الاعتقالات والاقالات التي بدأت بشكل مباشر وواسع بعد محاولة الانقلاب بما يوحي ان مخططا كان موجودا يتضمن الاسماء والاماكن التي سيطالها “التطهير”.
فقد جاء اعلان وزير الطاقة التركي بيرات البيرق أن نظام أردوغان خطط قبل حدوث الانقلاب لعملية للتخلص من معارضيه في الجيش قبل محاولة الانقلاب، ليثير العديد من التعليقات حول سياسة اردوغان الفاشلة داخليا وخارجيا لدرجة اضطراره الى حملة تطهير نظرا لتزايد معارضيه ثم فشل آخر بانكشاف هذا المخطط بما تسبب بردة فعل على شكل انقلاب.
يتساءل كثير من المراقبين عن المصلحة في مثل هكذا تصريح للوزير التركي ومدى الاستفادة من اعلانه واسباب هذا الاعلان وخلفياته وربما شكك البعض في صحته رغم ان وكالات اخبارية عدة نقلته كما ان الوقائع بعد محاولة الانقلاب تدعمه.
واستنادا الى مثل هذا التصريح والى وقائع الاعتقالات والتطهير والاقالات يمكن القول ان اردوغان هو من تسبب بالانقلاب! حيث يقول “البيرق” ان وحدات من الجيش عندما علمت بمخطط التطهير المزمع تنفيذه تحركت لتقوم بالانقلاب في خطوة مضادة استبقاية ضد الحكومة التركية.
وقال البيرق حسب ما نقل عنه أن المجلس العسكري التركي الأعلى كان يخطط هذا الصيف للاجتماع لطرد جميع الضباط المعارضين لسياسات أردوغان الذين تزعم أنهم يرتبطون بالداعية فتح الله غولن وقال “كانوا سيتخذون خطوات مهمة بالفعل للتخلص من ضباط وجنرالات غولن في القوات المسلحة… كنا نعمل بالفعل على ذلك”.
تثار في هذا الوقت مسألة استغلال اردوغان لما حصل في اندفاعة كبيرة بوجع معارضيه وصولا الى فرض حال الطوارئ بينما هناك عدد ضخم من المعتقلين يصل الى 15000 شخص بحسب ما اعلن نظام اردوغان نفسه عبر وزارة الداخلية وربما يكون العدد اكبر من ذلك، يضاف الى ذلك اقالة عشرات الالاف من ضباط وعناصر الجيش والشرطة والاكاديميين ، وهذا ما قد يحمل بحد ذاته مخاطر داخلية وحالة من تزايد النقمة .
يشار الى انه في تقرير لموقع “بي بي سي” حول من يقف وراء هذه المحاولة الانقلابية تحدث الموقع قبل ايام ان إحدى النظريات تقول نقلا عن احد مسؤولي الشرطة أن حكومة العدالة والتنمية كانت تخطط لاعتقال انصار حركة غولن في الجيش يوم 16 يوليو/ تموز، وعندما علموا بهذه الخطط قرروا تنفيذ انقلاب عسكري سريع في يوم 15 يوليو/ تموز، لذلك ظهر بشكل مرتبك وغير منظم. وتقول النظرية الثانية أن إردوغان من يقف وراءها، وأنها “عملية مزيفة” أراد إردوغان من خلالها كسب المزيد من السلطة. بينما تتبنى الحركة الكردية نظرية أخرى تتمثل في أن الكماليين الموجودين في الجيش، أتباع مصطفى كمال أتاتورك، خدعوا أتباع فتح الله غولن وقرروا الإطاحة بهم من خلال تنفيذ هذا الانقلاب.وعلم الكماليون أن هذا الانقلاب سوف يفشل، وعندها سيتحرك إردوغان ضد أنصار غولن ويتحرك لتطهير الجيش والدولة منهم.
ولا زالت المعلومات الجديدة تتوالى ولم تنته حول هذا الحدث الكبير الذي وقع في تركيا، وفي جديد ما اعلنه الجيش التركي عن وقائع الانقلاب فإن 8651 عسكريا شاركوا في محاولة الانقلاب ينتمون إلى شبكة بزعامة فتح الله غولن. وذكر أنه تم في محاولة الانقلاب إشراك 35 طائرة حربية و37 هليكوبتر و 74 دبابة و246 مركبة مدرعة و3 سفن، و3992 سلاحا فرديا.
المصدر: موقع المنار