أشاد كبار مسؤولي بعثة الحلف الأطلسي في أفغانستان الأربعاء بالمكاسب الأساسية التي تحققت خلال أكثر من 17 عاما من الحرب، في وقت تسعى الولايات المتحدة لوضع حد لنزاع وصفه الرئيس دونالد ترامب بـ “السخيف”.
ومع إحياء الحلف الأطلسي هذا الأسبوع الذكرى السبعين لتأسيسه، قال الممثل الأعلى المدني للحلف في أفغانستان نيكولاس كاي “افغانستان اجتازت طريقا طويلا منذ 2001، إنها اليوم ديموقراطية ناشئة وحديثة وديناميكية”.
لكن الوضع في هذا البلد يظل حرجا رغم ان مئات آلاف الجنود الأطلسيين خدموا في أفغانستان منذ أطاح تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة نظام طالبان في نهاية 2001. وشهد العام 2018 حصيلة قياسية للقتلى المدنيين، فيما وسعت حركة طالبان مناطق سيطرتها إلى حد غير مسبوق.
وأعرب ترامب بشكل صريح عن استيائه من استمرار أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة حتى الآن، وقد خسرت فيها واشنطن ما يزيد على 2300 جندي وأنفقت أكثر من ألف مليار دولار. وأعلن ترامب في كانون الأول/ديسمبر أنه يعتزم سحب نحو نصف الجنود المنتشرين في أفغانستان وعديدهم 14 ألفا، في قرار اتخذ على ما يبدو بدون التشاور مع حلفائه الأطلسيين، وقال الثلاثاء في واشنطن إن حرب أفغانستان “مؤسفة وسخيفة”.
وسعى مسؤولون افغان ودوليون خلال مراسم جرت الثلاثاء في مقر الحلف المحصن في كابول إلى عرض رؤية إيجابية للوضع في هذا البلد. وشدد رئيس الحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله وقائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر على تحسن الظروف المعيشية للأفغان منذ 2001. وعلى تماسك الحلف في هذا البلد.
وأثنى نيكولاس كاي على “تحسن حقوق المرأة وملايين الأطفال ولا سيما الفتيات اللواتي التحقن بالمدارس وحرية الصحافة والتقدم اللافت في الرعاية الصحية”. غير أن هذه المكاسب تصطدم يوميا بالمشكلات التي يواجهها هذا البلد، وفي طليعتها النزاع بين القوات الحكومية ومجموعات المتمردين والذي يوقع كل سنة آلاف القتلى من المدنيين، وكذلك الفساد المستشري وعدم استقرار الوضع السياسي. كما أن بعض الحقوق مثل عمل النساء الذي حقق تقدما كبيرا في المدن لم تشهد الكثير من التطور في الأرياف.
وباشرت الولايات المتحدة هذا الصيف محادثات مع طالبان بحثا عن تسوية للنزاع. ويزور الموفد الأميركي الخاص زلماي خليل زاد حاليا أفغانستان حيث يلتقي سياسيين وممثلين للمجتمع المدني، بينهم مندوبات عن النساء في هذا البلد، تمهيدا لجولة مفاوضات سلام جديدة في قطر.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية