كشفت أول دراسة مفصلة -حول صحة المراهقين في أنحاء العالم- تصاعدا في أشكال عدم المساواة التي يواجهونها في مجال الصحة وغيره من المؤشرات الاجتماعية، فمثلا تبين أن ربع مراهقي العالم مصابون بفقر الدم.
وتوصلت الدراسة المهمة -التي نشرت نتائجها مجلة “لانسيت” الطبية مؤخرا- إلى أن الاستثمارات في مجالات الصحة والتعليم والأنظمة القانونية لا تواكب احتياجات النمو السكاني.
ويشكل المراهقون -الذين تتراوح أعمارهم بين عشرة و24 عاما- أكبر جيل في تاريخ البشرية، حيث يبلغ مجموعهم 1.8 مليار شخص أي ما يمثل ثلث سكان العالم.
وقالت الدراسة إنه عام 2016 كان هناك واحد من بين كل خمسة مراهقين (أي ما يمثل 324 مليون شخص) يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 125% منذ عام 1990، وكانت دول منطقة المحيط الهادي صاحبة أعلى معدلات انتشار السمنة.
ويعيش أكثر من نصف أعداد المراهقين في شتى أنحاء العالم حاليا -وفق الدراسة العالمية- في دول منخفضة الدخل أو دخل متوسط، ويحملون ثلثي عبء الأمراض التي تصيب أصحاب هذه الفئة العمرية، ورغم تراجع معدل انتشار تدخين التبغ بين المراهقين بشكل عام، فإنه كان هناك نحو 136 مليون مراهق يدخنون بصورة يومية عام 2016، بحسب الدراسة.
وسجلت كل من أوكرانيا وغرينلاند أعلى معدلي انتشار لتدخين التبغ بين الذكور، بنسبة 30.1 و31.6% على الترتيب، ووصلت النسبة بين الفتيات في غرينلاند 32.7%.
ووفق الدراسة، هناك 250 مليون مراهق جديد منذ عام 1990، ولكن الشباب يواجهون حاليا تحديات صحية أكثر بكثير من تلك التي تعرضوا لها آنذاك.
ومن جانبه، يقول المشرف على إعداد الدراسة جورج باتون إن صحة المراهقين تعاني من نقص التمويل أو الإهمال من جانب الكثير من الحكومات، ووسائل التواصل والإعلام الرقمي -بالإضافة للنظم الغذائية المتغيرة والتوسع الحضري والصراع المسلح والهجرة- تعد من بين القوى التي تشكل حاليا نمط نمو وتطور صحة المراهقين في وقت لا يواكب العالم ذلك.
المصدر: الوكالة الالمانية للأنباء