أكد السفير غينادي غاتيلوف المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة في جنيف على أهمية الندوة في تعرية هذه المنظمة الإنسانية المزعومة والاستمرار في كشف الدور القذر الذي تقوم به محذرا من استمرارها بالقيام بأعمال إجرامية في بعض المناطق السورية.
وأوضح غاتيلوف أن الدول الغربية نكثت بوعودها لإخراج كل عناصر “الخوذ البيضاء” من سورية لافتا إلى استمرار وجود العشرات منهم في الأردن دون البت في وجهتهم لأن الغرب خائف من استقبال هؤلاء بسبب إمكانية قيامهم بعمليات إرهابية هناك.
وحذر غاتيلوف من استمرار منظمة “الخوذ البيضاء” في التحضير لأعمال استفزازية جديدة باستخدام مواد كيميائية في منطقة خفض التصعيد في إدلب بهدف توجيه الاتهامات للحكومة السورية باستخدامها ضد المدنيين ولمنع عملية عسكرية محتملة تطلقها الحكومة السورية لإخراج المدنيين من إدلب مشدداً على أهمية وجدية تلك المعلومات.
وخلال الندوة قدم مدير مؤسسة الدراسات الديمقراطية مكسيم غريغورييف عرضاً لمقابلات أجراها وفريقه في سورية مع أكثر من مئة من شهود العيان بمن فيهم أربعون من عناصر “الخوذ البيضاء” وخمسون من السكان المحليين وخمسة عشر شخصاً كانوا سابقا في صفوف المجموعات الإرهابية ممن تمت تسوية أوضاعهم أوضحت في مجملها عدم انطباق معايير العمل الإنساني على ما تسمى “منظمة الخوذ البيضاء” بما فيها معايير الحياد والطبيعة التطوعية لعمل أعضائها إضافة الى كون مراكزها ومقراتها تابعة للتنظيمات الإرهابية.
وأكد غريغورييف أن نتائج عمله أظهرت كذلك انخراط “الخوذ البيضاء” في فبركة الأخبار والصور الكاذبة وتجارة الأعضاء البشرية وسرقة المواطنين والممتلكات العامة والانخراط بدور تخريبي ممنهج في سورية لافتا إلى جود حسابات فيسبوك لعناصر من “الخوذ البيضاء” مع صور وشعارات تؤكد ارتباطهم بتنظيمي “داعش” والقاعدة الإرهابيين.
وأشار إلى أن “الخوذ البيضاء” تزعم بأن عناصرهم هم مجموعة من المتطوعين لكن الأبحاث تشير إلى حصولهم على رواتب شهرية وإلى مشاركة الكثيرين منهم في الأعمال العسكرية كمقاتلين موضحاً أن تركيبة تنظيم “الخوذ البيضاء” تختلف كلياً عن أي منظمة إنسانية تعمل في المجال الإغاثي وتشبه التنظيم العسكري.
وفيما يتعلق بحادثة دوما المزعومة أوضح غريغورييف أن الاخلاقيات الإعلامية بلغت حدا غير مسبوق من الكذب والتلفيق مشيرا إلى أن أحد أعضاء “الخوذ البيضاء” فضح تلفيق التنظيم لقصف دوما بالكيميائي وأن إحدى الضحايا المزعومين قالت بعد العملية.. إن تنظيم “الخوذ البيضاء” طلب منها التمدد على الأرض والتمثيل بأنها تعاني رجفة قوية واختناقا في المشفى بينما قال آخر: إنه رأى 10 الى 15 عنصرا من “الخوذ البيضاء” يعملون على ترتيب الأمور من أجل تمثيلية الضربة الكيميائية في دوما.
وأضاف غريغورييف “إن أعضاء سابقين من الخوذ البيضاء قالوا لنا انهم تدربوا على تمثيل عمليات انقاذ عقب ضربات مزعومة” مشيراً إلى أن عناصر “الخوذ البيضاء” كانوا يسرقون وينهبون من الفئات الضعيفة في المناطق التي تواجدوا فيها كحلب وإدلب ودوما. وأكد أن عناصر “الخوذ البيضاء” كانوا يأخذون المساعدات الانسانية ويبيعونها بأسعار غالية لافتا إلى أن العديد من هؤلاء العناصر يتحدثون بفخر عن مشاركتهم في المعارك جنباً إلى جنب مع التنظيمات الإرهابية شمال سورية.
وأوضح غريغورييف أن تحقيقاته أكدت تورط عناصر “الخوذ البيضاء” في فبركة الأخبار الكاذبة حول ضربات كيميائية مزعومة إضافة إلى دعم التنظيمات الإرهابية باللوجيستيات والنقل للأسلحة والمواد الطبية والغذائية كما كانت “الخوذ البيضاء” جزءا مهما من النظام الإجرامي الذي نهب الأعضاء الجسدية في سورية.
ويذكر أن الندوة التي انعقدت على هامش الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان شهدت حضورا لافتا لممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات غير الحكومية وإعلاميين ومهتمين بالقضايا الإنسانية وحقوق الإنسان في جنيف.
المصدر: وكالة سانا