اغربُ انواعِ التناقضِ عاشتهُ قمةُ العربِ اليومَ في تونس: دفاعٌ عن الجولانِ السوريِّ المحتلِّ ضدَ قرارِ ترامب، فيما سوريا – صاحبةُ الارضِ والحق – مستبعدةٌ عن مقعدِها في الجامعةِ العربيةِ منذُ العامِ 2011..
قرارُ ترامب اضافَ الى قائمةِ الاستنكاراتِ العربيةِ استنكاراً جديداً تكررُه قممُ “نشدد، نؤكد” في دوراتِها المقبلة، ولا شكَ لن تكونَ شريكةَ الشعوبِ ومقاومتِها في منعِ ترامب ونتنياهو معاً من اتمامِ صفقةِ القرنِ على حسابِ فلسطينَ ولبنانَ وسوريا وخارطةِ كلِّ المنطقة..
في القمة، عن جراحِ الامةِ تحدثَ رئيسُ الجمهوريةِ اللبنانيةِ العماد ميشال عون، ولم يتردد في السؤالِ عن مصيرِ المبادرةِ العربيةِ للسلامِ بعدَ القراراتِ الاميركيةِ ضدَ القدسِ والجولان.. بقلقِ اللبنانيينَ واجهَ رئيسُ الجمهوريةِ الاشقاءَ العربَ المشتتين: القلقُ من اصرارِ المجتمعِ الدولي على ابقاءِ النازحينَ في لبنان.. القلقُ من الترويجِ لعودتِهم الطوعية، وكأنَ مليوناً ونصفَ مليونِ نازحٍ هم لاجئونَ سياسيون.. بلدُنا لم يعد قادراً على استضافةِ المزيدِ من اللاجئين، قال الرئيسُ عون، وبالنسبةِ اليه فانَ ما يفوقُ ضرورةَ دعمِ الدولِ المضيفةِ لهم، هو تقديمُ المساعدةِ للعائدينَ منهم داخلَ بلدِهم..
في القمةِ ايضا، لبنانُ يسألُ عما تفعلُه الاستنكاراتُ والاداناتُ حيالَ ما جرى ويجري في المنطقة، وماذا بقيَ من المبادرةِ العربيةِ للسلامِ التي اُقرت في بيروتَ عامَ 2002؟.
اليوم، بيروتُ مطمئنةٌ حيالَ ما يُجنِّبُها تداعياتِ الضغوطِ الاميركيةِ على الاستقرارِ الوطني، وليسَ بعيداً عن ذلك مواجهةُ الموقفِ الرسمي الموحَّدِ لتدخلاتِ مايك بومبيو.. ما يبقَى وباِلحاح، وَحدةٌ مطلوبةٌ فعلياً للارتقاءِ بالوطنِ من ازماتٍ عالقةٍ لا تقلُ خطورةً عن الضغوطِ الخارجيةِ في ملفِ النازحينَ وغيرِه، كازمةِ الكهرباءِ التي تُعَدُّ معالجتُها منفذاً لتخفيفِ العبءِ الاقتصادي، وكذلك الموازنةُ التي يجبُ ان تلحظَ تخفيضاً في الانفاق. وامامَ هذينِ الملفينِ تقفُ الحكومةُ في جلستِها المقبلةِ وفوقَ راسِها مطرقةُ عدمِ رضى البنكِ الدولي عما قدمتهُ الى الانَ من اصلاحات، وهاجسُ الاخفاقِ معَ مقرراتِ مؤتمرِ سيدر.
المصدر: موقع المنار