لا تكتفي واشنطن ومن لف لفيفها من أنظمة عربية وإقليمية بدعم التنظيمات الإرهابية والتغطية على جرائمها واعتداءاتها المتواصلة على المدنيين والبنى التحتية بل تمنع قوات احتلال أمريكية في منطقة التنف عشرات آلاف المدنيين في مخيم الركبان من العودة إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب في حين تتخذ التنظيمات الإرهابية المدعومة من نظام أردوغان الإخواني في إدلب وبعض مناطق شمال سورية المواطنين دروعاً بشرية لتنفيذ اعتداءاتها ضد المناطق المجاورة.
وفي ظل هذا الاستثمار المقيت في معاناة المهجرين من قبل أعداء سورية لم تدخر الدولة السورية جهدا للقيام بواجبها في تلبية جميع الاحتياجات الإنسانية للمواطنين الذين تأثروا جراء هذه الحرب العدوانية غير المسبوقة وحرصت دائما على تقديم جميع التسهيلات واتخاذ الإجراءات التي تضمن عودة المهجرين القاطنين في مخيمات على أراضي دول الجوار عبر معابر تم تجهيزها لوجستيا لضمان إيصالهم إلى قراهم ومدنهم وبلداتهم التي حررها الجيش من الإرهاب.
ولهذا الغرض الإنساني وانطلاقاً من واجبها في حماية مواطنيها تتعاون الدولة السورية مع الجانب الروسي والأمم المتحدة بهدف إخلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان حيث تم فتح ممرين إنسانيين في بلدتي جليب وجبل الغراب في الـ 19 من الشهر الماضي في حين نظمت في الأول من الشهر الجاري قوافل لإعادة المدنيين المحاصرين في المخيم طوعاً إلى أماكن إقامتهم الدائمة لكن قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها الإرهابيين حالوا دون عودتهم واستمرت معاناتهم في ظل ظروف معيشية وصحية وسكنية أقل ما توصف بأنها كارثية.
منع الولايات المتحدة قوافل إنسانية مهمتها نقل المدنيين المحتجزين في مخيم الركبان إلى مناطقهم المحررة عبر الممرات الإنسانية التي تم افتتاحها لهذه الغاية يقدم دليلا آخر على مواصلة واشنطن استثمارها في الإرهاب والضغط على الحكومة السورية التي تسعى جاهدة لإنهاء المعاناة الإنسانية لنحو 50 ألف سوري يعيشون في المخيم تحت ظروف تعيد إلى الأذهان مخيمات النازية في الحرب العالمية الثانية.
واشنطن والدول والأنظمة الراعية للإرهاب التي تقتات على أوجاع المهجرين نتيجة الإرهاب عمدت إلى بث السموم في وسائل دعائية وإعلامية عبر أخبار مضللة وفبركات كاذبة عن مصيرهم في حال عودتهم إلى وطنهم وذلك للتأثير السلبي على المهجرين والضغط النفسي عليهم لتأخيرهم ما أمكن باتخاذ قرارهم بالعودة إلى مناطقهم وهي حالة لن تستمر طويلاً فالأجندات الإعلامية المضللة لن تغطي ضوء الشمس بالغربال ولن تحول دون وصول أخبار وحقائق الإجراءات الحكومية على الأرض والمعابر التي افتتحتها لعودة مواطنيها المهجرين.
الأزمة الإنسانية التي يعيشها مئات آلاف السوريين في مخيمات اللجوء في دول الجوار الجغرافي وخاصة في تركيا ستجد طريقها إلى الحل بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب والتي ستتكلل بإنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية الإمريكية والبريطانية والفرنسية والتركية على أراضيها وهي القوات التي تدعم الإرهاب وتعيق العمل الإنساني. ويرتكب طيران “التحالف الدولي” المزعوم مجازر وجرائم بحق السوريين راح ضحيتها آلاف المواطنين أغلبيتهم نساء وأطفال إضافة إلى تدمير البنى التحتية.
المصدر: وكالة سانا