مطولاً سيبقى العالَمُ في صدمتهِ الناجمةِ عن الهجومِ الارهابيِ الوحشيِ في نيوزلندا، وها هيَ التوقعاتُ تَذهبُ الى احتمالِ تَكرارِ هذا المشهدِ السوريالي في اجرامهِ الى حيثُ امعنَ الالغائيونَ تحريضاً ودفعاً للقتل.. ما حصلَ بالامسِ في زاويةٍ من اهدأِ زوايا العالم، يَضرِبُ الانذارَ في اغلبِ الدولِ المهيَئةِ بايدي حكامِها لمثلِ هذهِ الافعال التي كانت قرينةً لنشأةِ بَعضِها تاريخيا.. وتَفرِضُ حادثةُ نيوزلندا وقايةً مسبقةً عبرَ نشرِ خِطابِ التسامحِ مقابلَ فكرِ التطرفِ الذي قالت شبكةُ سي ان ان اِنَهُ قابلُ لانتاجِ جيلٍ من الارهابيينَ في اميركا اشدَ قسوةً من داعش ويكونُ لدونالد لترامب الحِصَةُ في اطلاقِ ظاهرتهِ جراءَ ما يمارسُهُ ضدَ المهاجرينَ وغَيرهِم…
احدثُ الشواهدِ على الاجرامِ الذي فتك بالمِنطقةِ مؤخراً ويمكنُ ان يتكررَ باوجهٍ اخرى ياتي اليومَ من ناحيةِ بلدةِ كوجو في شَمالِ العراقِ التي تَستعيدُ رُفاتَ المئاتِ من ابنائِها وبناتِها الايزيديينَ من المقابرِ الجماعيةِ التي خَلَّفَها الارهابيونَ فيها، فيما لا يزالُ مئاتٌ اخرونَ من ابناءِ البلدةِ نَفسِها في عدادِ المفقودينَ والمسبيين.
في المشهدِ اللبناني، خِطابُ التهدئة يبقى الاكثرَ طلباً، خاصةً مع السِجالاتِ التي تحُطُ فجأةً على الساحةِ السياسيةِ وتُهدِدُ استقرارَها، فالرسائلُ ناريةٌ بين التيارِ الوطنيِ الحرِّ وتيارِ المستقبلِ اطلقَتها عودةُ النازحينَ وحمّاها التوترُ العالي الى مَلفاتٍ اخرى، لكن لا داعي للقلقِ قالت مصادرُ الطرفينِ للمنار، فالرسائلُ قد وصلَت والصدارةُ الاستقرارُ وحكومةُ الى العمل، اضافَت المصادر.. ورغمَ القيلِ والقالِ فاِنَ الملفاتِ المفتوحةَ لن تشوشَ عليها السجالات، ولن يُغلِقَها النسيانُ، طالما اَنَ المواطنينَ والصادقينَ بمعركةِ محاسبةِ الفسادِ عندَ خِياراتِهِم، والمعركةُ الحقيقيةُ كما القرارُ اِما مُحاربةُ الفسادِ ووقفُ الهدر، أو الذهابُ الى المجهول..
المصدر: قناة المنار