لن تَحجِبَ تمثيليةُ هَزَليةٌ على مساحةِ خمسِمئةِ مترٍ على الحدودِ العراقيةِ السوريةِ حقيقةً ساطعةً على عشراتِ آلافِ الكيلومتراتِ من سوريا والعراقِ ولبنان ، المساحةُ التي حرَّرها محورُ المقاومةِ على مدَى عمرِ هذا المخلوقِ الداعشي البغيظ.
هل سنشهدُ في الساعاتِ أو الايامِ المقبلةِ فصلاً أخيراً يقدمُه دونالد ترامب على المسرحِ الدوليِّ باعلانِه الانتصارَ على داعش في سوريا؟ الحديثُ في قريةِ الباخوز يدورُ عن كنوزٍ ورؤوسٍ ارهابيةٍ كبيرة ، عن صفقةٍ أميركيةٍ تمت معَ داعش قضت بتأمينِ حياةِ المئاتِ من قادتِه، مقابلَ حصولِ واشنطن على سبائكَ ذهبيةٍ تقدرُ بنحوِ أربعينَ طُنا، نهبَها عناصرُ التنظيمِ من الموصلِ العراقية، ومناطقَ أخرى من سوريا.
واِن كانَ من المتعذرِ النفيُ أو التأكيد ، فانَ الثابتَ الوحيدَ أنَ الرئيسَ الاميركيَ مولعٌ بالصفقاتِ واختلاسِ الثرواتِ سواءٌ كانت ذهباً أبيضَ او اسودَ. واذا استولى ترامب على الكنوز ، فالى أينَ سيذهبُ بلصوصِ المغارة ؟ هل يبحثُ لهم عن دورٍ تدميريٍ جديدٍ في مكانٍ آخرَ من العالم؟
دورٌ يؤكدُ الرئيسُ الاسد أنَه لا مكانَ له في سوريا بعدَ اليوم ، فتركُ السلاح والدخولُ في المصالحات، هو السبيلُ الوحيدُ أمامَ المسلحينَ مؤكداً أنَ دمشقَ ستتعاملُ معَ المنطقةِ العازلةِ شمالَ البلادِ على أنها أرضٌ محتلة.
ونصرةً لفلسطينَ المحتلة ، شهدت المحافظاتُ والمدنُ اليمنيةُ تظاهراتٍ كبرى أكدت رفضَ التطبيع ِ والخيانةِ بعدَ فَعلةِ وزيرِ خارجيةِ هادي في وارسو.
في بيروت، يعودُ الحديثُ عن الملياراتِ الضائعةِ بشطبةِ قلم ، وعن الاموالِ الطائلةِ من الهباتِ والمساعداتِ التي سَقطت عمداً من الحساباتِ العامة. فهل تُسترجع ؟ او على الاقل هل ستَمنعُ الرقابةُ والمحاسبةُ من ضياعِ أمثالِها كمنطلقٍ لبناءِ دولةٍ يُكرَمُ فيها المواطن. فلم يعد اللبنانيُ يجدُ ملجأً ، فحتى مستشفى الامراضِ العقليةِ باتَ يفتقدُ الى كلِّ شيء، وزيرُ الصحةِ يقررُ اغلاقَ الفنارِ وتحويلَ مرضاهُ الى مراكزِ رعايةٍ تتوافرُ فيها الخِدماتُ اللازمةُ لهؤلاءِ المرضى.
المصدر: المنار