يقول الخبراء إنّ تلوث الهواء يمكن أن تكون له آثار صحية مدمّرة على الناس من جميع الأعمار. مع ذلك، فإنّ الأطفال بالذات أكثر عرضة لهذه الآثار، إذ يواجهون مخاطر محددة قد تستمر مدى الحياة، بحسب تقرير أخير من موقع “جابان توداي” الياباني.
في هذا الإطار، تقول، ريما هابر، الأستاذة المساعدة في الصحة الوقائية العيادية، بجامعة “جنوب كاليفورنيا” الأميركية، إنّ الأطفال يتنفّسون بشكل أسرع من البالغين، لذلك ينتهي بهم المطاف إلى تلقي جرعة أعلى من تلوث الهواء في الرئتين مقارنةً بكتلة الجسم، على خلاف البالغين.
كذلك، فالأطفال أقرب إلى الأرض والطبيعة، ويمكن أن يكونوا عرضة لتلوث الهواء أكثر من الكبار، كونهم يلعبون ويمارسون النشاطات أكثر، خارج المنازل. لكنّ تلوث الهواء ليس فقط في الهواء الطلق، فبعض أخطر أشكاله هي في المنازل حيث المدافئ، والافران المستخدمة في الطبخ، لا تحرق الوقود بالكامل، ما يؤدي إلى إنتاج أبخرة خطرة. وهي أبخرة يتنشقها الصغار وأمهاتهم، كونهم، على مستوى العالم أقرب إلى المنزل، وإلى المطابخ والمدافئ بالتالي، من الآباء الذين يمضون معظم أوقاتهم في العمل.
ومع نمو الأطفال، هناك خطر آخر يتهددهم بسبب تلوث الهواء، وهو المتعلق بتباطؤ نمو الرئتين والدماغ والأعضاء المرتبطة بتنفس الأوكسجين، وهو خطر تدوم آثاره المتنوّعة مدى الحياة. وهكذا، فإنّ العواقب يمكن أن تكون فورية، لكن يمكن أيضاً أن تظهر على المدى الطويل، فهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنّ تلوث الهواء قد يحول مسارات التمثيل الغذائي، ويمكن أن يعرض الأطفال لخطر أكبر للإصابة بمرض السكري في وقت لاحق في الحياة أو أمراض القلب والأوعية الدموية. أما الآثار المباشرة الأكثر وضوحاً فهي المرتبطة بالجهاز التنفسي، فالأطفال المعرضون لتلوث الهواء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية، وصولاً إلى الربو. وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ الهواء الملوث ساهم في التهابات الجهاز التنفسي التي أدت إلى وفاة 543 ألف طفل ما دون الخامسة، عام 2016.
ربط بعض الأبحاث تلوث الهواء بالسمنة لدى الأطفال، وبالتهابات الأذن المستمرة، ومشاكل النمو العصبي التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض نتائج الاختبارات المعرفية وقد تؤدي إلى اضطرابات سلوكية، بل إنّ منظمة الصحة العالمية تقول إنّ هناك “أدلة جوهرية” على أنّ تلوث الهواء في الشوارع العامة وما فيها من دخان لعوادم المركبات “يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال”.
المصدر: العربي الجديد