رحل المخرج المصري محمد خان، فجر الثلاثاء، في القاهرة، بعد فترة مرض قصيرة، عن 74 عاماً. مع عاطف الطيب وداود عبد السيد وغيرهما، كان خان واحداً من أهم أسماء المدرسة التي يصفها النقاد، بـ “الواقعية الجديدة”.
في حي غمرة، في القاهرة، وُلد خان عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، لذلك لم يحصل على الجنسية المصرية إلا في بداية الألفية الجديدة.
عاش صاحب “عودة مواطن” سبع سنوات في لندن؛ حيث أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963، رغم أنه سافر إليها لدراسة الهندسة، ثم عاد إلى القاهرة وعمل في الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي، تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف، في قسم القراءة والسيناريو مع رأفت الميهي ومصطفى محرم وأحمد راشد وهاشم النحاس.
ولم يستطع خان الاستمرار في العمل في هذا القسم أكثر من عام واحد، سافر بعدها إلى لبنان ليعمل مساعداً للإخراج مع يوسف معلوف ووديع فارس وكوستا وفاروق عجرمة. وبعد عامين، سافر مرّة أخرى إلى إنكلترا، بعد أن هزّته حرب 1967، حيث أنشأ دار نشر وأصدر كتابين، الأول عن السينما المصرية والثاني عن السينما التشيكية، وكان يكتب مقالات عن السينما. وفي عام 1977 عاد إلى مصر وأخرج فيلماً قصيراً.
في القاهرة، بدأ مشواره السينمائي بفيلم “ضربة شمس” عام 1978، أولى تجاربه الروائية الطويلة. وضمن موجة صعود المخرجين الجدد في بداية الثمانينيات، تتالت أعماله بمعدّل فيلم في كل عام، أعمال مثل “الرغبة” (1980) و”الثأر” (1980) ، و”طائر على الطريق” (1982)، و”الحريف” (1983)، و”مشوار عمر” (1985)، و”زوجة رجل مهم”(1988).
في الفترة اللاحقة، واكبت أعمال خان تحوّلات الذائقة السينمائية المصرية؛ إذ مالت أعماله نحو الخفّة، وإن لم تخل من نزعتها النقدية كما في “سوبرماركت” (1990) و”مستر كاراتيه” (1992).
في النصف الثاني من عقد التسعينيات، توقّف خان عن الإخراج، قبل أن يعود في 2001 بعمل تاريخي سياسي كان واحداً من أكثر الأفلام المصرية إثارة للجدل “أيام السادات”، عملٌ عهد البطولة فيه إلى الممثل الراحل أحمد زكي والذي أدّى قبل سنوات قليلة دور جمال عبد الناصر في “ناصر 56” لـ محمد فاضل.
بعد “أيام السادات”، عاد خان إلى الأعمال الاجتماعية مصوّراً الراهن المصري للألفية الجديدة، وقد اعتمد في كل أفلامه الأخيرة من “بنات وسط البلد” (2005) إلى “قبل زحمة الصيف” (2015) على دفعات جديدة من الممثلين.
هذه الأعمال وإن اختلفت كثيراً عما قدّمه في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها تظل منغرسة في رؤية “الواقعية الجديدة”، ولعله أحسّ بأنها كي تعيش عليها أن تغيّر مفرداتها من زمن إلى آخر.
المصدر: صحف