انها فِلَسطين، الارضُ الخَصِبَةُ التي زُرِعت شهداءَ فانبتَت رجالاً، وزُرِعَت تضحياتٍ فانبتَت املاً عصياً على كلِ المؤامراتِ والصَفَقات..
هيَ فِلَسطينُ من بحرِها الى نَهرِها، ومابينَهُما طوفانٌ بشريٌ آمَنَ بالارضِ ويومِها، فكانَ كُلَّ ايامِها المُؤَرِّقَةِ للاحتلالِ، الذي لن يهنأَ ومستوطنوهُ عيشاً طالَما في الامةِ نَبْضٌ اسمُهُ الضفةَ وخَفقٌ اسمه غزة..
في يومِ الارضِ جددت فِلَسطينُ بالدليلِ التأكيدَ على حقيقتِها، مِن سخنينَ وعرابةِ البطوف الى جنينَ ودير ياسين، ومن غزةَ ورامَ الله الى القدسِ وترابِ كُرومِها واسفَلتِ دَساكِرِها التي تتكلمُ العربيةَ الاصيلةَ نيابةً عن كلِ من باعوها في اسواقِ النِخاسةِ السياسية..
تحدى الفِلَسطينيونَ الاحتلالَ، وخرجوا في مسيراتِ العودةِ الى الارضِ التي لن تكونَ الا عربيةً، قَدَموا ثلاثةَ شهداءَ ومئاتِ الجرحى قرابينَ على طريقِ العودة، ومعهُم قادةُ المقاومةِ المتحدةِ على خِيارِ المجابهة، التي كَسَبَت اليومَ تحدياً جديداً باذعانِ الاحتلالِ للجموعِ البشريةِ التي هَدَرَت عندَ حدودِ غزةَ، رغمَ كلِ تهويلهِ وتهديدهِ باستهدافِ قادةِ المقاومةِ الذين كانوا على مرمى الترسانةِ الصِهيونيةِ العاجزةِ عن ايِ حماقة..
وعلى مرمى لَيمونِ حيفا وتفاحِ الجليل، كانَ الزيتونُ اللبنانيُ يُزرَعُ شجرةً مباركةً في العديسة، زيتونةً لا شرقيةً ولا غربيةً، فلسطينيةَ الجذور، طالما اضاءَ زَيتُها انتصاراتٍ من الجَنوبِ المقاومِ الى غزةَ هاشم ..
وفي تونُسَ زيتونةٌ اضاءت الى عِلمِها صرخةً بوجهِ سلطان، لم تَمنَح شهادةَ براءةٍ فكريةٍ ولو فخريةً لمن لا يُجيدونَ الحساباتِ القوميةَ ولا الاستراتيجية، اِنَها جامعةُ الزيتونةِ التونسية، التي خَرَّجَتِ الكثيرينَ ممن حضرَ بعضُهُم الى ساحاتِ تونُسَ مؤكدينَ عدمَ الايمانِ بجامعةٍ عربيةٍ تَجَمَّعَ قادَتُها المختلفونَ على كلِ شيء، حتى على قضيةِ الامةِ فِلَسطين، واِن راوغَ كِبارُهُم، فاسألوا قِرقاشَهُم..
فَهُم هُم، واِن اَكثروا من الاعتراضِ على ضمِ ترامب الجولانَ السوريَ الى الكيانِ العبري، فهل يقدِرُ هؤلاءِ على تجميدِ الهباتِ التي أُغدقت عليهِ حتى يُعيدَ القدسَ والجولانَ ولو على قِياسِ مفهومِهِم للسلام؟
المصدر: قناة المنار