على مسافةِ شبرٍ من امتحانِ الشارعِ تقفُ اجراءاتُ الدولةِ التقشفية ، ومحاولةُ وضعِ اليدِ في جيبِ العسكريينَ المتقاعدينَ تنقلُ النقاباتِ والروابطَ والعمالَ والاساتذةَ الى ساحاتِ الاعتصامِ والاضرابِ غداً قبلَ وقوعِ الفأسِ في رأسِ سلسلةِ الرتبِ والرواتبِ خدمةً للموازنةِ وتخفيفاً للعجز..
خفضُ الرواتبِ يُقدّمُ كأنهُ الوسيلةُ الاسرعُ لتقليصِ الكتلِ الماليةِ المستهلكةِ في الدولةِ اللبنانية ، ولكن دونَ الخوضِ فيه ترجماتٌ معيشيةٌ واقتصاديةٌ يحذرُ منها المراقبون.. وبلسانِ كلِّ مواطنٍ نسأل : ماذا عن الاملاكِ البحرية ، والمنحِ العشوائية ، وساعاتِ العملِ الاضافية ، ومصاريفِ السفرِ والبعثات؟.. ماذا عن المبالغِ الهائلةِ المدفوعةِ على المباني المستأجرةِ للوزاراتِ والادارات ، وفي صفقاتِ التراضي، والمواكبِ والحماياتِ الامنية؟.. ماذا عن الاموالِ المهدورةِ في التهربِ الضريبي ، ولصالحِ مافياتِ الفيول والمحروقات ، والمتخلفينَ عن دفعِ الضرائبِ من حيتانِ المصارفِ والمؤسساتِ والشركات ؟ .. تطولُ اللائحةُ ، ولكنْ لا يختلفُ اثنانِ من مريدي الاصلاحِ انه لو بدأت الدولةُ باجراءٍ واحدٍ لتحصيلِ اموالِها في احدِ هذه الملفات ، فإن ذلكَ يكفي البلدَ شرَ الافقارِ والانهيار ، ولو مؤقتاً..
المطلوبُ تصويبُ الانفاقِ في الموازنةِ أولاً ، وحزبُ الله سيعملُ على ذلكَ من خلالِ تخفيضِ المساهماتِ للمؤسسات، ودعمِ الاحتفالات ، وفقَ نائبِ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، وكذلك فانَ الإصلاحاتِ الماليةَ والإداريةَ يجبُ ان تكونَ على عاتقِ من استفادَ أكثر ، وعلى أصحابِ الرواتبِ المرتفعةِ والمصارف، كما يؤكدُ حزبُ الله.
في المنطقة ، رسائلُ سوريةٌ ايرانيةٌ مشتركةٌ حملتها زيارةُ وزيرِ الخارجيةِ الايراني محمد جواد ظريف الى دمشق، وفي لقائه الرئيسَ بشار الاسد تاكيداتٌ مضادةٌ للسياساتِ الاميركيةِ وصوناً لانجازاتِ الحليفينِ في خطِ الدفاعِ عن حقوقِ شعبيهما معاً.
في التطورات اليمنية ، المفاجاتُ العسكريةُ للجيشِ واللجانِ الشعبية متواصلة ، وفي ذكرى الشهيد الصماد ، قدراتٌ صاروخيةٌ مطورةٌ برسائلَ متفجرةٍ بعيدةِ المدى تزيدُ العدوانَ انزلاقاً في وحولِ ما ترتكبُ يداه.
المصدر: المنار